في خامس أيام "طوفان الأقصى".. كلمات ومواقف دولية من الحرب

ذات مصر

في اليوم الخامس لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تتابعت ردود الفعل الدولية إزاء العدوان الإسرائيلي وعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية السبت الماضي ضد جيش الاحتلال، وأصدرت كل من باريس وموسكو وأنقرة وعمان وبكين والفاتيكان ومناطق أخرى مواقفها من الحرب.

إسرائيل لا تتصرف كـ"دولة"

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تجنب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان بالعاصمة أنقرة.

وقال “أردوغان” إن على الكل تجنب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني مثل قطع المساعدات الإنسانية.

وشدد الرئيس التركي على وجوب "ألا تنسى إسرائيل أنها إذا تصرفت مثل تنظيم عوضا عن دولة فإنها ستُعامل كتنظيم في نهاية المطاف".

وأكد “أردوغان” استعداد تركيا للقيام بكل ما يقع على عاتقها "بما في ذلك الوساطة والتحكيم العادل من أجل تخليص المنطقة من هذه الدوامة"، معتبرًا أن إسرائيل لا تتصرف "مثل دولة" في قطاع غزة.

وشدد على أن "قصف بلدات مدنية وقتل مدنيين وعرقلة المساعدة الإنسانية ومحاولة تصوير ذلك على أنه استغلال لا يمكن إلا أن يكون سوى رد فعل لمنظمة وليس لدولة".

وأضاف الرئيس التركي "نؤمن بأن الحرب يجب أن تكون لها أخلاقيات وأنه يجب على الطرفين احترامها.. لسوء الحظ، يتم انتهاك هذا المبدأ بشكل خطير في إسرائيل وغزة"، مدينا "قتل مدنيين في الأراضي الإسرائيلية" وكذلك "القتل العشوائي لأبرياء في غزة تحت عمليات قصف متواصلة".

لا استقرار بدون حل الدولتين

وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، أن الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة لن تتحقق بدون حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

جاء ذلك خلال "خطاب العرش" الذي ألقاه في افتتاح الدورة العادية الأخيرة للبرلمان الحالي.

وقال ملك الأردن إن "ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار بدون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".

وأضاف “عبدالله” في كلمته، "ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا".

وأردف "سيظل موقف الأردن ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية".

وبيّن ملك الأدرن قائلا "سيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب".

تشكيل قوة مشتركة لمساعدة الشعب الفلسطيني

من جانبها، تسعى الصين للتنسيق مع مصر للمساعدة في تخفيف حدّة القتال بين إسرائيل وحماس.

وأمس الثلاثاء، تحدث المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون هاتفيا مع مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأراضي الفلسطينية، وفقا لتقرير عن المحادثة نشرته بكين.

وقال “تشاي” إنّ "الصين ترغب في الحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع مصر، ودفع طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف في أقرب وقت ممكن".

وكذلك، حثّ "المجتمع الدولي على تشكيل قوة مشتركة وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني".

موسكو: سنظل ننخرط في جهود التسوية

أما عن موقف موسكو، فقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إن روسيا ستبقي على اتصالاتها مع طرفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وستظل منخرطة في تسويته.

وأضاف “بيسكوف” أن الأولوية القصوى لموسكو هي سلامة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الواقعة تحت سيطرة الطرفين.

النرويج: مواصلة تقديم المساعدات إلى غزة

أما النرويج، التي ترأس مجموعة دولية مانحة لفلسطين، فحضت المجتمع الدولي، اليوم الأربعاء، على مواصلة تقديم المساعدات للفلسطينيين.

وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، أنيكين ويتفيلت، إن "الوضع سيتدهور إذا علّق المجتمع الدولي مساعدته، أو قلّصها في هذا المنعطف الحرج".

باريس تدين حماس والواقفين معها

أما الحكومة الفرنسية، فدعت اليوم الأربعاء، إلى تجنب التصعيد في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس منذ السبت، مؤكدة أنها تريد "حلا سياسيا للنزاع" سعيا لتحقيق "سلام دائم".

وقال الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران "يجب بذل كل شيء لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط وحماية المدنيين وتجنب استفحال الوضع"، إلى جانب دعم إسرائيل، ودعا أيضا إلى عدم جلب تداعيات النزاع إلى فرنسا، حيث توجد مجتمعات يهودية ومسلمة كبيرة.

وأشار الناطق باسم الحكومة إلى أنه منذ إطلاق هجوم حماس والرد الإسرائيلي السبت، سجّلت حوالي 50 "واقعة ذات دلالات معادية للسامية" في فرنسا.

وأضاف خلال تقرير مجلس الوزراء أن "أكثر من 500 مكان للجالية اليهودية" وكل المدارس الدينية وضعت تحت حماية الشرطة.

ودان “فيران” جميع الذين يحاولون "قبول" أو "تبرير" أو "إغفال صفة" الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل، "بما في ذلك على ترابنا الوطني".

بابا الفاتيكان: ندعو للإفراج عن الرهائن

من جانبه دعا البابا فرانشيسكو للإفراج عن المختطفين في الحرب بين إسرائيل وحماس وعبر عن قلقه إزاء الحصار على غزة.

وقال "من حق الذين يتعرضون لهجوم أن يدافعوا عن أنفسهم، لكنني أشعر بقلق بالغ إزاء الحصار الكامل الذي يعيش تحته الفلسطينيون في غزة، حيث هناك أيضا الكثير من الضحايا الأبرياء".

وقال إن "الإرهاب والتطرف لا يساعدان في بلوغ حل للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل يغذيان الكراهية والعنف والانتقام ويتسببان فقط في آلام للجانبين".

وشدد على أن "السلام هو ما يحتاج له الشرق الأوسط".

شهداء وقتلى

وشنت كتائب عز الدين االقسام وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت الماضي، عملية عسكرية أسمتها "طوفان الأقصى" ردا على انتهاكات إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني وتدنيس مقدساته، وقتلت أزيد من 1200 إسرائيلي بينهم أعداد كبيرة من العسكريين، كما تمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام إسرائيلية.

ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف العمارات السكنية في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد أكثر من ألف فلسطيني وتهجير نحو ربع مليون، وعمد لقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة.