الأمطار الغزيرة في باريس ترفع مستويات تلوث نهر السين وتؤدي إلى إلغاء تدريبات الترياتلون

ذات مصر

أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت يومي الجمعة والسبت الماضيين في العاصمة الفرنسية باريس إلى زيادة مستويات التلوث في نهر السين، مما دفع منظمي دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" إلى إلغاء تدريبات الترياتلون المقررة صباح اليوم الأحد. 

يأتي هذا التطور وسط قلق متزايد بشأن سلامة سباق الترياتلون المقرر في النهر.

ووفقًا للبيان الصادر عن المنظمين، تسببت الأمطار في ارتفاع مستويات تلوث مياه نهر السين، مما جعل من الضروري إلغاء تدريبات الترياتلون. 

ومع ذلك، عبر المنظمون عن تفاؤلهم بأن المنافسات ستُجرى في مواعيدها المحددة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وتم اتخاذ قرار إلغاء جزء السباحة من منافسات الترياتلون التي كانت مقررة اليوم بناءً على تقييم مشترك بين اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية، والاتحاد الدولي للترياتلون، والسلطات المحلية. ووفقًا للبيان، فإن جودة المياه لا توفر الضمانات اللازمة للسباحة في النهر.

على الرغم من أن الدراسات السابقة قد أكدت أن نهر السين سيكون صالحًا للسباحة في نهاية يوليو، فقد أثارت الأمطار الأخيرة مخاوف جديدة. وقد أجرت مؤسسة "سورفرايدر"، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في حماية البيئة، دراسة على عينات من مياه نهر السين في 4 يوليو، أظهرت أحدث التحليلات انخفاضًا في تركيزات بكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات المعوية إلى مستويات أقل من الحد الموصى به.

يُذكر أن السباحة في نهر السين حُظرت منذ عام 1923 بسبب تدهور جودة المياه واحتوائها على بكتيريا خطيرة. نظام الصرف الصحي في باريس، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، يعتمد على ضخ مياه الصرف في أنفاق تحت شوارع المدينة، حيث تصل إلى مراكز المعالجة في ضواحي العاصمة. ومع ذلك، فإن الأمطار الغزيرة تسبب اختلاط مياه الصرف مع نهر السين.

استثمرت السلطات الفرنسية 1.4 مليار يورو في تحسين نظام الصرف الصحي، وبناء مرافق جديدة لمعالجة وتخزين المياه، في محاولة لإعادة تأهيل النهر للسماح بالسباحة فيه مرة أخرى، كما كان الحال خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 1900.