من حلم النصر إلى واقع الهزيمة.. إسرائيل تغير استراتيجية حربها على غزة

ذات مصر

في خطوة جديدة تعكس تغيرًا في استراتيجية الحرب على قطاع غزة، أعلنت إسرائيل أنها قامت بنقل جيشها من مرحلة الحملة البرية والجوية الواسعة النطاق إلى مرحلة "أكثر استهدافاً". 

كانت تهدف هذه المرحلة إلى تنفيذ "عمليات دقيقة بعدد أقل من القوات وتقليل كثافة العمليات في شمال القطاع".

المرحلة الجديدة التي تسعى إليها إسرائيل بعد نحو ١٠٠ يوم من عدوانها على غزة، كشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، أن هذه المرحلة الجديدة تشمل تخفيض عدد القوات والغارات. 

الانتقال إلى مرحلة جديدة جرى بدون إعلان بشكل رسمي، فبحسب متحدث جيش الاحتلال فإن إسرائيل ستستمر في خفض عدد قواتها في غزة، وأن كثافة العمليات في الشمال تراجعت بالفعل، مع التحول نحو تنفيذ هجمات منفصلة بدلاً من المناورات الواسعة النطاق.

هاجاري أوضح أن إسرائيل ستركز حاليًا على استهداف معاقل حماس في جنوب ووسط القطاع، وخاصة في مناطق خان يونس ودير البلح. وأعرب عن توقعه بسماح المزيد من المساعدات والخيام بالدخول إلى غزة.

أمريكا وصراع فرض مرحلة جديدة في الشرق الأوسط

وفقًا لمسؤولين أمريكيين، من المتوقع أن تعتمد المرحلة الجديدة بشكل أكبر على "عمليات دقيقة تنفذها مجموعات صغيرة من القوات الخاصة الإسرائيلية". 

ستقوم هذه المجموعات بالتحرك داخل وخارج المناطق السكانية في قطاع غزة بهدف العثور على قادة حماس والقضاء عليهم وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق.

ويعتقد المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن ينخفض عدد القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من غزة إلى أقل من نصف عددهم خلال ذروة الحملة الشهر الماضي، والتي بلغت 50 ألف جندي.

صراع إسرائيل وغزة.. شهور أم سنوات؟

في وقت سابق أشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن الصراع في غزة سيستمر لفترة أطول وأن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها في تدمير حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع.

 يُعتقد أن المرحلة الجديدة من الحرب ستتركز على المناورات المكثفة والعمليات الخاصة، وقد يستمر القصف الجوي المكثف إذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة قوية من حماس.

من الجانب الفلسطيني، أعرب قيادي في حركة حماس عن استعدادهم لمواصلة المقاومة والقتال، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها في المراحل السابقة من الحرب.

يعتبر هذا القائد أن الانتقال إلى المرحلة الجديدة من الحرب يعكس التخبط داخل الجيش الإسرائيلي.

مع استمرار التصعيد في الصراع، يبدو أن الوضع في قطاع غزة سيظل مضطربًا، ومن المحتمل أن يستمر الصراع لفترة طويلة قبل أن يتم التوصل إلى أي تسوية سياسية أو هدنة.