محادثات «سرية» بين أمريكا وروسيا لتبادل سجناء

ذات مصر

قال دبلوماسي روسي كبير، الخميس، إن الولايات المتحدة وروسيا تستخدمان قناة سرية لمناقشة مسألة تبادل السجناء، بما في ذلك إطلاق سراح مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" المسجون إيفان جيرشكوفيتش، والموظف السابق في البحرية الأميركية بول ويلان.

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف للصحافيين إن "الحوار بشأن هذا الموضوع يجري عبر قناة مغلقة متخصّصة"، لكنه قال إنه غير مخوّل بالتعليق على تبادل المعلومات أو "الإشارات التي تمر عبر هذه القناة"، وفق ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن وكالة "تاس" الروسية.

وكان ريابكوف يرد على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تعد اقتراحاً جديداً لتأمين إطلاق سراح كل من جيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ أكثر من عام بتهمة التجسس، وهو ما ينفيه بشدة، كما تنفيه الصحيفة والحكومة الأمريكية، وبول ويلان، المدير التنفيذي السابق في البحرية وأمن الشركات، والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة 16 عاماً بتهمة التجسس، وهو ما يقول هو وعائلته إنه "غير صحيح".

وتأتي تصريحات ريابكوف بعد أسبوع من تصريح روجر كارستينز، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين المعنيين بالرهائن، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعد اقتراحاً جديداً لموسكو لتأمين إطلاق سراح جيرشكوفيتش وويلان، قائلاً إن الولايات المتحدة "في هذه العملية" تحاول تجميع ما قد يبدو وكأنه عرض للجانب الروسي".

وتمثل تصريحات موسكو، رغم أنها ليست جديدة، أحدث إشارة إلى أن الجانبين منخرطان بجدية في مفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين الوحيدين الذين صنفتهم وزارة الخارجية على أنهم محتجزون بشكل غير قانوني في روسيا، وفق "وول ستريت جورنال".

وتم اعتقال جيرشكوفيتش، وهو مواطن أمريكي يبلغ من العمر 32 عاماً، في 29 مارس 2023 من قبل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، أثناء قيامه برحلة صحافية في مدينة يكاترينبرج. وتم اعتماد جيرشكوفيتش للعمل كصحافي في روسيا من قبل وزارة الخارجية الروسية. ولم تقدم موسكو علناً أدلة على الادعاء ضد المراسل، لكنها قالت إنها "تتصرف وفقاً لقوانينها"، وفق الصحيفة الأميركية.

في فبراير الماضي، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه سيكون منفتحاً على تبادل السجناء مقابل جيرشكوفيتش إذا توصلت موسكو وواشنطن إلى اتفاق. ورفض بوتين إعطاء إطار زمني للصفقة، ولم يحدد الجهة التي تطالب بها موسكو مقابل جيرشكوفيتش. لكنه أشار بوضوح إلى العميل الروسي فاديم كراسيكوف، الذي يقضي الآن عقوبة السجن مدى الحياة في ألمانيا لقتله مهاجراً شيشانياً بالرصاص في حديقة في برلين في عام 2019.

وأثارت هذه التصريحات احتمال أن يكون الزعيم الروسي يشير إلى المفاوضين بدفع العملية إلى الأمام، بعد أشهر شهد فيها المسؤولون والمراقبون الأمريكيون تقدماً بطيئاً في ضمان إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين لدى روسيا.

وفي ديسمبر، قالت وزارة الخارجية إن المفاوضين الأمريكيين قدموا عرضاً جديداً لروسيا لإطلاق سراح جيرشكوفيتش وويلان، لكن موسكو رفضت الاقتراح الأمريكي، الذي تضمن تبادل السجناء، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي مارس الماضي، تناول بوتين مسألة تبادل السجناء مرة أخرى قائلاً، في خطاب ألقاه بعد إعادة انتخابه لولاية خامسة في منصبه، إنه وافق على تبادل المعارض الروسي أليكسي نافالني مع سجناء في الغرب قبل أيام من وفاة السياسي المعارض الروسي في مستعمرة جزائية في القطب الشمالي.

ويطالب البيت الأبيض بإطلاق سراح الصحافية في إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي ألسو كورماشيفا، التي تم احتجازها في أكتوبر الماضي، واتهمت فيما بعد بعدم التسجيل كعميل أجنبي. كما اتُهمت بعد ذلك بنشر "معلومات كاذبة"، عن الجيش الروسي.

وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إن روسيا وجهت اتهامات لا أساس لها ضد كورماشيفا، التي تحمل الجنسيتين الأمريكية والروسية. وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن الولايات المتحدة تراقب احتجازها عن كثب، لكنها لم تتوصل إلى قرار بشأن ما إذا كانت محتجزة بشكل غير مشروع.

والشهر الماضي، مددت محكمة روسية احتجاز جيرشكوفيتش لمدة 3 أشهر، واستجابت لطلب جهاز الأمن الفيدرالي، بأن يبقى المراسل خلف القضبان في انتظار المحاكمة حتى 30 يونيو.

ويسمح القانون الروسي للمحققين بفترة تصل إلى عام في القضايا الجنائية التي تعتبر معقدة بشكل خاص للتحضير للمحاكمة، لكنه يمنح المزيد من التمديدات في ظروف استثنائية. ويمكن أن تؤدي الإدانة بالتجسس إلى عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة. ومن النادر أن تقوم المحكمة بتبرئة المتهم في مثل هذه القضايا.