كيف غض المجتمع الدولي الطرف عن معاناة العرب في أزمتي ليبيا والمغرب؟

ذات مصر

منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، قدمت المنظمات الدولية الكبرى والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول مساعدات إنسانية وإغاثية وعسكرية لكييف.

وقدمت المنظمات الدولية الكبرى، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مساعدات إنسانية وإغاثية لأوكرانيا، وقد تضمنت هذه المساعدات الغذاء والمأوى والمياه والرعاية الصحية، كما قدمت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، مساعدات عسكرية وقد تضمنت هذه المساعدات الأسلحة والمعدات العسكرية والذخائر.

وقد بلغ إجمالي المساعدات الدولية لأوكرانيا أكثر من 100 مليار دولار أمريكي، وفقاً لتقارير إعلامية دولية، وقد جاءت هذه المساعدات في إطار الجهود الدولية لمساعدة الشعب الأوكراني للتخفيف من معاناته بسبب الحرب.

غض الطرف عن ليبيا والمغرب

وفي المقابل، غض المجتمع الدولي الطرف عن  المغرب وليبيا، على الرغم من معاناة الشعبين من كوارث طبيعية في سبتمبر الجاري فقد ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر الأولى، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وتدمير آلاف المنازل والمنشآت، واعتبر الزلزال أنه الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ العام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن، كما شهدت ليبيا فيضانات، وصف بأكبر كارثة من نوعها منذ 40 عاماً لم تنال الاهتمام ذاته.

وفي حالة المغرب وليبيا، قدم المجتمع الدولي بعض المساعدات الإنسانية والمالية للدولتين المتضررتين، ولكن هذه المساعدات كانت أقل بكثير من المساعدات التي قدمتها الدول الغربية لأوكرانيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

الجهود الدولية لتقديم المساعدات

على المستوى الدولي، أعلنت الأمم المتحدة عن تخصيص 10 ملايين دولار أمريكي فقط  لمساعدة المغرب وليبيا في أعقاب الكوارث الطبيعية التي ضربتهما، كما قدمت العديد من المنظمات الدولية الأخرى، مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، ومساعدات إنسانية وطبية.

على المستوى الحكومي، قدمت بعض من الدول مساعدات إنسانية ومالية للمغرب وليبيا، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة.

العوامل التي أدت إلى التناقض في الموقف الدولي

وهذا الموقف المتباين يرجع إلى عوامل عدة، منها: الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا حيث تعتبر أوكرانيا دولة ذات أهمية جيوسياسية كبيرة، كونها دولة حدودية مع الاتحاد الأوروبي. وقد اعتبرت الدول الغربية أن حرب روسيا على أوكرانيا تمثل تهديدًا لأمنها واستقرارها.

والضغوط السياسية على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وقد ساهمت هذه الضغوط في دفع الدول الغربية إلى تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بهدف دعمها في هذه الحرب.

بالإضافة إلى التأثير الإعلامي لأن الحرب في أوكرانيا حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق، مما أدى إلى زيادة الوعي العالمي بالأزمة، كما أن الحرب كانت أكثر إثارة للعواطف من أزمة الزلزال والفيضان، حيث كان هناك اقتتال على أرض الواقع.

التداعيات السلبية

ويثير التناقض في التعامل مع الأزمات الإنسانية بين أوكرانيا والمغرب وليبيا العديد من التداعيات السلبية، منها تفاقم معاناة الشعب المغربي والليبي، وتآكل الثقة في المجتمع الدولي ويثير التناقض في التعامل مع الأزمات الإنسانية مخاوف بشأن مدى التزام المجتمع الدولي بالعدالة في التعامل مع هذه الأزمات. 

وقد يؤدي هذا إلى تآكل الثقة في المجتمع الدولي، وعزوف الدول النامية عن التعاون معهن وقد يؤدي تناقض المجتمع الدولي إلى زيادة التوتر بين الغرب والعرب.