المُراقب.. أسبوع الجماعات: "الإخوان" تناور الحظر.. و"داعش" يفضّلها "استنزافًا"

  ● ملخص الأسبوع (من 6: 12 ديسمبر/ كانون الأول 2020): 1- كثفت جماعة الإخوان من نشاطها الإعلامي، في إطار حملتها للرد على البيانات التي أصدرتها هيئات شرعية في السعودية والإمارات ومصر، بالتوازي مع استمرار الحديث في الولايات المتحدة وفرنسا عن وضع الجماعة على قوائم الإرهاب. وبدأت أولى جلسات محاكمة "صقر الإخوان القطبي" محمود عزت، الذي كان قائمًا بأعمال مرشد الإخوان خلال السنوات السبع الماضية، وأصدر ما يُعرف بـ"تيار التغيير" بيان استنكار للمحاكمة ولظروف احتجاز "عزت"، على اعتباره بيان مغازلة تنظيمية بين تيار التغيير وجبهة القيادات التاريخية التي تُشرف على الجماعة حاليًّا، وعلى رأسهم إبراهيم منير. 2- واصل تنظيم القاعدة والتنظيمات المرتبطة به في مناطق اليمن وإفريقيا والساحل والصحراء الكبرى نشاطها المعتاد، في حين أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من الصومال قلقًا، إذ من المتوقع أن يؤدي لزيادة نشاط وسيطرة حركة شباب المجاهدين المرتبطة بالقاعدة داخل البلاد. 3- طرأ ارتفاع في عمليات تنظيم داعش، خلال الأسبوع الجاري، بنسبة 22.5% بعد تراجعها خلال الأسبوع الماضي، وما زال العراق يشكل ساحة العمليات الرئيسة للتنظيم، ويبدو أن التنظيم يركز أكثر خلال الفترة الحالية على عمليات الاستنزاف الاقتصادي لخصومه، وعلى رأسهم الحكومة العراقية. * جماعة الإخوان في مصر، بدأت محاكمة محمود عزت، نائب مرشد الإخوان والقائم بعمله سابقًا -قُبض عليه أواخر أغسطس/ آب 2020- ويمثُل "عزت" أمام القضاء بتهم عديدة منها: المسؤولية عن تأسيس الجناح المسلح للجماعة، والإشراف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية التي ارتكبها هذا الجناح بالبلاد منذ 30 يونيو/ حزيران 2013 وحتى ضبطه، والتي كان من أبرزها اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات عام 2015، إضافةً إلى تأسيس لجان إلكترونية لترويج الشائعات ومهاجمة القيادة السياسية والحكومة المصرية. وظهر عزت، 76 عامًا، في أثناء جلسات محاكمته بسجن طرة (جنوب القاهرة)، مرتديًا كمامةً طبية، للمرة الأولى منذ القبض عليه، في حين قررت هيئة المحكمة عقد الجلسة الثانية لمحاكمته في 4 يناير/ كانون الثاني 2021. [caption id="" align="aligncenter" width="1280"] محمود عزت في أولى جلسات محاكمته[/caption] وفي نفس السياق، أصدر ما يُعرف بـ"تيار التغيير" في جماعة الإخوان بيانًا للتنديد بمحاكمة عزت، الذي كان يُوصف برجل الإخوان الحديدي وصقر التنظيم القطبي الذي تحكم في الجماعة لعقود، ادعى فيه أن محمود عزت يواجه ظروف احتجاز قاسية وغير قانونية، حسب البيان. وتوعد البيان بملاحقة كل المسؤولين الرسميين في الدولة المشرفين على ملف السجون، سواء أكان داخل مصلحة السجون (وزارة الداخلية) أم في بقية الأجهزة الأمنية المصرية (لم يسمها البيان). ويحمل البيان عددًا من الدلالات المثيرة للاهتمام، فـ"تيار التغيير" هو امتداد لما كان يُعرف بـ"جبهة المكتب العام" داخل جماعة الإخوان والتي مثلت الجبهة الأكثر عنفًا، وتمايزت عن جبهة القيادات التاريخية (التي مثلها محمود عزت، وإبراهيم منير نائب مرشد الإخوان حاليا) منذ 2016، نتيجة خلاف