الصحة العالمية: أكبر مجمع صحي في غزة أصبح "خارج الخدمة".. والأوضاع "مروعة"

ذات مصر

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الأحد، إن أكبر مستشفى في غزة توقف عن العمل، وإن الوفيات بين المرضى في ارتفاع، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي العنيف على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينيةحماس.

وصرح مدير منظمة الصحة العالمية بأن المنظمة تمكنت من التحدث إلى العاملين في مجال الصحة في مستشفى الشفاء، الذين وصفوا الوضع "المروع والخطير" مع إطلاق النار المستمر والقصف مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الحرجة بالفعل.

وأضاف في منشور عبر “إكس”، "من المؤسف أن عدد وفيات المرضى ارتفع بشكل كبير"، مضيفا أن الشفاء "لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن"، داعيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.

وقال: "لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس"

وتحاصر القوات الإسرائيلية المستشفيات في شمال القطاع، بما في ذلك مجمع الشفاء.

وقال أفراد الطاقم الطبي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المستشفيات تتمكن بالكاد من رعاية من بداخلها، مع وفاة ثلاثة أطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء، فيما يواجه المزيد الخطر في ظل انقطاع التيار الكهربائي وسط قتال عنيف في المنطقة المحيطة بالمستشفى.

فيما تزعم إسرائيل أنها تستهدف مقاتلي حماس الذين شنوا هجمات مميتة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، مضيفة أن الحركة لديها مراكز قيادة تحت المستشفيات وبالقرب منها.

وتبرر إسرائيل القصف بقولها، إنها تحاول إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة احتجزهم مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر، وتقول إنه يجب إخلاء المستشفيات.

وتواصل القصف والمعارك في محيط مستشفيات غزة أمس الأحد، من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يحاول التوغل في أحياء شمال القطاع، ما يهدّد حياة آلاف العالقين في مرافق صحية واضطر مستشفيات أخرى لإجلاء المرضى الذين صاروا "في الشوارع بلا رعاية طبية"، حسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

وتتعرّض مناطق أخرى في قطاع غزة لقصف إسرائيلي، بعضها في الجنوب حيث وصل عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، ويصعب عليهم إيجاد مأوى وغذاء ودواء وماء في ظل حصار تفرضه إسرائيل ردّا على هجوم شنته حماس ضدها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأودى بنحو 1200 إسرائيلي.

وأعلنت حكومة قطاع غزة، أمس الأحد، أن 11 ألفا و180 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص.

وقال وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، إن إسرائيل دمّرت "بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء"، حيث لا يزال عشرات آلاف النازحين والجرحى والمرضى عالقين.

وذكر أبو الريش أن "خمسة أطفال رضّع" و"سبعة مرضى في العناية المكثفة" توفوا بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى الأكبر في غزة، مضيفا "نتوقع أن يتضاعف عدد الشهداء".

وأضاف أن "650 مريضا، وحوالى أربعين طفلا في الحاضنات، جميعهم مهددون بالموت، و15 ألف نازح" موجودون في هذا المستشفى.

وكان المستشفى أعلن أن ممرضين يلجأون إلى التنفس الاصطناعي اليدوي لإبقاء الرضّع أحياء، فيما أشار طبيب في منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن 17 مريضا موجودون في قسم العناية المركزة.

وأكد شهود داخل المستشفى وقوع غارة لم تتمكّن وكالة الأنباء الفرنسية  من التحقّق منها بشكل مستقل.

وكان مدير مجمّع الشفاء محمد أبو سلمية حذّر من أن "الطواقم الطبية عاجزة عن العمل، والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها".