أحمد عطا يكتب: أكواخ الصفيح التي تهدد عرش الدولار

الكاتب أحمد عطا
الكاتب أحمد عطا

جاءت محادثات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، قبل عدة أيام بمثابة صدمة كهربائية، رفعت النقاب عن الوضع الحقيقي للاقتصاد الأمريكي، المشكلة لم تعد تكمن في رفع سقف الديون الأمريكية، ولكن هناك حزمة من المشكلات طمس معالمها عن قصد المحافظون الجدد داخل البيت الأبيض، لحسابات تتعلق بطموحات الديمقراطيين واستمرارهم في إدارة المشهد السياسي.

لا بد من أن نستعرض ما يخفيه الأعلام الأمريكي عن دوائر المال العام، بل ويقاتل أن يجعل من أمريكا واحة الاستثمار في العالم، وهذا على غير الحقيقة التي يتم تزييفها عن عمد وقصد، في إطار حزمة من الأكاذيب الممنهجة كشف عنها كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي، إذ يسعى البيت الأبيض إلى حد رفع الاقتراض في جميع الولايات وتجنب حدوث فوضى عن تخلف سداد الديون الفيدرالية.

ولكن يبقى أن أضع حزمة من المسببات التي تأكل على خلفيتها الاقتصاد الأمريكي، وهي «أكواخ الصفيح»، وأقصد بها ما يطلق على مهربي المخدرات داخل المكسيك، وقد وصل حجم تهريب وتجارة المخدرات من المكسيك عبر حدودها مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى 7.5مليار دولار، حتى أن تقرير الأمن القومي الأمريكي لعام 2022 أشار إلى أن حجم المخدرات التي دخلت أمريكا منذ تولي ترامب حتى نهاية 2022 إلى 150 مليار دولار، لدرجة أن بعض الشركات المكسيكية والتي يقف خلفها ويمولها تجار مخدرات دوليون، مولت عددًا من الأفلام الأمريكية، وهي المعلومة التي حرص الأمن القومي الأمريكي على إخفاء تفاصيلها حرصًا على سمعة السينما الأمريكية التي تواجه أزمة تمويل حادة وعنيفة لم تشهدها عبر تاريخها.

على الجانب الآخر بلغت حصة الدين العام 21 تريليون دولار، أي 91 %؜ من الناتج المحلي الأمريكي، أي أن أمريكا مهددة بالفعل بإعلان إفلاسها، وأن أكذوبة تقييم الدولار وفقًا لأسعار الصرف في المنطقة العربية هو تقييم غير حقيقي لأسباب كثيرة، منها هشاشة اقتصاديات دول كثيرة في المنطقة العربية، نستثني منها دول الخليج العربي، وإصرار البنك الفيدرالي الأمريكي على رفع سعر الفائدة لعلاج تشوهات في الاقتصاد الأمريكي، مما كسر عظام اقتصاديات الدول الهشة.

وهنا يراهن كثير من المؤسسات الدولية على أن حكم بايدن ليس مفروشًا بالورود وزهرة الأوركيدا؛ بل إن تاريخ أمريكا مهدد بسبب الحرب التي أشعلها المحافظون الجدد في أمريكا، بهدف القضاء على الدب الروسي الذي نجح حتى الآن في تدمير وتهديد عرش أمريكا واقتصادها بأقل التكاليف.