داخلي على قيادة الجماعة، أدى إلى استقالة محمد كمال (مؤسس جبهة المكتب العام- قُتل في أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وانفصاله مع المكاتب الإدارية المؤيدة له (وفقًا للهيكل التنظيمي للإخوان فإن المكاتب الإدارية هي بمنزلة مراكز قيادة وسيطرة للجماعة في المحافظات المختلفة). ويبدو أن الهدف الأساسي من إصدار هذا البيان هو مغازلة القيادة الحالية لجماعة الإخوان (جبهة القيادات التاريخية) بقيادة إبراهيم منير، أملاً أن ترأب الصدع الحاصل في بنيان الجماعة منذ 2016، خصوصًا وأن جبهة المكتب العام كانت تتبنى موقفًا متحفظًا ورافضًا لممارسات عزت خلال قيادته للجماعة (أواخر 2013: أغسطس/ آب 2020)، فقد حل وقتها اللجنة الإدارية العليا الأولى برئاسة محمد كمال (قيادة انتخبتها الإخوان بعد الإطاحة بها من الحكم) وأدى ذلك إلى شقاق كبير داخل الإخوان، ثم أكبر انشقاق هيكلي (تنظيمي) داخل الإخوان وبروز قيادتين متوازيتين هما "جبهة القيادات التاريخية" و"جبهة المكتب العام". [caption id="" align="aligncenter" width="750"] إبراهيم منير[/caption] وحسب مصادرنا، فإن "منير" وعد شباب الإخوان الذي يمثلون الكتلة الأكبر في جبهة المكتب العام، بإجراء مصالحة ولمّ شمل الجماعة مجددًا، ما دفع قيادات الجبهة التنفيذيين للاستقالة من مناصبهم، وتغيير اسمها إلى "تيار التغيير" لتوحي بأنها مجرد تيار من تيارات جماعة الإخوان الأم وليست جماعة موازية. إلى ذلك، حددت محكمة النقض المصرية جلسة 14 مارس/ آذار 2021 لنظر طعن قيادات جماعة الإخوان على أحكام المؤبد والمشدّد الصادرة بحقهم من محكمة الجنايات في قضية "اقتحام الحدود والسجون". والتي تعود وقائعها إلى أحداث الثورة المصرية (يناير/ كانون الثاني 2011)، وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين في القضية ارتكاب جرائم "الاتفاق مع هيئة المكتب السياسى لحركة حماس، وقيادات التنظيم الدولى للإخوان، وحزب الله اللبناني على إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من الحرس الثوري الإيراني، لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية". وليس ببعيد عن جماعة الإخوان، قال السيناتور الجمهوري تيد كروز، إنه يتمنى  تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لأن هذا هو التعبير الحقيقي عنها، خاصة وأن ميثاقها ينص على ذلك، إضافة إلى تورط أفرعها حول العالم في هجمات إرهابية. وأعاد "كروز" خلال الأسبوع الماضي، طرح مشروع وضع الإخوان على قوائم الإرهاب بالولايات المتحدة، الذي سبق أن تقدم به عامي 2015 و2017 على التوالي، لكن كثيرين يعتقدون أن حظر الإخوان حاليًّا "مقامرة سياسية" لن تخوضها الإدارة العرجاء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. للمزيد عن مشروع قانون حظر الإخوان في الولايات المتحدة راجع تقريرنا: المُراقب.. الجماعات الإسلامية هذا الأسبوع.. نشاط لخلايا "داعش" بالعراق في المقابل، كشف إبراهيم منير، نائب مرشد الإخوان والمسؤول الأول عن لجنة إدارتها التي تشكلت بعد القبض على محمود عزت، أن جماعة الإخوان عقدت لقاءات مع مسؤولين ومراكز دراسات أمريكية لتتفادى قرار الحظر، وهو ما توقعناه في تقريرنا السابق. وقالت جاكلين أوستاش برينيو، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ومقررة