السيسي في فرنسا.. أجندة مكتظة بقضايا البر والبحر

ذات مصر
  وسط حالة من التوتر تشهدها منطقة شرق المتوسط، يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي تُعد الزيارة الرابعة منذ تولي الرئيس المصري الرئاسة في 2014، ومن المنتظر أن يلتقي السيسي الرئيس الفرنسي وعددًا من المسؤولين الفرنسيين لبحث أوجه التعاون بين البلدين. ووفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بسام راضي، فإنه من المقرر أن تشهد الزيارة بحث التنسيق السياسي المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خصوصًا تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الاوسط، فضلاً عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبري في إطارعملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر. [caption id="" align="aligncenter" width="1984"] السيسي وماكرون[/caption]

زخم في العلاقات

وتأتي هذه الزيارة وسط تصعيد في منطقة شرق المتوسط على خلفية الممارسات التركية بالتنقيب عن الغاز الطبيعي بالقرب من السواحل اليونانية والقبرصية، وهو ما أشعل خلافًا بين تركيا ومصر التي تعتبر دولة مشاطئة لكلا البلدين، في حين تدخل فرنسا على الخط مُنتقدة هذه الممارسات. الزيارات الرئاسية المتبادلة بين البلدين
فى 24 أغسطس/ آب 2019.. زار  الرئيس عبد الفتاح السيسي فرنسا للمشاركة في اجتماعات شراكة مجموعة الدول السبع الكبرى مع دول إفريقيا التي تترأسها فرنسا. فى 28 يناير/ كانون الثاني 2019.. الرئيس إيمانويل ماكرون زار مصر، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية. فى 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.. الرئيس عبد الفتاح السيسى زار فرنسا على رأس وفد رفيع المستوى. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.. زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرسمية إلى فرنسا، حيث عقد لقاء مع الرئيس ماكرون

المصدر: موقع الهيئة العامة للاستعلامات

وتتمتع مصر وفرنسا بعلاقات قوية على عدة مستويات، فعلى المستوى السياسي تلاقت وجهات نظر القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في لبنان، والسودان، فضلاً عن البرنامج النووي الإيراني. كما أخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوى عدد من القضايا، وكذلك التصدي للإرهاب. وخلال جائحة كورونا، جمعت عدة اتصالات الرئيسين المصري والفرنسي وتباحثا خلالها حول سبل التعاون المشترك إزاء أزمة فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن تناول الاتصالات للتطورات الأخيرة للملف الليبي، والتوافق حول ضرورة تحقيق التسوية السياسية للقضية، وفق موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

تبادل اقتصادي

وتشهد العلاقات الاقتصادية كذلك زخمًا بين البلدين، تمثل في إنشاء المجلس الرئاسي المصري الفرنسي في 25 إبريل/ نيسان 2006 والذي عمل منذ إنشائه على دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ونقل الخبرات والتكنولوجيا الصناعية لدى الجانب الفرنسي إلى الجهات المصرية المعنية كافة. [caption id="" align="aligncenter" width="1449"] الصادرات بين مصر وفرنسا[/caption] ووفق هيئة الجمارك الفرنسية، سجلت المبادلات التجارية بين فرنسا ومصر في 2017 زيادة قدرها 21.8% محققة 2.5 مليار يورو. وتأتي فرنسا في المرتبة الحادية عشر في قائمة الشركاء التجاريين لمصر في العام المالي 2016/17 (2.9% من المبادلات المصرية الإجمالية) وفقًا للبنك المركزي المصري، ومن وجهة نظر فرنسا، تظل مصر شريكًا تجاريًّا متواضعًا، فهي تشغل المرتبة 53 في قائمة الشركاء التجاريين لفرنسا منذ 2016، وفق ما ذكره موقع القنصلية الفرنسية في القاهرة.
العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا 20.6% حجم زيادة الصادرات الفرنسية لمصر في عام 2017 بقيمة 1.9 مليار دولار. أهم الصادرات الفرنسية إلى مصر: المعدات الميكانيكية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأجهزة الحاسوب الآلي بقيمة (671 مليون يورو). المنتجات الصناعية الأخرى بقيمة (660.6 مليون يورو). منتجات الصناعات الزراعية الغذائية بقيمة (116.1 مليون يورو). 25.4% حجم زيادرة الصادرات المصرية إلى فرنسا في عام 2017 بقيمة 617.3 مليون يورو. أهم الصادرات المصرية إلى فرنسا: منتجات صناعية بقيمة (427.1 مليون يورو). المنسوجات بقيمة (84.5 مليون يورو). النفط الخام (22.2 مليون يورو).

المصدر: موقع القنصلية الفرنسية في القاهرة

تعاون عسكري

ومن الناحية العسكرية، ترتبط القاهرة وباريس بعلاقات عسكرية قوية فهناك جزء كبير من تجهيزات القوات المسلحة المصرية، منذ منتصف السبعينات، فرنسي الصنع مثل طائرات الميراج والألفاجيت و المروحية غازيل وأجهزة الاتصال والإشارة، كما أن هناك حوارًا دائمًا بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات. وبالنسبة إلى الجانب الفرنسي، يتطور هذا الجانب من خلال الوفد العام للتسليح DGA الذي يتبع وزارة الدفاع، وفق موقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
الصادرات العسكرية الفرنسية إلى مصر توريد 24 طائرة مقاتلة من طراز “رافال”. توريد حاملتي المروحيات “جمال عبدالناصر” و”أنور السادات” من طراز “ميسترال” في عام 2016 والتي تعتبر من أحدث السفن تطورًا على مستوى العالم. توريد 4 قطع بحرية فرقاطة كانت آخرها الفرقاطة “الفاتح” في 2017.

المصدر: الهيئة العامة للاستعلامات المصرية

كما شملت العلاقات العسكرية عدة تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين، من أهمها: التدريب المشترك كليوباترا 2017، والتدريب المشترك رمسيس 2016، والتدريب البحري المصري - الفرنسي المشترك  كليوباترا 2014، كما نفذت القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريبًا بحريًّا عابرًا بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط وذلك بإشراك الفرقاطة الشبحية المصرية (تحيا مصر) مع الفرقاطة الشبحية الفرنسية (ACONIT) في نهاية يوليو/ تموز الماضي. [caption id="" align="aligncenter" width="1280"] طائرات الرافال[/caption] واعتبر الكاتب الصحفي اللبناني المُقيم في فرنسا، علي المرعبي، في حديثه إلى "ذات مصر"، أن الزيارة تأتي في إطار تطوير العلاقات المستقرة بين مصر وفرنسا، وهو ما ينعكس عمومًا على العلاقات العربية الفرنسية، باعتبار مصر دولة عربية وإقليمية فاعلة في المنطقة، قائلاً: "نتمنى أن يكون الحضور المصري قويًّا بما يخدم مصالح الدول العربية كافة، وليس مصر فقط". ورجح المرعبي أن تسيطر عدة ملفات على طاولة المباحثات في هذه الزيارة، ومن أهمها: معالجة مسألة التدخل التركي في سوريا وليبيا والأزمة في شرق المتوسط  بشأن التنقيب عن النفط والبترول، وتحديد الحدود البحرية للدول التي يحق لها من خلالها التنقيب عن النفط. كما أنه من المرجح –بحسب الكاتب الصحفي- أن يناقش الطرفان مسألة الإرهاب، بما يعني الوضع الأمني في ليبيا والخلايا الإرهابية في سيناء، ويتوقع المرعبي أن تحظى مصر بتجاوب فرنسي في هذا الإطار وهو ما سيظهر بعد الإعلان عن تفاصيل المباحثات خلال الأيام المقبلة.