«لديهم حمرة خجل».. استقالات مسؤولين بارزين تفضح دعم الغرب لإسرائيل في جرائمه

ذات مصر

استقال كريغ مخيبر، مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيويورك، وأكد في رسالته أن غزة تعد حالة مثالية للإبادة الجماعية، وشدد مخيبر، الذي عاش في غزة وعمل في مجال حقوق الإنسان للأمم المتحدة في التسعينيات، أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى تقدم غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا للجرائم التي ترتكبها إسرائيل.

سبب استقالة مسؤول أممي من منصبه

الاستقالات التي تخرج من الدول الغربية تثبت أن ما يزال هناك حمرة خجل لدى بعض المسؤولين الغربيين في ظل الهجمات الاحتلال الإسرائيلي على غزة من طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

في رسالته، التي بدأها ببيان يعترف فيه بأن هذا سيكون آخر اتصال رسمي له في منصبه، أشار مخيبر إلى أن الأمم المتحدة فشلت مرارًا وتكرارًا في وقف الإبادة الجماعية، بعد أن شهد ما جرى في رواندا والبوسنة ومعاناة الروهينغا في ميانمار.

وأضاف المسؤول الأممي: "أيها المفوض السامي، نحن نفشل مرة أخرى". وتم إرسال الرسالة إلى مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك في جنيف.

مدير مكتب شؤون الكونجرس يعترض على سياسات بايدن

استقالة المسؤولين الأوروبيين نتيجة الدعم غير المشروط لإسرائيل في جرائمها، تنوع بين أوروبا والولايات المتحدة، فالبداية كانت من البيت الأبيض الذي يعد الراعي الرئيسي للاحتلال في قطاع غزة، إذ تقديم استقالة مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية نتيجة لتعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع في قطاع غزة.

جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونجرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، كان أول من استقال من منصبه اعتراضا على سياسات أمريكا في في مساعدة إسرائيل على قتل الفلسطينيين.

وأعلن بول، والذي يعد مسؤولاً عن عمليات نقل الأسلحة، أنه غير قادر على دعم المزيد من المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، ووصف موقف واشنطن بأنه "رد فعل اندفاعي" يستند إلى "الإفلاس الفكري".

وبشأن ردود الفعل على هذا القرار، قال: "لقد تلقيت رسائل دعم لموقفي من الأفراد على جميع مستويات الحكومة الأميركية، وهذا يعطيني الأمل في أننا قريبون من نقطة حاسمة داخل الولايات المتحدة، ستؤدي بمرور الوقت إلى تغيير في نهجنا الحالي تجاه الصراع الحالي".

وفيما يتعلق برؤيته لعواقب التصعيد بين إسرائيل وحماس، أوضح المسؤول الأميركي البارز أن "النتيجة الأكثر إلحاحًا هي معاناة كبيرة لا تفيد أحدًا، سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين".

وأكد أنه "على المدى الطويل، يثير هذا التصعيد مخاوف من تعطيل فرص السلام الحقيقي، حيث يمكن للمجتمعات أن تعيش معًا بسلام في المستقبل".

قضى بول أكثر من 11 عامًا في وظيفته، حيث كان ينسق العلاقات مع الكونغرس ويتولى الرسائل العامة لمكتب رئيسي يعنى بالمساعدات العسكرية.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رحيل بول يشكل مؤشرًا نادرًا للانزعاج الداخلي من دعم الإدارة القوي لإسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

لارا فريدمان.. مسؤولة بارزة تلحق ببول

لم يكن بول وحده المسؤول الأمريكي الذي يعترض على سياسات بايدن، إذ أعلنت لارا فريدمان، المسؤولة بوزارة الخارجية الأميركية، استقالتها احتجاجا على السياسة الأميركية بحرب غزة.

وكانت تتولى فريدمان رئاسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، المعنية بتوجيه السياسات الأميركية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

استقالة مدير قمة الويب تضامنا مع فلسطين

فوبيا الاستقالة احتجاجا على همجية إسرائيل، أعلن بادي كوسجريف، المدير التنفيذي لقمة الويب، استقالته من منصبه يوم  بعد تعرضه لانتقادات بسبب موقفه من الصراع بين إسرائيل وغزة، مما دفع العديد من المؤسسات إلى سحب مشاركتها في القمة.

في منشوره في 13 أكتوبر، كتب كوسجريف: "تبقى جرائم الحرب جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن ندينها بنفس القدر".

بعد هذا المنشور، أعلنت عدة مؤسسات مرموقة انسحابها من المشاركة في القمة، بما في ذلك شركتي "ميتا"، وهي المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، وثريد، وألفابيت (جوجل).

وأعلن المنظمون في بيان بالبريد الإلكتروني يوم السبت أنه سيتم تعيين رئيس تنفيذي جديد لقمة الويب في أقرب وقت ممكن، وأن الحدث المقرر أن يبدأ في 13 نوفمبر في لشبونة سيستمر كما هو مخطط له، وفقًا لموقع وكالة بلومبرغ.

وقال كوسغريف في بيان: "للأسف، أصبحت تعليقاتي الشخصية مصدر إلهاء عن الحدث وفريقنا والرعاة والشركات الناشئة لدينا والأشخاص الحاضرين"، وأضاف "أعتذر بصدق مرة أخرى عن أي أذى تسببت فيه".