مليارات المملكة تحت أقدام اللاعبين.. "سبوبة النجوم" في السعودية لم تنتهِ

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي

باتت المملكة العربية السعودية، محط أنظار العالم بعد تصدرها عناوين الصحف ونشرات الأخبار في السنوات الأخيرة بفضل استضافتها لعديد الأحداث منفقةً مليارات الدولارات من أجل محو صورة سلبية طالما ارتبطها على مدار العقود الماضية.

سبوبة النجوم

إنفاق المملكة مؤخرًا ببذخ لجذب النجوم والأحداث الرياضية الكبرى جعلها "سبوبة" النجوم والمؤسسات الرياضية العالمية من أجل الحصول على جزء من "تورتة" ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق طفرة اجتماعية واقتصادية وفقًا لـ"رؤية المملكة 2030".

المملكة أنفقت نحو 1.5 مليار دولار قبل أكثر من عام على عديد الفعاليات الرياضية الدولية رفيعة المستوى في محاولة لتعزيز سمعتها، بينها صفقة المملكة البالغة 650 مليون دولار لاستضافة سباقات الفورمولا 1 لمدة 10 سنوات، بحسب تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان جرانت ليبرتي.

وأوضح التقرير أن  الدولة الغنية بالنفط استثمرت الملايين في جميع أنحاء العالم الرياضي، من بطولات الشطرنج إلى الجولف والتنس و60 مليون دولار وحدها في كأس السعودية أغنى حدث لسباق الخيل في العالم بجوائز مالية، تقدر بنحو 20 مليون دولار.

رونالدو يحصد الملايين

السعودية لم تتوقف على الأرقام السابقة، لكن الأمر ازداد كثيرًا خلال العام الماضي، مع تعاقد نادي النصر السعودي للأسطورة الرياضية كريستيانو رونالدو، مقابل نحو 200 مليون دولار سنويًا، في التعاقد المستمر حتى 2025، ليكون صاحب أعلى راتب يتقاضاه لاعب في تاريخ كرة القدم.

في الوقت نفسه، استضافت المملكة فريق باريس سان جيرمان في مباراة ودية ضد نجوم فريقي الهلال والنصر، والتي شهدت خوض رونالدو مباراته الأولى في المملكة، مقابل حصول الفريق الباريسي على نحو 10 ملايين دولار، بحسب صحيفة "يلي ميل".

ميسي يطمح في مليار 

واستمرارًا لبذخ المملكة في الملف الرياضي، بينت تقارير إعلامية عالمية أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي دخل في مفاوضات للانتقال إلى الهلال السعودي خلال الموسم المقبل، مشيرةً إلى أن بطل العالم طلب الحصول على 600 مليون دولار سنويًا بعد عرض الفريق السعودي 300 مليون دولار قبل رفع العرض لاحقًا إلى 350 مليون دولار.

ويحصل ليونيل ميسي على 6 ملايين يورو سنويا، للترويج للسياحة السعودية، بعد اختياره سفيرًا للسياحة السعودية العام الماضي، من قبِل وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، وقضى ميسي إجازته في شهر يناير الماضي زار خلالها العديد من المناطق السياحية بالمملكة.

المليارات من أجل كأس العالم

بخلاف ذلك تستعد المملكة لتقديم ملف لاستضافة بطولة مونديال 2030، مستهدفة جذب شركات دولية عملاقة بل وحتى جمع قطبيّ كرة القدم رونالدو وميسي للترويج لملفها المتوقع، بحسب تصريحات مسؤول مطلع على الملف لوكالة فرانس برس.

بالتأكيد، استضافة المملكة للحدث التاريخي على غرار جارتها الخليجية قطر سيدفعها إلى إنفاق مليارات الدولارات الإضافية لتحسين جودة بنيتها التحتية لاستضافة الحدث الأبرز والأضخم على مستوى العالم في كرة القدم.

نجوم آخرين في الطريق

لم يقتصر الأمر على ميسي ورونالدو لكنه امتد إلى عديد الأسماء البارزة على الساحة العالمية، فقال وزير الرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، في تغريدة بـ"تويتر": "سندعم بقية أنديتنا بصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريباً»، لتتحدث تقارير إعلامية محلية وعالمية عن الاختيارات المنتظرة للأندية السعودية.

وشملت الأسماء الكرواتي لوكا مودريتش، والبلجيكيين إيدين هازارد، ودي بروين، والإسباني سيرجيو راموس، ومواطنه بوسكيتس، والأرجنتيني دي ماريا، والفرنسي جريزمان، والذي تنتهي عقودهم في الصيف المقبل، باستثناء هازارد الذي ينتهي في يونيو 2024 المقبل.

وقال رئيس نادي الاتحاد، أنمار الحائلي، في مقابلة مع شبكة "إم بي سي "، إنه لم يعد هناك أي عذر لمحاولة التعاقد مع لاعبين أقل من ليونيل ميسي ومحمد صلاح، متابعًا: "نحن الآن في مرحلة بناء وتطوير للكرة السعودية شاملة، المنتخب تأهل لكأس العالم وفاز على منتخب الأرجنتين.. أتوقع يكون في دعم ضخم الصيف القادم".

سر المملكة

خطوات المملكة السابقة في ملف الرياضة تجعلها محط أنظار العالم مستقبلًا وتدر عليها استثمارات كبرى وتحولها من دولة كانت مغلقة على نفسها إلى وجهة بارزة في مجال الرياضة والسياحة بالإضافة إلى الترفيه لكن يوجد بعد آخر لتحول المملكة إلى "سبوبة" للنجوم.

يوضح تحليل جرانت ليبرتي أن الحجم الهائل لاستثمارات المملكة والذي سماه "الغسيل الرياضي"، يهدف إلى ممارسة الاستثمار أو استضافة الأحداث الرياضية في محاولة لإخفاء سجل حقوق الإنسان السيئ للمملكة، والترويج لنفسها كموقع عالمي جديد رائد للسياحة والأحداث في مواجهة إماراتي أبوظبي ودبي.