منظمة الصحة العالمية تدعو لإغاثة غزة وتصف الوضع بـ"الكارثي"

ذات مصر

قالت منظمة الصحة العالمية إنه سيكون من شبه المستحيل تحسين الوضع الصحي الكارثي في غزة، حتى في حال إدخال مزيد من الإمدادات والأطقم الطبية إلى القطاع.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن الاحتياجات الطبية في غزة تزايدت، وإن خطر الأمراض تفاقم، بينما تقلص مستوى تغطية النظام الصحي إلى الثلث مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الحرب.

وأضاف أن أكثر من 17 ألف شخص لقوا حتفهم في غزة، بينهم 7 آلاف طفل، إضافة إلى أكثر من 48 ألف جريح، في حين دفن آخرون تحت أنقاض منازلهم، وما يصل إلى 1.9 مليون شخص أصبحوا نازحين ويبحثون عن مأوى في أي مكان يمكنهم العثور عليه، مؤكدا أنه لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمن في غزة.

وذكر أنه مع انتقال المزيد من السكان إلى منطقة صغيرة، فإن الاكتظاظ إلى جانب نقص الغذاء والماء والمأوى والصرف الصحي الكافي، يخلق الظروف المثالية لانتشار الأمراض الوبائية، مشيرا إلى أن هناك وحدة استحمام واحدة فقط لكل 700 شخص، ومرحاض واحد لكل 150 شخصا.

من جهته حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من انتشار المجاعة في كل قطاع غزة، وحمل المتحدث باسم المكتب المنظمات الدولية ومعها الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تدهور الوضع الإنساني وفقدان الأمن الغذائي والمائي.

وقال رئيس اتحاد لجان الإغاثة الطبية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن نصف سكان غزة الآن يتضورون جوعا، مضيفًا أن 350 ألف شخص أصيبوا بحالات عدوى، بينهم 115 ألفا يعانون من التهابات حادة في الجهاز التنفسي وليس لديهم ملابس دافئة أو أغطية أو سبل للحماية من المطر.

وأشار إلى أن الكثيرين يشتكون من مشكلات في المعدة بسبب قلة المياه النظيفة وعدم وجود ما يكفي من الوقود لغليها، مما يهدد بتفشي الزحار، وهو إسهال دموي، إضافة إلى التيفود والكوليرا.

مساعدات فورية

وتبنت منظمة الصحة العالمية قرارا يدعو إلى السماح بوصول الإغاثة الإنسانية الفورية ومن دون عوائق إلى قطاع غزة، بما في ذلك وصول العاملين في المجال الطبي ودخول المعدات الطبية ووسائل النقل والإمدادات.

ودعا القرار الذي قدمته أفغانستان والمغرب وقطر واليمن إلى منح تصاريح خروج للمرضى.

كما يسعى القرار إلى توفير الأدوية والمعدات الطبية للسكان المدنيين وتمكين جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم من الحصول على العلاج الطبي.

ولم تسجل واشنطن اعتراضها على القرار ولكنها سجلت تحفظات، معتبرة أن الدعوة لوقف إطلاق النار تسمح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتكرار ما حدث في السابع من أكتوبر.

وبدوره، شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على دعمه لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف دائم وعاجل لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لضمان إيصال المساعدات الحيوية إلى من يحتاجون إليها بشكل عاجل في قطاع غزة.

من جهتها دعت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إلى الوقف الفوري "للحرب الوحشية في غزة" وإدخال فوري وغير مشروط للوقود والمياه والمساعدات والإمدادات الطبية إلى القطاع.