اعرف عدوك.. أمريكا وأوروبا وأفارقة ودولة عربية في صف إسرائيل

ذات مصر

منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين وتدنيس المقدسات، تباينت الآراء والمواقف الدولية إزاء المعركة؛ فبين دعم غربي وأمريكي غير مشروط لإسرائيل، امتنعت دول أخرى عن إدانة المقاومة الفلسطينية ودعت إلى وقف التصعيد ومنع توسيع الصراع.

كانت جلسة مجلس الأمن، التي عقدها يوم أمس، لمناقشة الوضع المتأزم في غزة، شاهدة على تلك الانقسامات والتباينات، وفشلت في التوافق على قرار لوقف إطلاق النار، وقبلها "قمة القاهرة للسلام" التي انتهت دون بيان ختامي؛ بسبب عدم توافق آراء الحاضرين وعدم استطاعتهم على اتخاذ موقف موحد تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتنقسم المواقف الدولية بشأن الحرب على غزة إلى ثلاثة مواقف، أولها إدانة حماس بشدة وتقديم دعم غير مشروط للاحتلال الإسرائيلي، وثانيها الدعوة إلى وقف التصعيد وعدم توسيع الصراع والتنديد بالعنف ضد المدنيين، أما آخرها فهو رفض إدانة حماس ووصفها بـ"الإرهابية".

دعم لإسرائيل

تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الداعمين الأساسيين للكيان الصهيوني المحتل، مهما كانت الظروف والأحداث، وهي الآن تسعى إلى تكوين تحالف دولي ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على غرار ما فعلته مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

ومن خلف واشنطن، تقف بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان ومعهم الإمارات العربية المتحدة، التي وصفت هجمات حماس بأنها "بربرية وشنيعة".

وقد سارعت واشنطن ومعها حلفاؤها الغربيون، منذ بدء المعركة، إلى تقديم دعم مفتوح لإسرائيل، قائلين إن من حقها "الدفاع عن نفسها"، وأرسلت واشنطن حاملتين للطائرات إلى الشرق الأوسط، ومثلها فعلت بريطانيا وألمانيا، حيث أرسلتا سفنًا حربية لدعم إسرائيل.

دول مناهضة

على الطرف الآخر من الدول الداعمة لإسرائيل، تقف مجموعة دول ومنظمات دولية أخرى رفضت نعت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وسارعت إلى إدانة العنف والعقاب الجماعي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، الذي بقي الآن بلا ماء ولا كهرباء ويشهد انهيارًا تامًا في قطاع الصحة.

ويندرج تحت هذا القسم، الجارة الكبيرة مصر، التي دعت إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل فوري، ومن خلفها باقي السعودية وقطر والكويت وعمان واليمن وتونس والجزائر وموريتانيا والمغرب وباقي الدول العربية، إضافة إلى كل من إيران والصين وروسيا والبرازيل.

وهاتان الأخيرتان، دعتا عبر تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق نار إنساني، وإدخال المساعدات، ومنع مزيد من التصعيد.

إلى جانب ذلك، تنضم دول أخرى من الاتحاد الأوروبي، مثل إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا ولوكسمبورج، وهم من أكثر الدول التي أعربت عن تأييدها للفلسطينيين ورفضها وانتقادها الكامل لأعمال إسرائيل الوحشية، وتضاعف بروكسل مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات.

وتعد إسبانيا من أكثر الدول المؤيدة للفلسطينيين، بصفتها رئيسًا بالنيابة لمجلس الاتحاد الأوروبى، حيث اقترح رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، على نظرائه الأوروبيين، المجتمعين بشكل عاجل عبر الفيديو لتقييم الوضع في الشرق الأوسط، استخدام منصة الاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، التي تحتفل بقمتها المقبلة في برشلونة في 27 نوفمبر، تعتبرها "فرصة جيدة للاستفادة منها" لإعادة إطلاق الحوار والمناقشة حول الصراع الفلسطيني والإسرائيلي.

الأمم المتحدة

إلى جانب ذلك، وجّه سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انتقادات حادة لإسرائيل، بسبب استمرار غاراتها الجوية دون انقطاع على قطاع غزة، رداً على الهجوم المسلح الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين.

واعتبر جوتيريش أن الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الجاري "لم يحدث من فراغ" مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما.

لكنه أدان هجمات حركة حماس على إسرائيل، قائلًا إنها غير مبررة، وإن “المظالم المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من جانب حماس، كما أن هذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وإثر تصريحاته في مجلس الأمن، طالبت إسرائيل باستقالة "جوتيريش" من منصبة، وقررت منع إعطاء أي تأشيرة لمسؤولي الأمم المتحدة. كما قوبلت تصريحاته بإشادة عربية واسعة.

موقف الاتحاد الأفريقي

وبينما تسارعت أغلب دول العالم إلى إعلان مواقفها بشأن الحرب على غزة، تساءل كثيرون عن موقف الاتحاد الأفريقي ودوله التي لم يعلن أغلبها بشكل رسمي موقفها من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويندرج الاتحاد، أو أغلبه على الأقل، تحت الفئة الداعمة للفلسطينيين، حيث دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، إلى العودة "دون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ حل الدولتين"، واعتبر أن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ولا سيما الدولة المستقلة ذات السيادة، هي السبب الرئيسي للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم.

كما دعا إلى تشكيل "جبهة عالمية مفتوحة" لوقف العنف الدائر في قطاع غزة وفي كل العالم، مطالبا بالتوقف عن الاكتفاء بالتنديد والدخول في مرحلة الفعل.

عرض موسى استعداد الاتحاد لعمل ما يلزم بالتنسيق مع الدول والمنظمات العالمية، لوضع حد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مطالبًا بالوقف الفوري للعنف وتوفير الأمور الإنسانية من غذاء ودواء.

وقال موسى، إن غزة تتعرض لحرب شعواء تتضمن تدميرا غير مسبوق لأي مدينة في التاريخ، مضيفًا أن الظرف الذي تدور فيه الحرب الشعواء على غزة يستدعي الإحجام عن الكلام والدخول في الفعل؛ لترتيب الرد المناسب، فليس هناك مجال لغير ذلك.

على الجانب الآخر تقف الكاميرون وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا، وجميعها دانت بشدة الهجمات التي تستهدف المدنيين وقدمت الدعم لإسرائيل. وكانت الكونغو من أوائل المسارعين إلى إعلان تضامنها مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة اتحادها مع تل أبيت "لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله".

من جانبه، ندد الكاميروني بول بيا، في رسالة وجهها إلى الرئيس الإسرائيلي، بـ"الهجوم المسلح الذي شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية". وأرسل تعازيه "إلى الأمة الإسرائيلية المصابة بجروح بالغة".