اللجنة الخاصة بالإسلام السياسي بالمجلس، إنهم يعملون على صياغة مشروع قانون لحظر جماعة الإخوان في فرنسا، وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تواصل فيه السلطات الفرنسية حملتها على ما تسميه بـ"الانعزالية الإسلامية" والتي حظرت خلالها جمعيات مرتبطة بالفرع الفرنسي للإخوان، كما داهمت أيضًا عددًا من المساجد والمراكز الإسلامية خلالها. [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] شعار جماعة الإخوان الإرهابية[/caption] * تنظيم القاعدة واصل تنظيم القاعدة عملياته الروتينية في مختلف أنحاء العالم، وبرز خلال هذا الأسبوع، فرع التنظيم في شبه الجزيرة العربية، وهاجم مسلحو التنظيم ارتكازًا لقوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين (جنوب البلاد)، وحتى نشر هذا التقرير، لم يصدر التنظيم بيانًا رسميًّا لتبني العملية. وفي الصومال، نفذت طائرات أمريكية تابعة لقوات القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكيوم) غارتين جويتين لاستهداف خبراء متفجّرات في حركة الشباب، وذلك قبل بدء انسحاب القوات الأمريكية المنتشرة على الأرض من البلاد. وقال الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأميركية في إفريقيا، إنهم سيواصلون الضغط على حركة الشباب الصومالية التي تواصل تقويض الأمن في البلاد، مضيفًا أنه يسعى لحماية انسحاب جنوده الذين يُدرِّبون ويقدّمون المشورة للجيش الصومالي. وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب غالبية البعثة العسكرية الأمريكية في البلاد البالغ قوامها 700 مقاتل، في حين أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وكالة الاستخبارات المركزية (C.I.A) أنها تخطط لإلغاء الدعم المقدم لبرامج ومهام مكافحة الإرهاب. من جانبهم، انتقد مسؤولون صوماليون قرار الرئيس الأمريكي، ووصفه أيوب إسماعيل يوسف، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الصومالي، بـ"المؤسف للغاية". وكانت القوات الأمريكية في الصومال تقوم بمهام دعم القوات الخاصة الصومالية المعروفة باسم "دنب"، في عملياتها ضد حركة الشباب الصومالية. ويرجح أن يكون الانسحاب الأمريكي مرتبطًا بالوعد الذي قطعه "ترامب" سابقًا عن إنهاء الحروب التي لا نهاية لها، ولا يبدو أن الولايات المتحدة تتبع إستراتيجية منسقة بشأن هذا الانسحاب، فلا تزال حركة الشباب تحتفظ بقدرات عسكرية وعملياتية فاعلة، وفي المقابل تواجه الحكومة الفيدرالية الصومالية أزمة حقيقية في بسط الأمن بالبلاد. [caption id="" align="aligncenter" width="1180"] القاعدة في اليمن[/caption] ومن المتوقع أن تؤدي قرارات ترامب إلى حدوث ارتباك في معسكر حلفاء الولايات المتحدة، كما ستشكل تحديًا للإدارة الأمريكية الجديدة التي يُنتظر أن تتسلم السلطة مطلع العام المقبل. وفي سوريا، نشط عناصر وأنصار التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وروجوا رسائل وخطابات لسامي العريدي (الشرعي العام لتنظيم حراس الدين الذي يعد الفرع السوري للقاعدة حاليًّا)، في ما يظهر كأنه رد على إعلان برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، رصد مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو اعتقال "العريدي" و2 