هل يمهد بشار الأسد لزيارة القاهرة بإرسال وزير خارجيته؟

ذات مصر

وصل وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء نظيره المصري سامح شكري، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية سوري إلى مصر منذ أكثر من عقد. ويعتبر اللقاء بينهما هو الثاني بعد لقائهما في زيارة مماثلة قام بها شكري إلى دمشق في أواخر فبراير الماضي، للتعبير عن تضامن القاهرة مع السوريين بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق سورية.

وتأتي الزيارة الأولي من نوعها لوزير خارجية سوري لمصر منذ ثورة سوريا في 2011، في ظل تحالفات إقليمية آخذة بالتبدل بين القوي الأساسية فيها، مع بوادر انفراجة سعودية إيرانية بوساطة صينية، وكذا مؤشرات توجه خليجي لفتح مسار جديد لإعادة دمج نظام الأسد في الساحة العربية، مع قيام الإمارات باستقبال الرئيس السوري مؤخرا في أبوظبي، في ظل شجب واشنطن لهذه الخطوة.

وكان الرئيس السيسي قد دعا حكام الإمارات في وقت سابق إلي تكثيف المساعدات لسوريا، قائلا إنه ناشد الرئيس الإماراتي: «بحلفك بالله.. سوريا.. زودوا دعمكم ليها شوية».

تغيير في السياسات السورية واحتمالات زيارة رئاسية

ويرغب النظام السوري في كسر حالة العزلة التي فُرضت عليه عربياً ودولياً لأكثر من عقد، بعد موجة الاحتجاجات التي صاحبت ما سُمي «الربيع العربي»، والتي تبعها تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وقطع معظم الدول للعلاقات معها، مع تحول الاحتجاجات نحو العنف، واستخدام النظام لطرق وحشية في مواجهتها.

ويرى محللون أن الزيارة هذه المرة لها أهمية خاصة، في ظل التقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري -أثناء زيارته منذ شهر- بالرئيس السوري الأسد، وتداول أنباء عن زيارة يتم الترتيب لها، من الأسد إلى القاهرة، للالتقاء بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان «الأسد» قد صرح وقتها بشكره لمصر لما قدمته من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال، وأكد أن سوريا حريصة أيضاً على العلاقات التي تربطها بمصر، حسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، مؤكدا أهمية تحسين العلاقات الثنائية بين كل الدول العربية، في سبيل تمتين العلاقات العربية بشكل عام.

بدء كسر العزلة من الإمارات

وبدأ الأسد سياسة «تقوية العلاقات العربية الثنائية» التي دعا لها مؤخراً، بزيارة إلى الإمارات التقى فيها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أعقاب تصريحات إماراتية بوجوب إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وكانت واشنطن التي اتهمت مؤخرا اثنين من عائلة الأسد بالاتجار في نبات «الكبتاجون» المخدر، قد أعلنت رفضها لاستقبال الإمارات للأسد، وبدء البعض في تطبيع العلاقات بنظامه.