أحمد عطا يكتب: ليلة بكت فيها تل أبيب

ذات مصر

عندما تلقيت خبر استشهاد الجندي المصري (البطل) محمد صلاح، تذكرت مقولة للأديب الروسي ليو تولستوي: (لا تقاوم الشر بالشر، وإلا اشتركت مع الشرير في شره فماتت الفضيلة بينكم). وهنا حدد ليو تولستوي أن تكون الخصومة مغلفة بالنبل، لهذا عندما أسترجع ما فعله جيش الاحتلال مع الدول الحدودية تسقط عن إسرائيل صفة النبل. 

وسأبدأ بدولة فلسطين المحتلة، نجد هناك حزمة من المذابح ارتكبها جيش الاحتلال عبر سنوات طويلة، منها (مذبحة خان يونس في 1956، ومذبحة دير ياسين في 1948، ومذبحة الحرم الإبراهيمي في 1994)، هذا إلى جانب دفن الجنود المصريين أحياء أثناء نكسة 1967. ولا ننسى مذابح صبرا وشاتيلا.

كل هذا الإجرام لا يسقط بالتقادم، هذا بجانب ما فعلته إسرائيل أثناء طلعات الربيع العربي ، والعلاقة غير المعلنة بين الاستخبارات الإسرائيلية والتنظيمات الإرهابية التي كانت تنفذ الحرب بالوكالة لصالح دولة إسرائيل ومشروعها المزعوم، والحلم من النيل إلى الفرات، وهذا لن يتحقق حتي لو أُفنيت المنطقة العربية بأكملها، فالمشروع الصهيوني لن يكتمل وسأدلل على ذلك.

لقد أغرقت إسرائيل شمال أفريقيا بالكامل، بكميات ضخمة من المخدرات المصنعة وبأرخص الأسعار، أملًا في أن تسقط زهرة شباب المنطقة العربية في براثن الإدمان، وقبلها بسنوات مخدر الهيروين اللعين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وأتذكر واقعة حصلت على تفاصيلها من مصدر موثوق: في مطلع السبعينات تم القبض على أحد الأثرياء، وهو سعيد خليفة الباشا الذي كان يمتلك ڤيلا على شارع صلاح سالم. سعيد خليفة الباشا كان وكيلًا مهمًّا لرجل الأعمال الإسرائيلي يعقوب شالومي الذي كان أحد مُصدِّري الحشيش والأفيون في المنطقة العربية في مطلع السبعينات من القرن الماضي، فعندما وصل برَّاد التفاح قادمًا من لبنان ودخل إلى ڤيلا سعيد خليفة الباشا، وجد رجال مكافحة المخدرات في انتظاره، وكان البرَّاد محملًا بالحشيش والأفيون اللبناني وقتها، وكان سعيد خليفة الباشا أحد الأثرياء الذين غنى لهم المطرب الشعبي أحمد عدوية أغنيته الشهيرة (يا ليل يا باشا يا ليل) على اسم سعيد خليفة الباشا.

وفي السياق نفسه دُمرت حضارات 4 دول عربية، بعد حلم الديمقراطية المزعوم المسمى الربيع العربي، والذي صُنع ونُفذ بنكهة أولاد العم، من صنع «داعش» و«القاعدة»، من قدم أبو محمد العدناني وأبو فرج المصري والقاضي الشرعي لتنظيم «أحرار الشام» عبد الله المحسني. 

ولكني عندما بحثت في نشأة البطل محمد صلاح وجدته من حي عين شمس، ووقتها عرفت أن چينات البطولة والمقاومة ضاربة في عظام وخلايا الأجيال الحالية من الشعب المصري. تذكرت موقعة (عين شمس) عندما اتجه عمرو بن العاص بجيوشه لفتح مصر، وانتصر جيش عمرو على الرومان في عين شمس، لذلك فأكذوبة الديانة الإبراهيمية كديانة بديلة عن الإسلام والمسيحية واليهودية هي أكذوبة تريد إسرائيل بها أن تتخلص مما هو ثابت في القرآن الكريم، بما يكشف حقيقتهم ومؤامراتهم وتكوينهم، لهذا لن تفلح المخدرات والجنس وطمس الهوية الإسلامية والعربية في تكسير عظام الأجيال الحالية في المنطقة العربية. صناعة الأكاذيب تتم بمهارة شديدة وبتمويلات غير معلنة، ولكن تبقى إرادة الله -سبحانه وتعالى- فوق أي مؤامرات تصدرها دولة أولاد العم.