الكونجرس يتصدى لترامب.. القوات الأمريكية لن تنسحب من مواقعها!
في خطوة تعتبر ردة فعل على تحركات ترامب الأخيرة بشأن سحب القوات الأمريكية من عدة دول، أعلن مشرعون أمريكيون عن نسخة نهائية لمشروع قانون تحت اسم "الإنفاق الدفاعي السنوي الضخم" وهو التشريع السنوي الذي يحدد قيود الإنفاق والأولويات للجيش الأمريكي، فمشروع القانون يستهدف منع الرئيس الأمريكي من السحب المزمع لقوات بلاده من ألمانيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام غربية.
التشريع الذي يسعى أيضًا لتقييد أو تعقيد انسحاب القوات المنتشرة في أفغانستان أو كوريا الجنوبية ولا يزال بحاجة إلى موافقة من الكونجرس الأمريكي، يمنع انسحاب أي من القوات الأمريكية في ألمانيا البالغ عددها نحو 34.500 جندي بعد أن يقدم وزير الدفاع تحليلاً لتأثير الانسحاب إلى الكونجرس.
ويشتمل مشروع القانون على توقيع عقوبات على تركيا في غضون 30 يومًا من إقراره، بسبب حصولها على نظام الدفاع الجوي الروسي إس400، فقد نصت بنود القانون على فرض عقوبات على كل شخص شارك عن علم في الحصول على نظام الدفاع الجوي إس400.
[caption id="" align="aligncenter" width="1200"] انسحاب القوات الأمريكية من العراق[/caption]
سياسات متعارضة
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 جندى، فضلاً عن سحب 500 جندي من العراق، وهو أحد أكبر القرارات الخارجية التي أعلنها ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض، في حين أعلن البنتاجون نهاية الشهر نفسه عزم الرئيس دونالد ترامب سحب معظم قوات بلاده من الصومال، حيث يوجد نحو 700 جندي أمريكي تتركز مهامهم في مساعدة القوات المحلية على مواجهة حركة الشباب المتشددة، المرتبطة بتنظيم القاعدة. ويرى مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد صادق إسماعيل، في حديثه إلى "ذات مصر"، أن طرح هذا المشروع يتزامن مع تولي الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، والذي يتبنى سياسيات خارجية مخالفة لنظيرتها التي يتبناها ترامب، خصوصًا في ما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من بعض الدول. ووفق إسماعيل، فإن بايدن يسعى لتأمين المصالح الأمريكية في الخارج، وجزء من هذا التأمين وجود قوات عسكرية أمريكية في عدد من الدول، خصوصًا في ظل التوتر الأخير في منطقة الشرق الأوسط والناجم عن اغتيال العالم الإيراني فخري زاده، والذي أدى إلى تصعيد من الجانب الإيراني على أثره، وهو ما جعل الولايات المتحدة تستشعر خطرًا على مصالحها في المنطقة. [caption id="" align="aligncenter" width="1280"] ترامب وبايدن[/caption] وقد يثير هذا القانون الذي وضعه مشرعون من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، غضب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، ترامب، إذ فُسرت القرارات التي اتخذها الأخير المتعلقة بسحب القوات، على أنها محاولة لوضع عقبات في الطريق أمام الرئيس المنتخب جو بايدن، قبل أن يتسلم السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، فمنذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، شرع ترامب في إصدار قرارات من العيار الثقيل، كان أهمها إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، ما اعتبره البعض انتقامًا من ترامب على خلفية نتائج الانتخابات غير المرضية بالنسبة إليه. ولفت صادق إلى أن سحب القوات الأمريكية من بعض الدول، هو مبدأ اعتنقه ترامب منذ عام 2016، وأعلن وقتها أنه سيقلص الوجود العسكري الأمريكي في هذه الدول، بسبب التكلفة العالية المستقطعة من الميزانية العسكرية للإنفاق على هذه القوات، في أفغانستان والعراق أو آسيا على السواء، وهو ما يتسق مع الموقف الذي كان يتبناه ترامب، وهو إعلاء المصالح الأمريكية أولاً.750 مليار دولار حجم الإنفاق العسكري للولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020المصدر: موقع جلوبال فاير باور