بحثا عن بلد آمن.. «طوفان الأقصى» تجبر سكان إسرائيل على الهجرة

ذات مصر

تركت عملية طوفان الأقصى أثرًا كبيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث دفعت الكثير منهم إلى التفكير في الهجرة خارج الأراضي المحتلة بعد ما انهار نظامهم الأمني الذين ظلوا يفتخرون به زيفًا وادعاءً طوال السنوات السابقة، خاصة وأنهم يسكنوا في أرض ليست بأرضهم بعد ما احتل الكيان الصهيوني أرض فلسطين التاريخية في العام 1948.

حيث كشفت هذه العملية لهم هشاشة منظومتهم الأمنية وجيشهم الذي لا يُقهر، وفق ادعائهم، إذ شنت المقاومة الفلسطينية في غزة هجومًا علي قواعد الاحتلال العسكرية في منطقة غلاف غزة والذي تم احتلاله سلفًا في عام 1967 وقتلت العديد من جنود الاحتلال في هذه المعركة ما جعل شعورهم بالأمن يقل، خاصة ومع استمرار خسائر جيشهم في المعارك الضارية بينهم وبين كتائب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ بدء عمليتهم البرية على سكان القطاع.

وجاءت عملية طوفان الأقصى بعد سلسلة من انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال في العام 1948، في كافة الأراضي المحتلة وخاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك التي تحدث ليلًا مع النهار في ظل صمت عالمي مخزٍ على كل هذه الانتهاكات من قتل وسجن وظلم وانتهاكات جسدية على كافة أبناء الشعب الفلسطيني، بحيث يعتبرها الكثيرون بأن هذه العملية هي بداية النهاية للاحتلال في المنطقة، وأن سكان دولة الاحتلال سيفكرون جيدًا في الهجرة من الآن وصاعدًا.

 هجرة الإسرائيليين إلى البرتغال

 القناة الـ 12 الإسرائيلية، ذكرت اليوم الثلاثاء، أن العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات للجوء إلى البرتغال في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

وأوضحت القناة أن هؤلاء استغلوا إعلان البرتغال السماح لهم بالحصول على تأشيرات اللجوء، إذ يكفي توفر جواز سفر إسرائيلي للحصول على الموافقة للبقاء في البرتغال والعمل بشكل قانوني، وفق القناة.

وقد أشارت تقارير عبرية في وقت سابق إلى ارتفاع الإقبال على طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية، إذ سجلت زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين.

وبحسب تقرير القناة، فإن سهولة الحصول على تأشيرة لاجئ في البرتغال دفعت العديد من الإسرائيليين إلى اختيارها وجهة لطلب اللجوء والاستقرار لاحقا، حيث يتطلب الأمر فقط أن يمتلك المتقدم جواز سفر ساري المفعول ويذهب به إلى مكاتب الهجرة في لشبونة لكي يحصل على ذلك، إضافة إلى حصوله على تصريح عمل، حيث تستغرق العملية في المجمل يومًا واحدًا، لافتة إلى أنه وبعد أشهر من هذه الخطوة يمكن الحصول على تأشيرة لمدة 5 سنوات.

البرتغال وجهة محببة لليهود

كانت البرتغال وجهة الإسرائيليين المفضلة للحصول على جنسيتها، فقد أوردت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن أكثر من 20 ألف إسرائيلي سعوا إلى الحصول على الجنسية البرتغالية العام الماضي، وهو أكبر عدد لمجموعة أجنبية على مدى العامين الماضيين.

وأضافت الصحيفة أن عدد الإسرائيليين الذين يسعون إلى الحصول على جواز سفر برتغالي من خلال قانون صدر عام 2015 لأحفاد اليهود الذين طردوا خلال محاكم التفتيش بلغ 20 ألفا و975 في عام 2022، وفقا لإحصاءات دائرة الهجرة والحدود البرتغالية.

آثار طوفان الأقصى على هجرة مواطني دولة الاحتلال 

وقد أظهرت معطيات سلطة الهجرية والسكان بتل أبيب أن نحو 370 ألف إسرائيلي غادروا منذ بدء معركة طوفان الأقصى حتى نهاية نوفمبر الماضي.

وهاجر نحو 230 ألفا و309 إسرائيليين حتى نهاية أكتوبر الماضي، في حين غادر نحو 139 ألفا و839 خلال نوفمبر الماضي، حَسَبَ معطيات سلطة الهجرة والسكان التابعة لوزارة داخلية الاحتلال.