من قيادات التنظيم (فاروق السوري، وأبو عبد الكريم المصري). للمزيد عن إعلان الخارجية الأمريكية رصد 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن قيادات القاعدة بسوريا، راجع تقريرنا: "المُراقب"، الصادر خلال الأسبوع الماضي. وعلى صعيد متصل، كشف جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقًا (2013- 2017) أن إسرائيل قدمت معلومات استخبارية للولايات المتحدة، وجرى توظيفها في مطاردة ثم اغتيال أمير تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. ويأتي تصريح المدير الأسبق للوكالة الاستخبارية الأمريكية كنوع من الدعايا لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، والذي يسعى لرسم صورة احترافية لنفسه، وتعزيزها في الأوساط المختلفة، بصرف النظر عن مدى دقتها. * تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تزايدت وتيرة العمليات التي ينفذها تنظيم "داعش" في مختلف المناطق، ونفذ مقاتلوه 62 عملية (إحصاء التنظيم)، بمعدل زيادة 22.5% مقارنة بـ48 هجومًا خلال الأسبوع السابق، وأدت عمليات هذا الأسبوع إلى مقتل وإصابة 153 شخصًا، أي بزيادة قدرها 17.7%. وتوقعنا سابقًا أنّ تراجع عمليات "داعش" خلال الأسبوع الماضي كان مجرد فترة كُمون، انتظارًا لشن المزيد من الهجمات. - العمليات على الساحة العراقية لا يزال العراق هو الجبهة الرئيسة لتنظيم داعش، الذي تعافت قدرته العملياتية بقدر كبير كما هو ملاحظ من هجماته خلال الفترة الماضية، ففي ديالى (57 كم شمال بغداد) واصلت مفارز التنظيم تنفيذ عمليات قنص للقوات الأمنية وعناصر الحشدين الشعبي والعشائري، وادّعى التنظيم في أسبوعية "النبأ" أن محصلة تلك الهجمات كانت نحو 30 قتيلاً وجريحًا. ونفذت مفرزة أمنية تابعة للتنظيم هجومًا على مقر لكتائب حزب الله العراقي (أحد الفصائل الولائية المكونة للحشد الشعبي العراقي) بمنطقة الحجير شمالي جرف الصخر (60 كم جنوب غرب بغداد). وفي كركوك (240 كم شمال شرق بغداد)، فجر مقاتلو داعش عبوات ناسفة داخل بئري نفط في حقل خباز النفطي (جنوب غرب كركوك)، ما أدى لاشتعال النيران فيهما، كما فجروا 3 أبراج للطاقة الكهربية تغذي مدينة القائم العراقية (400 كم شمال غرب بغداد)، وسبب انقطاع الكهرباء بالكامل فيها، في حين فجروا برجًا آخر للكهرباء في قرية البوعمر بمنطقة الرضوانية (جنوب بغداد). [caption id="" align="aligncenter" width="1280"] داعش[/caption] ومن الملاحظ أن تنظيم داعش يكثف عمليات الاستنزاف الاقتصادي التي يشنها ضد الحكومة العراقية، والتي تهدف لاستنزاف مقدراتها الاقتصادية والمالية وبالتالي فشلها في توفير الخدمات ودفع رواتب الموظفين والمجندين في الحكومة والقوات العسكرية والأمنية وبالتالي انهيارها. وهذه الإستراتيجية (الاستنزاف) هي الإستراتيجية الرئيسة التي اعتمدها "داعش" منذ انهيار خلافته المكانية (مارس/ آذار 2019)، بناءً على توجيهات أبوبكر البغدادي، خليفة التنظيم السابق، والذي دعا لتنفيذها علانية في إصدار مرئي بثته مؤسسة الفرقان الإعلامية (تابعة لديوان الإعلام المركزي الداعشي) بعنوان "في ضيافة أمير المؤمنين" (إبريل/ نيسان 2019). - العمليات على الساحة السورية في سوريا، زادت وتيرة عمليات مفارز التنظيم داخل محافظة دير الزور (450 كم شمال