«أكبر مجزرة في تاريخ الإعلام».. نقابة الصحفيين الفلسطينيين تبرز أوضاع الصحافة بغزة

ذات مصر

ناقل الخبر قد يصبح هو الخبر، ففي فلسطين يتم ممارسة أبشع الجرائم على الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لأن الاحتلال يخاف من الحقيقة ومن صورته التي يحاول يصدرها كذبًا أمام العالم، فإذا ما وجد من ينقل إجرامه وانتهاكاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني فلا يكترث أن يضعه الاحتلال في عداد من ينتهكهم ويمارس الإرهاب عليهم ويصادر حقهم في الحياة.

أوضاع الصحافة الفلسطينية

حيث وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد 102 صحفي وإصابة 71 بجروح خطيرة خلال عام 2023، وذلك خلال مؤتمر صحفي، عُقد في مقر النقابة بمدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة اليوم الخميس، للإعلان عن تقريرها السنوي لأبرز الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين في العام الماضي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين «ناصر أبو بكر» إن نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يعتبر أن ما يحدث في قطاع غزة «أكبر مجزرة في تاريخ الإعلام»، وبحق الإعلام في العالم في أقصر فترة زمنية، حيث استشهد أكثر من 100 صحفي، أي ما يعادل 8.5% من عدد الصحفيين قي القطاع.

استهداف الاحتلال للصحفيين

وبينت الإحصاءات التي وردت في التقرير أنه استشهد 102 صحفيا، بفعل القصف من الاحتلال الإسرائيلي على منازل الزملاء ومكاتبهم أو أثناء عملهم في الميدان في التغطية الإعلامية، مشيرًا إلى أنه من بين الشهداء 13 زميلة صحفية، ومعظمهن يعملن كمراسلات وكالات ومواقع إعلامية، ومنهم 78 عاملا في المهنة الإعلامية، و24 ممن يعملون في مؤسسات إعلامية في شؤون غير إعلامية، إضافة إلى استشهاد عدد كبير جدا من أهالي الصحفيين نتيجة استهداف أبنائهم.

وتحدث التقرير عن عدد كبير جدا من الإصابات للصحفيين في قطاع غزة، وصفتها الطواقم الطبية بالخطيرة جدا، جراء إصابتهم بشظايا الصواريخ وعددهم 23 زميلًا وزميلة مما يتسبب بجروح قاتلة أو تخلف إعاقات واضحة، بينما دخلت أجسام الصحفيين في الضفة الغربية 48 رصاصة من بين الرصاص الحي والمعدني والمطاطي، وصل أغلبهم لتلقي العلاج في المستشفيات.

وأشار التقرير لوجود عدد كبير من الصحفيين المصابين الذين يحتاجون لعلاج غير متوفر في قطاع غزة، خاصة بعد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية بصواريخ الاحتلال، منوها إلى أن 27 من الصحفيين تعرضوا لإطلاق نار صوبهم وفي محيط عملهم دون أن يصابوا.

اعتقالات لا تتوقف بحق ناقلي الأحداث

بدوره، لفت التقرير أن الاحتلال اعتقل نحو 58 صحفيًا وصحفية بالثلاثة أشهر الأخيرة من العام الماضي فقط في قطاع غزة والضفة، تخللت عملية اعتقالهم اقتحام المنازل وتحطيم الأثاث والاستيلاء على المعدات وأجهزة الاتصال الخلوي الخاصة بالصحفيين، فضلًا عن الاعتداء بالضرب عليهم وعلى أفراد عائلاتهم.

وبين التقرير أن أغلبية الصحفيين المعتقلين لا زالوا في الاعتقال دون محاكمة، أو حتى دون معرفة مصيرهم خاصة الزملاء في قطاع غزة الذين يعتبروا في عداد المفقودين.

وأوضح التقرير أن 16 صحفيًا وصحفية تعرضوا للاستدعاء من قبل مخابرات الاحتلال، وتم عرض 57 من الصحفيين للمحاكم العسكرية الجائرة، والبعض منهم فرضت بحقه غرامات مالية باهظة.

المستوطنون.. فصل جديد من الانتهاكات

لم تتوقف الانتهاكات للصحفيين أيضًا من المستوطنين، حيث تم رصد التقرير 49 واقعة لجرائم واعتداءات المستوطنين بحق الصحفيين، وأغلبها وقع بوجود قوات الاحتلال الذي وفر لهم الحماية والغطاء للقيام بكل هذه الاعتداءات، كما كان لقطعان المستوطنين نصيب كبير من ارتفاع منسوب التهديد للصحفيين والذي سجل 23 واقعة.

كما وثق التقرير 38 واقعة حدثت لاستهداف معدات العمل الصحفي من خلال تحطيمها، إما بالرصاص أو بالضرب والركل بينما لم يتوانى جيش الاحتلال عن الاستيلاء على معدات الصحفيين حتى دون إعطاء أي إشعار بذلك.

جسد الصحفي ليس الهدف الوحيد للاحتلال

لم يكتف الاحتلال بتوجيه الضربات للصحفيين فقط بل حتي وصل الاستهداف والانتهاك بحق مقرات العمل الخاصة بهم، حيث قال التقرير إن 80 مؤسسة صحفية وإعلامية تعرضت للاستهداف بالقصف والتدمير الكلي والجزئي وكذلك بالاقتحام والإغلاق، ونحو 9 من المطابع الفلسطينية في الضفة الغربية تعرضت للاقتحام والاستيلاء على محتوياتها، فيما تم اقتحام 91 من منازل الصحفيين من قبل جيش الاحتلال، وأصبحت المؤسسات الإعلامية كمقرات ومكاتب للفضائيات ووكالات الأنباء والصحف والإذاعات هدفًا للصواريخ الإسرائيلية التي استهدفتها بشكل مباشر مما أدى الى تدميرها.

وأشار التقرير إلى أن هناك جريمة لا يزال الصحفيون يعيشونها باختفاء الزملاء نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد وضياء الكحلوت من قطاع غزة حيث يتكتم الاحتلال على مصيرهم حتى الآن.

كما أفاد التقرير بأن جنود الاحتلال يستسهلون استهداف الصحفيين بإطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع بغرض الإضرار بهم، ولا يكتفي الاحتلال بذلك بل يستهدف إيقاع أكبر ضرر باستهداف الصحفيين بهذه القنابل حيث أصيب منهم 35 بينما تعرض للاختناق 90 من زملائهم.