القائد الجديد لفاجنر.. رجل بوتين المرعب

ذات مصر

انتهت قصة يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، بموته إثر تحطم الطائرة التي كانت تقله شمال غرب موسكو، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة عن مستقبل المجموعة، وقائدها الجديد، وكان الغموض حول القائد الجديد يشابه غموض رحيل القائد السابق.

وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أن روسيا كانت تخطط بالفعل لمستقبل مرتزقة فاجنر في مرحلة "ما بعد بريجوجين".

ووفق التقرير، فإن بريجوجين نصّب نفسه على أنه زعيم لا يمكن استبداله، وسط شبكة معقدة من المرتزقة، وشركات التعدين، والمستشارين السياسيين، ونشطاء التضليل، مشيرًا إلى أن قائد فاجنر السابق بنى علاقات مع حكومات أفريقية، ما سمح لمجموعة فاجنر بتقديم خدمة كبيرة لمصالح موسكو في جميع أنحاء القارة السمراء، وغالبا ما يكون ذلك تحت تهديد السلاح.

ووفق محللين، فإن القيادة الروسية تبحث عن بديل بعد مقتل قائد المجموعة، شرط أن يكون موثوقًا فيه وأن يلتزم بالخطوط الحمراء، حتى لا يتكرر التمرد الذي قام به بريجوجين في يونيو الماضي.

وبحسب صحيفة "كوميرسانت" الروسية، فإن بوتين اقترح قائدًا جديدًا لمجموعة فاجنر هو "أندريه تروشيف"، خلال اجتماع مع قادة المجموعة بعد 5 أيام من انتهاء تمرد بريجوجين في يونيو الماضي، وهو اجتماع حضره بريجوجين نفسه وعشرات من كبار مقاتلي فاجنر.

من هو أندريه تروشيف؟

أندريه تروشيف، كان أحد قادة فاجنر منذ تأسيسها، عبر اسم حركي هو "سيدوي" أو "الرأس الرمادي"، وهو عقيد روسي متقاعد والعضو المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة فاجنر، وفقًا لوثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي وفرنسا.

شارك "تروشيف" في قتال مجموعة فاجنر في روسيا، وكان رئيس أركان عملياتها، وشارك أيضًا في الهجوم الروسي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، لاستعادة مدينة تدمر السورية من قبضة التنظيم.

كما شارك في الهجوم على موقع أميركي بمنطقة دير الزور شرق سوريا في فبراير عام 2018، ولقَّبه بوتين بـ"بطل روسيا" تقديرًا لعمله كرئيس أركان عمليات مجموعة فاجنر في سوريا، كما وصفته وثيقة الاتحاد الأوروبي الصادرة عام 2021، بأن المدير التنفيذي الحقيقي لفاجنر.

ووصفه الاتحاد الأوروبي أيضًا، بأنه متورط بشكل مباشر في العمليات العسكرية لفاجنر في سوريا، وأنه قدم مساهمة حاسمة في المجهود الحربي لصالح بشار الأسد، وبالتالي يدعم النظام السوري ويستفيد منه.

عُرف "تروشيف" بوصفه أحد أبرز المحاربين القدماء في حرب السوفييت في أفغانستان خلال الثمانينيات، وفي الشيشان خلال التسعينيات وما بعدها، ومقابل "خدمته الاستثنائية" في حرب أفغانستان، حصل على وسام النجمة الحمراء، كما حصل على وسام الشجاعة ووسام الاستحقاق نظير جهده في حرب الشيشان، بحسب وسائل الإعلام الروسية.

مسيرة تروشيف

وُلد تروشيف في الخامس من أبريل عام 1962 في مدينة لينينغراد، الاسم السوفيتي لسانت بطرسبرغ، وبحسب وثائق  عقوبات الاتحاد الأوروبي، فإنه ولد في أبريل 1953 في لينينغراد.

وكان تروشيف يخدم في وحدة الرد السريع الخاصة (SOBR)، وشرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الشؤون الداخلية الروسية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية، قبيل انضمامه إلى فاجنر.

يعد تروشيف أحد أبرز مؤسسي مجموعة فاجنر، وله دور بارز في معارك المجموعة للاستيلاء على مدينة "باخموت" شرق أوكرانيا، في أطول معارك الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة وأكثرها دموية.

ويردد اسم "تروشيف" دائمًا ضمن الموقعين على النداءات الجماهيرية التي توجهها فاجنر لعموم الشعب الروسي، لدفع الجميع إلى الانضمام إلى المجموعة والقتال دفاعا عن روسيا ومصالحها.

وبسبب سُمعة تروشيف كضابط شريف، وحصوله على أعلى الأوسمة في روسيا، والأهم بالنسبة لبوتين، أنه يعرف كيف ينفذ الأوامر دون اعتراض، ولا  يملك في سجله شكاوى كرجل عسكري، جعلت أنظار الكرملين تتجه إليه خلفًا لبريغوجين، وحتى كبديل له قبل أن يموت.