أحمد عطا يكتب: المبعوث الشيطاني

ذات مصر

المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة هو الوصيف الذي يلجأ اليه كمضاد حيوي للنزاعات السياسية والعسكرية التي تصدرت أربعة دول عربية ، وهي الدول  انتهكت حضارتها وجردت من تاريخها مع طلعات الربيع العربي الأمريكي وهي ( اليمن – ليبيا –  سوريا – العراق ).

ومؤخراً السودان هذه البلدة التي مزقتها  الصراعات والأطماع الخارجية نطراً لوجود مخزون من مناجم الذهب تنافس فيه السودان دول في حجم غانا وجنوب أفريقيا وهما هاتان الدولتان المتصدرتان الترتيب الأول والثاني في القارة السمراء ، لهذا يتصدر اسم المبعوث الأممي في محاولة لإيجاد صيغة اممية مغلفة بحل سحري في محاولة لإقناع الدول العربية أن الأمم المتحدة مازالت تملك أظافر حادة متمثلة في قرارات قوية مدعومة من مجلس الأمن.

ولكن الواقع السياسي يرفع النقاب عن الدور الخفي لدور المبعوث الأممي الذي يعمل لصالح أطراف مختلفة خارجية لتحقيق ثروات مكاسب خلال المدة التي يقضيها في أي من هذه الدول العربية السابق ذكرها ، واستشهد بدولة  نفطية في حجم ليبيا ارفع عنها العديد من  الكواليس الحديدية للمبعوث الأممي وكيف لعب لصالح أطراف خارجية في مقابل محفظة خضراء ماركة ايزنهاور تعزز وضعه المالي بعد رحيله من ليبيا محققاً ثروات ضخمة.

لهذا سأتوقف أمام اثنين من المبعوثين الأمميين لليبيا، وقد لعب كلاً منهما في توقيت حرج  الدور الأممي ربما يعصف بالدولة النفطية الغنية ليبيا.

الأولي الدبلوماسية الأمريكية  ستيفاني ويليامز وهي التي نصبت جسر استخباراتي لصالح المخابرات الأمريكية خوفاً من تنامي وتصاعد الدور الروسي والتركي علي أراضي الدولة النفطية وذلك بعد أن سيطرت قوات فاغنر الروسية علي قاعدة الوطية الجوية فقامت بفتح ممر مع النيجر لدخول مرتزقة لمحاربة قوات فاغنر الروسية  ودعمهم بالسلاح وتدريبهم في القاعدة العسكرية الأمريكية في چيبوتي ، كما أن تركيا نقلت مصانع بأكملها بعد تفكيكها من ليبيا إلي تركيا وكان البديل فتح قنوات للصادرات التركية إلي ليبيا حتي الخبز وحققت ليبيا ثروات تقدر ب ١٢ مليار دولار وكان هناك دور خفي للمبعوث الأممي وأستاذ السياسة بجامعة السوربون غسان سلامة اللبناني وهو وزير ثقافة سابق في لبنان وحاصل علي الجنسية الفرنسية وعلي صلة قوية بالدوائر الأولي للحكم في فرنسا.

أما المبعوثين الأممين في سوريا ففي أكتوبر ٢٠١٨ تم تعين السفير النرويجي جير اوبدرسين وقد كان سفير سابق للنرويج لدي الصين ، هذا الراجل وبتعليمات أمريكية مهد لعودة القوات التركية  لتكون بديلة للانسحاب الناعم الذي نفذته أمريكا في شمال شرق سوريا بعد ان رفعت يديها من دعم قوات سوريا الديمقراطية، بل قام بتسليح عناصر جهادية مثل لواء أبو الوليد لمحاربة القوات الروسية والإيرانية في سوريا والتي تساند بشار الأسد مثل سرايا الجهاد و لواء الحق في ادلب ، بل أن هذا الراجل ساعد شركات النفط في اوربا ان تحصل علي بترول منطقة الجزيرة في سوريا بأسعار رمزية والإشراف علي نقله تحت حراسة وتأمين بحري تركي.

لهذا سنجد كل مبعوث أممي له دور استخباراتي ويتمتع بقراءة جيدة للدولة محل النزاع العسكري لتحقيق ثروات أو نقل معلومات او استمرار النزاعات بغرض مد امد حالة عدم الاستقرار لهذه الدول جميعهم باع واشترى بأقل الأثمان والنتيجة  شعوب قتلها الفقر والمرض ظناً منهم أن الحل السحري السياسي في يد هذا المبعوث الشيطاني المدرب تدريب رفيع المستوي في توجيه عقاب روماني مؤلم محفور في ذاكرة المنطقة العربية.