مع دخول عامها الثالث.. الرغبة في استكمال الحرب تجمع روسيا وأوكرانيا

ذات مصر

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، اليوم 24 فبراير، يستمر الاستهداف المتبادل بين البلدين، في ظل دعم غربي أمريكي لكييف وعقوبات على موسكو.

فمع بدء الحرب بين الطرفين قبل عامين، بدأ القصف المتبادل بين البلدين واستنفر الجيشان في البلدين مع دق طبول الحرب، لكن تلك الحرب لم تكن وليدة اللحظة أو مستجدّة بين موسكو وكييف.

بداية الأزمة في 2014

شبه جزيرة القرم، هي بداية التماس والاشتباك بين البلدين، فالمنطقة الواقعة جغرافيًا في أوكرانيا بدأت في إشعال فتيل الأزمة.

ففي 2014 نفّذت روسيا العديد من العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية، سيطر الجنود الروس على مواقع استراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم، بعد ذلك ضمّت روسيا القرم تحت سيادتها، بعد الاستفتاء في القرم، حيث صوتَ سكّان القرم لصالح الانضمام إلى روسيا الاتحادية.

في أواخر العام نفسه، أعلن الجيش الأوكراني عن تحرك مكثف للقوات والمعدات الروسية تجاه المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في الشرق الأوكراني.

المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أدانوا ما فعلته روسيا في أوكرانيا، متهمةً إيّاها بخرق القانون الدولي، وانتهاك السيادة الأوكرانية. وفرض كٌل مِن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا، وعلى أفراد وشركات روسية، بعد سيطرة الروس على القرم.

تطور الأحداث مرورًا بالحرب الشاملة بين البلدين

بعد عامين، وبالتحديد في 8 أغسطس 2016، قالت أوكرانيا إن روسيا وسعت وجودها العسكري على طول خط حدود القرم ثم أغلقت المعابر الحدودية.

وبعدها بيومين، ذكرت روسيا مقتل جنديين وجرح 10 في اشتباكات مع قوات الكوماندوز الأوكرانية في القرم.

وبعد عدة مناوشات بين البلدين الجاريين، وفي مثل هذا اليوم قبل عامين من الآن، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا من قبل القوات المسلحة الروسية التي تركزت سابقًا على طول الحدود. 

ذلك الغزو لم يكن وحده يدك حصون الأوكرانيين، حيث تم شنّ غارات جوية استهدفت المباني العسكرية في البلاد، وكذلك دخول الدبابات عبر حدود بيلاروسيا.

في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في جميع أنحاء أوكرانيا وسُمعت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا معظم اليوم، كما احتُلت العديد من المدن أو المباني الأوكرانية، بما في ذلك محطة تشيرنوبيل النووية.

الدعم الغربي الأمريكي لكييف والغضب الكبير على موسكو

الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لم يقفوا مكتوفي الأيدي بعد بداية تلك الحرب، حيث أعلنوا تضامنهم الكامل مع أوكرانيا في حربها مع الدب الروسي.

التضامن الكامل هذا لم يكن بالأحاديث والخطب السياسية الجوفاء فقط، بل استمر الدعم العسكري والدبلوماسي والإعلامي بشكل كبير لأوكرانيا.

على النقيض من ذلك، ظهرت تلك الدول الغربية بمظهر العدو الكبير لروسيا معتبرين إياها بغزو منطقة لا تحق لها والاعتداء على دولة جارة بغير حق.

على الفور، تم إصدار عقوبات اقتصادية وسياسية وبالطبع عسكرية على موسكو من قِبل أمريكا والاتحاد الأوروبي وتم سحب غالبية السفراء من روسيا، احتجاجًا على سلوك روسيا في هذه الحرب.

واليوم وفي الذكرى الثانية للحرب، وصل أربعة من الزعماء الغربيين بينهم رؤساء وزراء كندا وبلجيكا وإيطاليا إلى كييف لإظهار التضامن مع أوكرانيا.

وقالت الحكومة الإيطالية، في بيان، إن رئيسة الوزراء جورجا ميلوني ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ونظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين سافروا سويا إلى العاصمة الأوكرانية بالقطار من بولندا المجاورة.

فيما قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، في تصريحات بمناسبة مرور عامين على الحرب الروسية الأوكرانية، إن أوروبا بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها والتأكد من قدرتها على الصمود في وجه أي هجوم عسكري من الخارج.

ما بين فلسطين وأوكرانيا

هذا الدعم الكامل وغير المسبوق من الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ظهر جليًا في دعم أوكرانيا الذين وصفوها أنها تتعرض لغزو وعدوان روسي وجب مواجهته وفق قولهم.

في حين التزمت تلك الدول الصمت بل ودعمت المعتدي «الكيان الإسرائيلي» في احتلاله لأرض فلسطين منذ أكثر من 75 عامًا وانتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ولم يمارسوا أي ضغوط تُذكر على الاحتلال كالتي مارسوها على روسيا.

رأي الرئيسين في الحرب.. وانتصارات روسية على أرض الواقع

وفي الذكرى الثانية للحرب، تعهد الرئيس الأوكراني بأن تهزم أوكرانيا روسيا، قائلا: "قبل عامين واجهنا قوة إنزال للعدو هنا بالنار، وبعد عامين نلتقي بأصدقائنا وشركائنا هنا"، في إشارة إلى الحلفاء الغربيين.

وقبيل أيام من حلول الذكرى الثانية للحرب، قال بوتين، إن الحرب هي حياة أو موت بالنسبة لروسيا.

وبعد انتهاء عامين من بدء الحرب الروسية الأوكرانية حققت روسيا انتصارين عسكريين ثمينين بعد السيطرة على مدينة «أفدييفكا» في منتصف الشهر الجاري والتي تعد ثاني أكبر مكسب لروسيا منذ بسط نفوذها على مدينة «باخموت» في مايو من العام الماضي، والمدينتان كانتا تابعتان للسيطرة الأوكرانية قبل الحرب.