سفير كوريا الجنوبية: مصر مصدر «إلهام» للعالم

ذات مصر

قال سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، كيم يونج هيون، مساء أمس الثلاثاء، إن مصر تبرز كواحدة من أهم شركاء كوريا في قارة إفريقيا.

وأضاف، خلال كلمته في حفل سفارة بلاده بالقاهرة، احتفالا باليوم الوطني للبلاد: "مرت 4 أشهر منذ وصولي إلى مصر، هذا البلد الرائع؛ لذا أرغب في أن أعبر عن امتناني الشديد لكل ما حظيت عليه من ترحيب حار وصداقة وإرشاد ثمين من الحكومة والشعب المصري والجالية الكورية بمصر".

وأردف: "علمت أن كلمات النشيد الوطني المصري (بلادي، بلادي، بلادي) مقتبسة من الخطاب الشهير للزعيم القومي الأسطوري مصطفى كامل، الذي قال (لو لم أكن مصريًا، لوددت أن أكون مصريًا)، وبكل تواضع أقول (أنا مصري. كلنا مصريون!)".

وتابع: "خلال الأشهر الـ4 الماضية، جئت لأتعلم مدى حب الشعب المصري لبلده، ومدى فخره بتاريخه وثقافته. مصر، مهد الحضارة الإنسانية، أسرت العالم بتراثها الثقافي الرائع منذ آلاف السنين، وستظل مصدر إلهام للعالم. في الواقع، مصر هي أم الدنيا".

واستطرد: "خلال الأشهر الأربعة الماضية، كان لي شرف زيارة العديد من الأماكن، وحضور العديد من الأحداث، والتقيت بالعديد من الأشخاص من كل المجالات. قابلت مواطنين عاديين في مترو القاهرة، في الشوارع، في الأسواق أيضا. ومن خلال كل هذه اللقاءات، اكتسبت تقديرًا متجددًا لقيمة وعمق التعاون بين مصر وكوريا".

تطوير العلاقات الكورية المصرية

وأشار إلى أنه منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكوريا في عام 2016، التي نشطت الشراكة التعاونية الشاملة، تم تطوير العلاقات الكورية المصرية بشكل هائل ومستمر.

ولفت إلى أن "مصر من أكبر شركائنا في التصدير في القارة الأفريقية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بيننا إلى 3.2 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. وسعيًا إلى تحقيق إمكانات تجارية هائلة، ستبدأ قريبا دراسة مشتركة للخبراء لمناقشة الأفكار الملموسة لإنشاء نظام تجاري ثنائي مفيد للطرفين".

ونوه بأن "مصر هي أيضا واحدة من الوجهات الاستثمارية المهمة لكوريا في إفريقيا، وقد وصل الاستثمار الكوري في مصر الآن إلى 800 مليون دولار أمريكي مع 34 شركة كبرى تعمل في مصر، يوفرون الآلاف من فرص العمل القيمة للمصريين".

توفير 40 قطار مترو إضافي

وكشف أن شركة "هيونداي روتيم"، التي تزود مترو القاهرة بقطارات عالية الجودة منذ عام 2012، ستوفر 40 قطار مترو إضافي، سيتم تصنيعها في مصر بأيدي عمالة مصرية، بالشراكة مع شركة مصرية، و"يتم بناء المصنع في المنطقة الاقتصادية شرق بورسعيد، التي زرتها خلال الشهر الماضي".

وأضاف: "مصر وكوريا تتعاونان في التحول الأخضر أيضا. نحن نعمل على (مشروع القناة الخضراء) لقناة السويس، حيث سيتم استبدال قوارب السحب التي تعمل بالديزل في قناة السويس بقوارب وعبارات سحب الغاز الطبيعي المسال الصديقة للبيئة".

وقال إن الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) تعمل على تعزيز أنشطتها بما يتماشى مع تعيين الحكومة الكورية لمصر كشريك تعاون ذي أولوية في عام 2021، حيث نفذت الوكالة، التي تأسست في عام 1991، العديد من المشاريع بنجاح في مصر، واستفاد أكثر من 1800 مصري من برامج كويكا لتنمية الموارد البشرية المختلفة قصيرة وطويلة الأجل في كوريا، إلى جانب برامج المنح الدراسية العامة والخاصة الأخرى.

وتابع: “وفي مجال التعليم، ولا سيما التكنولوجيا، تعد الجامعة التكنولوجية الكورية المصرية في بني سويف مثالًا جيدًا على ذلك، ورمزا للتعاون الممتاز في مجال التدريب التقني للتعليم العالي والتعاون بين الجامعات والصناعة". 

وأضاف أنه "بسبب التنفيذ الناجح للمرحلة الأولى من المشروع من عام 2016 إلى 2022، ستساهم كويكا بمبلغ إضافي قدره 8 ملايين دولار أمريكي لجامعة بني سويف التكنولوجية للمرحلة الثانية من المشروع على مدى السنوات الست المقبلة”.

تبادل ثقافي بين مصر وكوريا

وأضاف أن "التواصل بين شعبينا وتبادل الثقافات هو عامل بالغ الأهمية لمستقبل العلاقات بين كوريا ومصر. يوجد تقارب حقيقي بين بلدينا يتجاوز المسافات الجغرافية والتراث الثقافي المختلف، حيث أصبح العديد من الشباب المصريين يحبون الكي-بوب، والدراما الكورية، والأفلام الكورية، والطعام الكوري، ما أدى إلى زيادة الاهتمام بدراسة اللغة الكورية. أنا ممتن جدا للمصريين على حبهم لكوريا".

واستطرد: "وفي نفس الوقت، يزداد انجذاب المزيد والمزيد من الكوريين أيضا إلى مدى عمق الثقافة المصرية وجمال طبيعتها، كما يتعافى عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعشرات الآلاف. هناك 30 مليون كوري من أصل 55 مليون نسمة يسافرون إلى الخارج سنويا، لذلك أتمنى أن يحصل شعبنا على المزيد من الفرص لرؤية التراث الثقافي والتاريخي الرائع لمصر، وأريدهم أن يقابلوا المصريين الودودين ومشاركة ما يتميز به كل شعب مع بعضهم البعض".

وقال: "على مدى السنوات الـ28 الماضية من علاقاتنا الدبلوماسية، حققنا تعاونًا كبيرًا على الصعيدين الحكومي والخاص، وتم تعزيز وتعميق الروابط بين شعبينا بشكل مستمر. نحن نفخر كثيرا بإنجازاتنا، ونتطلع إلى المستقبل بتفاؤل كبير. كما أتطلع إلى حدث مهم آخر في المستقبل، حيث سنحتفل بالذكرى الثلاثين لعلاقاتنا الدبلوماسية في 2025".

اليوم الوطني الكوري

وأشار إلى أن الكوريين يدعون اليوم الوطني للبلاد بالـ"جيه تشون جول"، والذي يعني "احتفال اليوم الذي فتحت فيه أبواب السماء"، مشيرا إلى أنه"تم تأسيس الدولة الكورية الأولى في هذا اليوم قبل حوالي 4356 سنة. لذلك، اليوم نحتفل بالذكرى الـ4356 لتأسيس وطننا. وهذا يمنحنا نحن الكوريين إحساسا بالهوية الوطنية كشعب متميز ومصدر فخر كبير"، مستطردا: "كما نحتفل اليوم أيضا بيوم القوات المسلحة والذي يوافق الأول من أكتوبر".

وتابع: "نهضت كوريا من تحت أنقاض الحرب الكورية قبل 70 عاما، لتصبح قوة اقتصادية وديمقراطية رائدة ومحددة للاتجاه الثقافي. أصبحت كوريا الآن في المركز الثاني عشر بين أكبر الاقتصادات والمرتبة السابعة تجاريًا في العالم، وتعد إحدى الدول الأكثر ابتكارًا، وهي في مقدمة الدول في مجال التكنولوجيا المتطورة".

واستطرد: "تعد كوريا واحدة من أكبر مصنعي السيارات، وبناء السفن، ومنتجي الصلب، ومصنعي بطاريات السيارات الكهربائية على مستوى العالم. وفي هذا العام أصبحت كوريا الدولة السابعة في العالم التي تنجح في إطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار باستخدام صاروخ فضائي محلي الصنع".

واستكمل: "أكثر من أي شيء آخر، كوريا هي الدولة الوحيدة في التاريخ الحديث للعالم التي تحولت من دولة متلقية للمساعدات الدولية إلى دولة مانحة للمساعدة الإنمائية الرسمية. وفي هذه الرحلة الرائعة من التحول والإنجازات، ندين نحن الكوريين بالكثير لمساعدة المجتمع الدولي، فضلا عن مثابرة الشعب الكوري وعمله الجاد. الآن نود أن نرد الجميل للمجتمع الدولي. ونود أن نتحمل المزيد من المسئوليات والأدوار في المجتمع الدولي. ومع الرؤية والاستراتيجية الجديدتين لـ(الدولة المحورية العالمية)، والتي تسمى باختصار GPS، ترغب حكومتنا في المساهمة بشكل أكبر في الحرية والسلام والرخاء في العالم، على أساس القيم المشتركة والتضامن. ومؤخرا، في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد رئيس كوريا مجددا إرادتنا القوية لزيادة جهودنا في هذا الصدد. وفي التغلب على التحديات العالمية مثل فجوة التنمية، والفجوة المناخية، والفجوة الرقمية، فإن كوريا على استعداد للعب أدوار أكبر ومشاركة ما حققته".

وأكمل: "وكجزء من هذه المساعي، ترغب كوريا في استضافة معرض بوسان العالمي لعام 2030. وبوسان، البوابة التي تربط قارة أوراسيا والمحيط الهادئ، ومركز الخدمات اللوجستية في المناطق الاقتصادية الكبرى، نحن واثقون أن بوسان لديها الكثير لتقدمه للسلام والازدهار العالميين. كما نخطط لاستضافة المؤتمر الافتتاحي لزعماء كوريا وأفريقيا في كوريا في يونيو من العام المقبل، وذلك بحضور الـ54 قائدا لدول القارة الإفريقية".