شرق دمشق)، بالتوازي مع نشاط إعلامي مكثف للتنظيم هناك. وتمكن مقاتلو داعش من قتل 9 أشخاص قالوا إنهم تابعون لقوات سوريا الديمقراطية التي تدير المنطقة بعد طرد داعش منها، وبث المكتب الإعلامي للتنظيم في دير الزور صورًا لعمليتي اغتيال أحدهما في بلدة الشحيل (ريف دير الزور الشرقي- 45 كم من مركز المحافظة) لشخص يُدعى "موسى الهشيم" قالوا إنه يعمل جاسوسًا للولايات المتحدة في المنطقة ويقدم معلومات عن خلايا داعش ونشاطها، في حين اغتال مقاتلو التنظيم في بلدة السجر (الريف الشرقي لدير الزور) قياديًّا محليًّا في قوات سوريا الديمقراطية يُدعى رائد حسين. كان أمير المفارز الأمنية الداعشية في دير الزور المكنّى بـ"أبي منصور الأنصاري" قد أجرى حوارًا قبل عدة أسابيع مع صحيفة النبأ الداعشية، تحدث فيه عن العمليات التي ينفذها مقاتلو التنظيم في تلك المنطقة.. للمزيد راجع تقريرنا: "المُراقب من 15: 21 نوفمبر/ تشرين الثاني". في بادية تدمر (215 كم شمال شرق دمشق)، فجر مسلحو التنظيم عبوة ناسفة ضد سيارة رباعية الدفع للجيش السوري النظامي، وادعى التنظيم أن الانفجار أدى لمقتل وإصابة من كان على متنها. وبث المكتب الإعلامي لداعش في المنطقة صورًا لتفجير سابق استهدف القوات الحكومية وحلفاءها في المنطقة. وذكرت أسبوعية "النبأ" أن عناصر التنظيم نفذوا عمليتي اغتيال لعنصرين أحدهما مدني (وصفته بالجاسوس للمخابرات السورية) في بلدة صيدا (شرق مدينة درعا- 100 كم جنوب دمشق)، والثاني عنصرًا في قوات سوريا الديمقراطية بمنطقة مركدة (تتبع لمدينة الشدادي- 105 جنوب دير الزور). [caption id="" align="aligncenter" width="800"] مقاتلو داعش[/caption] - العمليات في المناطق الأخرى واصل مقاتلو داعش في غرب إفريقيا هجماتهم ضد قوات الجيشين النيجيري والتشادي، وفجروا عبوتين ناسفتين ضد زورقين عسكريين في أثناء إبحارهما في بحيرة تشاد، ما أدى إلى مقتل وإصابة 30 عسكريًّا تشاديًّا (حسب إحصاء التنظيم). ولجأ مقاتلو داعش خلال الأسبوعين الماضيين إلى تكتيك الفخاخ المائية، عبر زرع العبوات الناسفة وتفجيرها ضد الزوارق العسكرية التي تجوب المنطقة، وحتى الآن، نجح التكتيك الداعشي في تكبيد القوات التشادية خسائر في الأرواح والمعدات. وفي غابات ألغارنو (جنوب برنو- شمال شرقي أبوجا)، اشتبكت مفارز التنظيم مع قوات تابعة للجيش النيجيري، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل وإصابة 8 عناصر من الجيش، واغتنم مقاتلو داعش أسلحة ومعدات منها مدرعة عسكرية خفيفة دخلت الخدمة في الجيش النيجيري خلال العام الحالي. وفي وسط إفريقيا، وتحديدًا منطقة بيني المضطربة (شرقي العاصمة كينشاسا)، هاجم مقاتلو التنظيم 5 ثكنات للجيش، ما أدى إلى مقتل وإصابة 17 عنصرًا (حسب إحصاء التنظيم). ● الحرب الإعلامية والمعنوية * جماعة الإخوان نشر موقع "إخوان أون لاين" -منبر رسمي لجماعة الإخوان- الرسالة التوجيهية الأسبوعية لأعضاء جماعة الإخوان والتي حملت عنوان "واجعلوا بيوتكم قبلة 2" حثت فيها أعضاء جماعة الإخوان على استثمار أوقاتهم في تكوين وإعداد عناصر تنظيمية داخل أسرهم وعائلتهم، معتبرًا أن تكوين البيت الإخواني -البيت المسلم، على حد تعبير كاتب الرسالة- لا بد من أن يكون داخل معركة التدافع الاجتماعي والحضاري بين الواقع الإسلامي