«أزهر الطيب».. سلاح أقوى من صواريخ حماس

ذات مصر

مواقف حاسمة وواضحة اتخذها شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، دعم من خلالها الفلسطينيين ووحد كلمة المسلمين كلها مواقف عكست قوة إيمان وشجاعة قائد منبر الأزهر، وظهر موقف الطيب جليًا عقب عملية «طوفان الأقصى» وأبدى دعمه ومساندته للمقاومة.

تتسم موقف وردود فعل شيخ الأزهر تجاه إسرائيل، بالقوة والحاسم، فهو يؤمن بأن احتلال الأراضي الفلسطينية هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وأن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة تتعلق بالحرية والكرامة، وأن الشعب الفلسطيني يستحق العيش بسلام واستقلال في وطنه المحتل، وكثيرًا ما طالب بإنهاء الاحتلال.

عقب العملية المباغتة التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم 7 أكتوبر الجاري، أعلن بوضوح دون أن يتعامل بدبلوماسية مع قضية حساسة تحتاج التعامل بحزم. وأصدر بيانًا كانت كلمته أقوى من رصاص وقذائف حماس، وقال فيه: "تقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية، ويدعو الله أنْ يلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان وإرهاب الصهاينة".

وقبل شهر من طوفان الأقصى، قال الطيب كلمة قوية في اللقاء الدولي من أجل السلام" في العاصمة الألمانية برلين، حينما ربط آمان واستقرار أوروبا باستقرار الشرق الأوسط، وقال: «المنطق الذي يُقرِّر أنَّه لا يَسلَمُ الكلُّ إلَّا إذا سَلمَ الجزء، يُقرِّر بنفسِ الدرجةِ أنَّه لا سلامَ في أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصَّةٍ: سلامُ فلسطين، ولا سلامَ في آسيا بدون سلام أفريقيا، ولا سلامَ في أمريكا الشمالية بدون سلامِ أمريكا الجنوبيَّة».

حمل الدكتور أحمد الطيب على عاتقه منذ توليه منصب شيخ الأزهر الدفاع عن حقوق الفلسطينيين واستنكاره الدائم للانتهاكات التي يتعرضون لها، فهو لا يتردد في إدانة القمع والعنف الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك من خلال تصريحاته القوية أو من خلال مشاركته في المنتديات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان.

كثيرًا ما اتخذ الطيب مواقف صارمة تجاه المطبعين أو الداعين لترسيخ قواعد الاحتلال، فمنذ عامين رفض مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، في العام 2017، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

استطاع الطيب من خلال موقعه في الأزهر الشريف أن يجمع المسلمين حول العالم على كلمة واحدة، ألا وهي رفض الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح، حتى أن مرصد الأزهر للفتاوى أعلن منذ أيام أن «المستوطنون لا ينطبق عليهم تصنيف المدنيين بل هم محتلون للأرض، مغتصبون للحقوق، منحرفون عن الصراط المستقيم الذي يتجسد به الأنبياء، معتدون على مدينة القدس التاريخية بما فيها من التراث الإسلامي والمسيحي».

عكست تصريحات شيخ الأزهر الشريف تجاه إسرائيل قناعته القوية بأن السلام والعدالة يجب أن تكون أساسًا للعلاقات بين الأمم والشعوب، وفي جل مواقفه يدين العنف والقمع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ويدعو إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

يمثل موقف الشيخ الأزهر الشريف من إسرائيل رمزًا للأمل والعدالة، إنه يستخدم صوته وموقعه البارز للتعبير عن الحق والعدالة، ولدعم الشعوب المظلومة، ودائمًا ما يناصر القضية الفلسطينية، والتي تعد قضية العرب والمسلمين.