حرب دبلوماسية بين السودان والإمارات ومحاولة لوقف صراع البرهان وحميدتي

ذات مصر

أعلنت وزارة الخارجية السودانية اليوم، أنها طلبت من 15 دبلوماسياً إماراتياً مغادرة السودان في غضون 48 ساعة، وصفتهم بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم.

جاء ذلك على خلفية التوترات المتبادلة بين البلدين، وذلك بعد طرد الملحق العسكري السوداني واثنين من زملائه من أبو ظبي أمس السبت.

وتشمل قائمة المطرودين التي أعلنتها وزارة الخارجية الإماراتية ما يلي: «الملحق العسكري السوداني العميد ركن أحمد عبد الرحمن البشير، ونائب الملحق العسكري السوداني المقدم الركن مدثر عثمان، ولملحق الثقافي السيد محمد الضير»

خطوة طرد الدبلوماسيين تعد غير مسبوقة في علاقات البلدين، حيث لم يحدث من قبل طرد دبلوماسيين أو استدعاؤهم منذ بداية العلاقات المشتركة بينهما.

لماذا توترت العلاقات بين الإمارات والسودان؟

تشهد العلاقات بين البلدين منذ اشتعال فتيل الحرب بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية) بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف أيضًا باسم "حميدتي" توترات شديدة لا سيما بعد اتهامات تواجه أبو ظبي بدعم وتمويل قوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها مع الجيش السوداني.

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في أغسطس الماضي أن الإمارات أرسلت شحنات من الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، إلا أن السلطات الإماراتية نفت هذه المزاعم.

وفيما يتعلق بالأنباء التي تفيد بوجود شحنات من الأسلحة في مساعدات الإمارات إلى السودان، فقد نفت الإمارات هذه المزاعم وأكدت أنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي.

اتهامات بتمويل الدعم السريع

وفي تطور آخر، اتهم مؤيدون للجيش ومسؤولون رفيعو المستوى الموالين لرئيس الجيش البرهان، الإمارات بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع شبه العسكرية حميدتي.

وقد تم توجيه انتقادات حادة من قبل مسؤولين سودانيين للإمارات، مع اتهامها بدعم قوات الدعم السريع ووصفها بأنها "دولة مافيا" من قبل مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق ياسر العطا.

وفي كلمة ألقاها العطا في 28 نوفمبر، وصف الإمارات العربية المتحدة بأنها "دولة مافيا"، في اتهام علني يعتبر الأول من نوعه من قبل مسؤول سوداني للسلطات الإماراتية.

وأضاف العطا، الذي كان يتحدث أمام أعضاء من جهاز المخابرات العامة في أم درمان، أن المعلومات التي وصلتهم من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية والدبلوماسية السودانية تشير إلى أن الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع عبر مطار أم جرس التشادي.

وجاءت تصريحات العطا قبل أيام من المشاركة المتوقعة للبرهان، في اجتماع رؤساء الدول بشأن المناخ والسلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي، المقرر عقده في دبي بالإمارات في الثالث من ديسمبر، وذلك على هامش قمة المناخ.

أشار الخبير في إدارة الأزمات والتفاوض، اللواء السابق بالجيش السوداني، أمين إسماعيل، إلى أن الاتهام الموجه من عضو مجلس السيادة السوداني إلى الإمارات لم يأتِ من فراغ، بل استند إلى أدلة ثابتة تم الحصول عليها من ثلاث جهات رسمية، وهي جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية والخارجية السودانية.

الاجتماع الأول منذ ٧ أشهر.. البرهان وحمديتي

على صعيد آخر، أعرب قادة ورؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" عن تفاؤلهم بالوصول إبى حل للأزمة السودانية بعد تلقيهم تأكيدات من قبل البرهاني وحميدتي المتنازعين، بالقبول بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف العدائيات.

وعُقد اجتماع استثنائي لقادة الإيغاد في جيبوتي، حيث يترأسها في الوقت الحالي، بحضور ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ودول جوار السودان والسعودية وقطر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

البرهان شارك في أعمال القمة بعد غيابه عن القمة السابقة التي عُقدت قبل أقل من شهرين من اندلاع الحرب الدامية، في حين شارك عبر الهاتف حميدتي مع رئيس جيبوتي اسماعيل غيلي.

ووفقًا للبيان الختامي للقمة، تمكن قادة الإيغاد من إقناع البرهان وحميدتي بإجراء لقاء مباشر بينهما بالإضافة إلى الالتزام بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.