والجاهلي (غير الإسلامي) حسب فهمهم. ولعل هدف هذه الرسالة الأسبوعية، تحريض أعضاء الجماعة على توثيق وتعزيز الروابط الإخوانية التنظيمية داخل الأسرة الواحدة، وجعل تلك الأسرة مغايرة للواقع الاجتماعي الذي تحيا فيه على اعتباره واقعًا غير إسلامي. ويبدو أن كاتب هذه الرسالة من قيادات التيار القطبي داخل جماعة الإخوان (أكثر تشددًا)، وهو ما يتضح من الألفاظ والمصطلحات التي استخدمها في صياغة الرسالة الأسبوعية. وعلى ذات الصعيد، كتب محمد عماد صابر (عضو جماعة الإخوان والبرلماني السابق عنها) مقالاً عبر موقع "عربي 21" بعنوان: السعودية.. إذ تقدم الإخوان "كبش فداء"، زعم فيه أن بيان هيئة كبار العلماء السعودية والذي أيدته هيئات شرعية في الإمارات ومصر، جاء ليقدم الإخوان ككبش فداء متهم بالإرهاب بدلاً من المملكة العربية السعودية. وقال إبراهيم منير، نائب مرشد الإخوان، إن الجماعة لا تمارس الإرهاب، مشيرًا إلى عقد لقاءات عديدة مع مسؤولين في وزارة الخارجية، ومراكز دراسات أمريكية لتوضيح الصورة عن جماعة الإخوان، وأن الإخوان ستعيد تقديم مشروع الإسلام السياسي للجماعة. واستضافت قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، "منير" للدفاع عن جماعة الإخوان، بعد أن أعاد السيناتور الأمريكي "تيد كروز" طرح مشروع لوضع الجماعة على قوائم الإرهاب. وقد تكون مداخلة نائب مرشد الإخوان، ومقال محمد عماد صابر، جزءًا من حملة دعائية تقوم بها جماعة الإخوان كمناورة للإفلات من الحظر في الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دققت بعدها في أنشطة الإخوان على مدار الفترة الماضية. * تنظيم القاعدة احتفت صحيفة "ثبات" التي تصدرها وكالة ثبات الإخبارية المحسوبة على تنظيم القاعدة، بالهجمات الصاروخية التي نفذها مقاتلو القاعدة في مالي ضد القواعد العسكرية الفرنسية هناك، أواخر الشهر الماضي (للمزيد عن قصف القواعد العسكرية راجع تقريرنا للأسبوع الماضي). [caption id="" align="aligncenter" width="596"] صحيفة ثبات[/caption] وأبرزت الصحيفة خبر مقتل 30 عنصرًا من تنظيم داعش في اشتباكات متبادلة في بلدة إضيلمان التابعة لولاية غاوا (شمال مالي) قرب الحدود مع دولة النيجر. واحتفت الصحيفة أيضًا بأخبار متفرقة لما قالت إنه تنفيذ المحاكم الشرعية التابعة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية، الحدود على أشخاص مذنبين في الصومال، ومالي، وأفغانستان. ونشرت "ثبات" مقالاً بعنوان "النكسة بعد العزة"، دعت فيه عناصر ومؤيدي التنظيم للثبات على ما هم عليه، وعدم الانتكاس والخروج من التنظيم، مُعرضة بتجربة جماعة الإخوان في مصر والتي أُطيح بحكمها في البلاد (يوليو/ تموز 2013). وقد يكون الهدف من نشر هذا المقال، خلال الفترة الراهنة، محاولة تسكين عناصر التنظيم وحثهم على الصبر والثبات بعد الضربات الأخيرة التي تلقوها ومقتل عدد من كبار قيادات التنظيم، بمن فيهم أمير فرع المغرب الإسلامي "أبو مصعب عبد الودود"، و"أبو محمد المصري" الرجل الثاني في التنظيم، وأبو محسن المصري، المسؤول عن مؤسسة السحاب والجناح الدعائي للتنظيم في هجمات وعمليات متفرقة، فضلاً عن محاولة استقطاب شباب الإخوان الناقمين على قيادتهم الحالية. إلى ذلك، نشرت الصحيفة المحسوبة على القاعدة رسمًا بيانيًّا لعدد الهجمات التي نفذتها الجماعات المرتبطة بالقاعدة في شرق إفريقيا، في 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، موضحةً أنها نفذت 10 هجمات ضد قوات جيوش الصومال وكينيا وأوغندا. [caption id="" align="aligncenter" width="1000"] أبو محمد المصري[/caption] * تنظيم الدولة الإسلامية نشرت صحيفة "النبأ" الأسبوعية (العدد 264) مقالاً افتتاحيًّا بعنوان "النصر في القاموس الرافضي"، سخرت فيه من إعلان القوات الحكومية العراقية تحقيق النصر على التنظيم، في أكثر من مناسبة، واصفةً الهجمات التي تشنها مفارز التنظيم بين الحين والآخر بأكبر الأدلة على كذب الحكومة العراقية. واعتبر المقال أن الحكومة العراقية بين شقي رحى، أحدهما الهجمات الإرهابية التي يشنها التنظيم، والآخر آثار وتكلفة الحرب على الإرهاب. وألمح إلى العمليات الإرهابية المتكررة التي يشنها التنظيم في المناطق التي تُعلن الحكومة تطهيرها من خلاياه، مؤكدًا أن "داعش" يتبع إستراتيجية الحرب الاستنزافية التي دعا إليها خليفته السابق في إبريل/ نيسان 2019. ونشرت الصحيفة أيضًا رسمًا بيانيًّا لما قالت إنه "حصاد عمليات جنود الخلافة في العراق" خلال الأشهر الأربعة الماضية (سبتمبر/ أيلول: ديسمبر/ كانون الأول 2020)، إذ ذكرت أن التنظيم نفذ أكثر من 452 هجومًا إرهابيًّا، خلفت نحو 794 قتيلاً وجريحًا من بينهم 39 قائدًا وضابطًا عراقيًّا، فضلاً عن 5 زعماء محليين (مخاتير). ويلاحظ أن أكثر من ثلث الهجمات تمت بأسلوب تفجير العبوات الناسفة (158 هجومًا بمعدل 34.9%)، تلتها عمليات القنص (99 هجومًا بمعدل 21.9%)، كما برزت عمليات الاستنزاف الاقتصادي لشبكات الكهرباء حين أعلن التنظيم أنه استهدف 26 برجًا للكهرباء، خلال نفس الفترة. وجاءت ديالى على رأس قائمة ضحايا الهجمات الإرهابية (183 قتيلاً وجريحًا بمعدل 23%)، تليها كركوك (167 بمعدل 21%)، ثم الأنبار (137 بمعدل 17.2%). ● العمليات الاستباقية والوقائية * مصر أعلنت القوات المسلحة المصرية في بيان لها، نجاح القوات الجوية فى تدمير 437 وكرًا وملجأ إرهابيًّا ومخزنًا للمواد المتفجرة  في سيناء (الاتجاه الشمالى الشرقي) في الفترة من أول سبتمبر/ أيلول: 8 ديسمبر/ كانون الأول 2020، نتج عنها مقتل 25 فردًا إرهابيًّا شديدي الخطورة، حسب البيان. كما قام رجال القوات المسلحة بتنفيذ عدد من العمليات النوعية لمجابهة التنظيمات الإرهابية، أدت إلى مقتل 15 فردًا إرهابيًّا شديدي الخطورة، إضافة إلى للقبض على 10 آخرين، وإحالتهم للجهات القضائية المختصة. وتمكنت القوات الجوية بالتنسيق مع قوات حرس الحدود المصرية من تدمير 21 عربة دفع رباعي تستخدمها العناصر الإرهابية، في أثناء محاولتها اختراق الحدود المصرية.

من بيان القوات المسلحة المصرية * الصومال شنت طائرات أمريكية غارتين جويتين لاستهدف خبراء متفجّرات في حركة الشباب، وذلك قبل بدء انسحاب القوات الأمريكية المرتقب خلال الفترة المقبلة. * اليمن أعلنت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت (شرق اليمن) ضبط عناصر من تنظيم القاعدة في مدينة الشحر شرقي مدينة المُكَلّا (620 كم شرق صنعاء)، إضافةً إلى كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والمتفجرات والأجهزة الإلكترونية، جرى تخزينها في منزلين منفصلين.