«علا عبد الله».. شهيدة صحفية جديدة نتيجة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ذات مصر

كم على غزة أن تعدّ من ليالي الرعب والموت؟ كم عليها أن تعدّ من أيام الفقد والغياب والوجع؟ كم عليها أن تعدّ من ساعات الجوع والعطش والبرد، والمرض والنزوح والغربة؟ كم عليها أن تعدّ من راحلين وباكين ومكلومين كي تسقط لعنة الحساب وتختفي قسوة الأرقام.

بهذه الكلمات البسيطة التي سلطت بعضًا من الضوء عما يحدث من مجازر وانتهاكات وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني على كل سكان قطاع غزة منذ بداية العدوان، انتهي صوت الصحفية الفلسطينية «علا عطا الله» بعد أن باحت بما في داخلها من كلام عبر تغريدة لها عبر منصة إكس.

تفاصيل استشهاد الصحفية علا عطا الله

بعد يوم واحد من هذ الأسئلة البسيطة لم تسلم علا عطا الله من قصف الاحتلال الغادر الذي ينهال ليل نهار على سكان القطاع المدنيين منذ غرة أكتوبر المنصرم مع بداية عدوان الاحتلال على القطاع، حيث طالها، اليوم السبت استهداف وقصف الاحتلال مع عدد من أفراد عائلتها في حي الدرج بمدينة غزة.

وتعتبر عطا الله، واحدة من الصحفيات الفلسطينيات المخضرمات، حيث كانت مراسلة سابقة في وكالة "الأناضول" التركية، وقد استشهدت اليوم مع 8 من أفراد عائلتها بينهم 3 أطفال بعد قصف من قوات الاحتلال على منزل أحد أقربائها، حيث كانت قد لجأت وأسرتها إليه، بعد اشتداد حدة القصف

وقال ناشطون وشهود عيان حول الواقعة إن الصحفية الفلسطينية، قضت مع أخيها وزوجته، وأطفالهما الثلاثة، وابني خالها، وابنة خالها، اثر هذا الاستهداف وانضموا جميعًا إلى تعداد شهداء القطاع منذ بداية العدوان والذي أسفر حتي الآن عن استشهاد أكثر من 17 ألف شهيد حتي الآن. 

في الساق نفسه، أشار حساب «شهداء غزة» على منصة إكس، إلى أن علا عطا الله عملت كمراسلة للعديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزّة، وكانت تكتب التقارير لوكالة الأناضول، وكذلك كتبت عن غزة، وعن وجعها، عن أهلها ومعاناتهم اليومية، وعن الحرب وعن حزن الأطفال، وليالي الخوف والرعب التي يعيشها سكان القطاع بشكل عام طوال الوقت وخاصة منذ بداية هذا العدوان.

ونعى ناشطون فلسطينيون عطا الله، أحد الوجوه البارزة إعلاميًا في القطاع، وقالت الصحفية المغربية حكيمة هيرميش حول علا عطا الله: «بالأمس فقط كانت علا تكتب، وتنقل الخبر عن غزة وأهلها، وعن العدوان الغاشم، عن المتخاذلين، وعن قهر هذا العالم المجرم، قبل قليل علا أصبحت هي الخبر».

نتائج عدوان الاحتلال على الصحفيين

ومنذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، يستهدف جيش الاحتلال الصحافيين على وجه الخصوص، وعائلاتهم لأنهم ينقلوا الفظائع التي يفعلها ويوضحها وينشرها للعالم، حيث وثّقت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين بغزة استشهاد نحو 75 صحافيًا ومصورًا، ذكورًا وإناثًا، وجرْح عشرات آخرين، إلى جانب تدمير عشرات المقار لمؤسسات إعلامية عربية ودولية منذ بداية العدوان، وذلك قبل أن تضاف علا عطا الله إلى شهداء الصحافة في القطاع.

نتائج حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال على سكان قطاع غزة

ويُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان على القطاع، إلى 17 ألفا و487 شهيدا، و46 ألفا و480 مصابا، جُلهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت ركام المباني المهدمة والذين لم يتم العثور عليهم بعد، إضافة إلى دمار العديد من المباني بشقيها السكني والحيوي من مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس، حيث أن غالبيتها لم يعد صالحًا للمعيشة وللحياة مرة أخري.