حرب غزة: مؤشرات تمديد الهدنة.. من المستفيد؟

ذات مصر

مع دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، يومها الرابع والأخير، تسعى الأطراف الضالعة في الأزمة إلى تمديدها، وإطالة أمد الهدوءلخروج أكبر عدد ممكن سواء من الأسرى عند إسرائيل أو المحتجزين عند المقاومة.

ومنذ بداية الهدنة، يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يأمل في إطالة أمد الهدنة، في حين أعلنت مصر وقطر استمرار اتصالاتهما مع حماس وإسرائيل بهدف تمديد الهدنة، معربين عن أملهما وتفاؤلهما بإطالتها.

الدفع نحو الهدنة

في مساء اليوم الثالث للهدنة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تسعى لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة، بهدف زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين، كما ورد في اتفاق الهدنة.

كما قال مصدر قريب من حماس، أمس، إن الحركة "أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

وفيما قال الرئيس الأمريكي، إنه يأمل أن يتم تمديد الهدنة وإطالة أمده، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه أشار في حديثه مع الرئيس بايدن، إلى أنه يرحب بتمديد الهدنة المؤقتة، شرط الإفراج عن 10 رهائن يوميًا.

لكن نتنياهو أبلغ بايدن أيضًا أنه في نهاية الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس والتأكد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه، وبالطبع تحرير جميع الرهائن".

إلى هنا، كانت مصر تتواصل مع إسرائيل وحركة بحماس، لإطالة أمد الهدنة وخروج أكبر عدد من الأسرى والمحتجزين. كما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن تفاؤله بتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، لكنه قال إن ذلك "يعتمد على عدد المحتجزين النساء والأطفال الذين تتمكن حماس من تحديد أماكنهم".

يسعى وسطاء الأزمة، وهم مصر وقطر ومن خلفهما الولايات المتحدة، بتحفز إلى الدفع نحو استمرار الهدنة وضرورة الالتزام بها، كما أن الجو العام في تل أبيب ينبئ بالدفع نحو القبول بتمديد الهدنة، وضرورة إطالة أمد وقف إطلاق النار لحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.

إضعاف الجهود الإسرائيلية

وفي الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على غزة، أبدى مسؤولون عسكريون خشيتهم أن يؤدي طول الهدنة إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على "حماس" وهو هدف إسرائيل المعلن من عدوانها على غزة.

وبينما يعلن الجيش الإسرائيلي تصميمه على تحقيق هدفه بـ"القضاء" على حماس، يرى محللون أن الوقت ليس في صالح إسرائيل ولا الجيش الإسرائيلي كما هو الحال دائمًا، مشيرين إلى أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي بشأن استمرار الحرب.

ويقول الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب أريك رودنيتزكي، إن "الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

من جهة أخرى، يقول مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة بأن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر "لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا"، واصفًا الوضع بأنه "معضلة رهيبة".

من المستفيد؟

يرى البعض أن تمديد الهدنة من شأنه أن يزيد من عدد المحتجزين الذين ستفرج عنهم حركة حماس، لكنه يمنح الحركة هامشًا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال.

وفيما أعلن المتحدث باسم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، استعداد الحركة للتوصل بشكل جدي إلى صفقات جديدة، قال المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد، إن حماس "ستماطل مع الرهائن لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل"، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وقال "ميلاميد" إن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن "تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب".

وفيما يرى البعض أن تمديد الهدنة يُضعف الجهود الإسرائيلية، رأى محللون سياسيون أنه بالنسبة إلى حماس، فإن أي سيناريو لا يؤدي إلى إنهائها على الأرض، سيعتبر نصرًا، بغض النظر عن خسائرها المادية والبشرية والدمار الذي لحق بقطاع غزة.