ماكدونالدز والعدوان على غزة.. ماذا أحدثت دعوات المقاطعة؟

ذات مصر

منذ أعلنت فروع مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في إسرائيل دعمها لجيش الاحتلال بالوجبات المجانية، تلاحقت الدعوات التي أطلقها الناشطون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، لمقاطعة السلسلة الشهيرة بسبب دعمها للكيان المحتل في حربه على قطاع غزة.

دعم جيش الاحتلال

ومنذ الخميس الماضي ارتبط سلسلة ماكدونالدز بجيش الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة، وبعملية طوفان الأقصى، وسط تصاعد واتساع دعوات المقاطعة في العالم العربي والإسلامي لهذه السلسلة الشهيرة حول العالم.

سلسلة ماكدونالدز هي واحدة من أشهر وأكبر شركات الوجبات السريعة حول العالم، إذ تمتلك أكثر من 40 ألف فرعا، في أكثر من 120 دولة، 191 فرعًا منها في إسرائيل.

تبدأ القصة عندما نشرت حسابات السلسلة على منصة "إكس" وإنستجرام والفيسبوك، الخميس الماضي، مجموعة من الصور لتقديم وجبات مجانية لجنود جيش الاحتلال وقواته.

وأرفقت الصور بالقول إنها ستتبرع بنحو 4 آلاف وجبة يوميا لجيش الاحتلال، كما سيحصلون على خصم 50% من بقية المواد الغذائية الأخرى، دعما لجيش الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة منذ انطلاقه معركة طوفان الأقصى، يوم السبت الـ7 من أكتوبر الجاري.

النشطاء غاضبون

انتشرت صور الجنود الإسرائيليين وهم يحملون أكياس وجبات ماكدونالدز بشكل كبير على منصات التواصل في فلسطين وسائر البلاد العربية، مما أثار حالة من الغضب بين رواد العالم الافتراضي في العالم العربي بسبب دعمها لجيش الاحتلال، فبدأت دعوات قوية لمقاطعة مطاعمها حول العالم عبر وسم (هاشتاج) "#مقاطعة_ماكدونالدز".

هذا الوسم (الهاشتاج) تصدر قائمة الترند في عدة دول عربية، لتنطلق دعوات المقاطعة من رواد المنصات الاجتماعية، وإعلان بعض المؤثرين مقاطعتهم لمطاعم السلسلة التي كان يرتادونها باستمرار.

وبعد حملة المقاطعة الكبيرة، تم تقييد الوصول إلى حسابات ماكدونالدز في إسرائيل والسماح للمتابعين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط بالوصول إلى الصفحات.

ومع انتشار حملة المقاطعة سارع الكثير من وكلاء سلسة مطاعم ماكدونالدز في العالم العربي، بإصدار بيانات أكدوا فيها أن لا صلة لهم بفرع ماكدونالدز في إسرائيل، وأن ماكدونالدز شركة مساهمة لا يملكها شخص محدد بل ملايين الأشخاص حول العالم، وأنهم شركات محلية 100%، ذات إدارة مستقلة وأن جميع الأرباح تعود للشركات المحلية بالكامل، وأن دور الشركة العالمية ينحصر فقط في السماح باستخدام العلامة التجارية محليا أي ما يعرف بنظام الفرنشايز.

لكن رواد المنصات الاجتماعية لاحظوا تشابه البيانات حد التطابق، إذ جاءت البيانات جميعها لتؤكد على نفس المعنى، مما أثار حفيظة المتابعين والنشطاء ودعوا السلسلة لإثبات زعمها والتبرع لصالح المتضررين والمنكوبين في قطاع غزة.

رد فعل المطاعم العربية

بيانات الاستقلالية المتشابهة التي أصدرتها فروع ماكدونالدز في الدول العربية، زعمت أن لا صلة لها من أي نوع بالشركة الأم، وأنها لا تدفع إليها أي أرباح أو عائدات السنوية.

ووفق موقع "الماركات العالمية في الوجبات السريعة" الأمريكي فإن الحاصل على امتياز سلسلة مطاعم ماكدونالدز حول العالم يتعين عليه دفع 8% من نسبة إجمالي المبيعات، واتباع المعايير والإجراءات التي تتبعها هوية العلامة التجارية للشركة الأم، كما أن هناك عدة شروط للحصول على وكالة سلسلة مطاعم ماكدونالدز.

فالرسوم الأولية للحصول على الترخيص تبلغ 45 ألف دولار أمريكي، وأن يكون لصاحب الامتياز ما لا يقل عن 500 ألف دولار أمريكي من الأصول المالية.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه شركة ماكدونالدز العالمية عبر موقعها الرسمي في تقريرها عن نتائجها عام 2022 عن ارتفاع حصة توسع مبيعات أصحاب حق الامتياز التجاري في العالم 16.5% مقارنة بعام العام 2021.

ماكدونالدز العربي يدعم فلسطين

وأعلنت بعض الشركات المالكة لفروع سلسلة مطاعم ماكدونالدز التبرع لدعم جهود الإغاثة لأهالي غزة، فمثلا ماكدونالدز مصر تبرعت بـ20 مليون جنيه مصري، أما ماكدونالدز السعودية تبرعت بمليوني ريال سعودي، وأما سلسلة ماكدونالدز في قطر فتبرعت بمليون ريال قطري، وهناك بعض الأفرع الأخرى في الوطن العربي التي تبرعت لصالح أهالي غزة.

طبعا هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها سلسلة مطاعم ماكدونالدز في إسرائيل الدعم للحكومة الإسرائيلية، فخلال أزمة كورونا أعلنت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في إسرائيل عن إغلاق جميع مطاعمهما وتشغيل 5 مطاعم لتوفير الطعام المجاني للمستشفيات وطواقم نجمة داود الحمراء وقوات الأمن، وفق موقع "تايمز إف إسرائيل".