«فورن أفيرز»: «حماس» تفوقت على مخابرات تل أبيب في «طوفان الأقصى»

ذات مصر

ذكر موقع " فورن أفيرز" الأمريكي أن الهجوم على الداخل الإسرائيلي كان السيناريو الكارثي الأسوأ الذي كان من المفترض أن يشعر مسؤولو الاستخبارات والدفاع الإسرائيليون بالقلق بشأنه، ويخططوا لمواجهته ومنعه.

فشل استخباري

واعتبر التقرير أن هجوم حماس ليس الأول الذي تفشل فيه دولة بـ"شكل كارثي" في توقع مهاجمة العدو، مشيرًا إلى أن التاريخ حافل بالأمثلة، وخصوصًا في أمريكا وإسرائيل.

أول هذه الأمثلة، عندما شنت اليابان هجومًا مفاجئًا مميتًا على بيرل هاربور في عام 1941، ما أدى إلى تدمير أسطول المحيط الهادئ.

وثانيها مع إسرائيل نفسها عندما هاجمتها القوات المصرية والسورية خلال عطلة يهودية وأشعلت حرب "يوم الغفران" المعروفة بحرب أكتوبر.

وثالثها في الـ11 من سبتمبر عندما أهدرت وكالة المخابرات المركزية وغيرها من وكالات المخابرات الأمريكية 23 فرصة لإحباط هجوم تنظيم القاعدة.

نجاح حماس في مكافحة التجسس

وعلى الرغم من أن كل هجوم مفاجئ له ميزاته، إلا أنه يشترك في سمتين رئيستين: الأولى؛ ارتباطه بأحداث متتابعة ذات عواقب جيوسياسية متتالية وطويلة المدى، ولا يكاد يكون مفاجئًا على الإطلاق.

والثانية: أنك تجد دائمًا، بعد عمليات التحقيق والتحليل لما حدث، بأن العلامات التحذيرية كانت موجودة ولكن كان من الصعب تحديدها قبل وقوع الكارثة.

واعتبر موقع "فورن أفيرز" بأن السؤال الأهم لإسرائيل: هل هذه الكارثة الاستخباراتية، في المقام الأول، فشل في التحذير أم فشل في التصرف؟.

وتابع "إن المهمة الأولى، بلا شك، لوكالات الاستخبارات هي منع المفاجآت الإستراتيجية. ولكن لكي تنجح التحذيرات، لا يكفي أن يدق جامعو المعلومات الاستخبارية والمحللون ناقوس الخطر. بل يتعين على صناع السياسات أيضًا أن يتخذوا الإجراءات اللازمة".

فشل إسرائيل في فهم نفسها

واعتبر الموقع أن حماس قد تكون ليست الكيان الوحيد الذي أخطأ مسؤولو الاستخبارات في الحكم عليه. وربما تكون الاستخبارات الإسرائيلية قد فشلت أيضًا في فهم إسرائيل نفسها.

ومن الواضح، حسب التقرير، أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية ركزت في جمعها للمعلومات وتحليلها على فهم الخصوم الأجانب، وأغفلت أن السياسات والمشاكل الداخلية من الممكن أن تشجع الأعداء وتغير حساباتهم المتعلقة بالمخاطرة والمكتسبات.

نجاح حماس في مكافحة التجسس

وفي المقابل، يجب على المحللين والمحققين النظر إلى أن هذا الهجوم سطَّر، أيضًا، نجاحًا كبيرًا في مكافحة التجسس لحماس. لذا يجب على المحققين معرفة ما الذي حصلت عليه حماس بشكل صحيح، وتحديد كيف تمكنت حماس من إبقاء مثل هذه العملية المعقدة وواسعة النطاق سرية عن أحد أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم.