مع تزايد الضغوط الدولية.. إسرائيل على وشك القبول بالهدنة

ذات مصر

رغم تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته بمواصلة الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية، تواصلت الجهود والمساعي الدبلوماسية من أجل تسريع التوافق حول هدنة جديدة، تتيح تبادل الإفراج عن الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي هذا الإطار، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، ووزير الخارجية، محمد عبدالرحمن آل ثاني، الذي تتوسط بلاده بين الجانبين، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن مصدر "مطلع"، منتصف الأسبوع الماضي.

وعُقد اجتماع في أوروبا هو الأول من نوعه بين مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل وقطر، التي تتوسط بين تل أبيت وحماس منذ انهيار الهدنة التي استمرت سبعة أيام في أواخر نوفمبر الماضي.

ومن جانبها، جددت الدوحة في بيان، أمس السبت، تأكيدها بذل "جهودها الدبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية".

وفي شأن متصل، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها تل أبيب، اليوم الأحد، عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في القطاع المحاصر، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب المستمرة.

وفي الأثناء، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، أمس السبت، الصراع في غزة بأنه "حرب وجودية" يجب خوضها حتى النصر على الرغم من الضغوط والتكاليف، مضيفًا أن غزة ستكون منطقة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وقال إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح محتجزين في نوفمبر، متعهدًا بمواصلة الضغط العسكري المكثف على حماس وتدميرها، وفق تعبيره.

وأضاف أن "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء".

أزمة إنسانية

وكانت حركة حماس، شنت هجوما مفاجئا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 أسيرًا.

وفي المقابل، خلّف الهجوم الإسرائيلي المضاد ما يقرب من 19 ألف شهيد وفقا للسلطات الصحية في غزة كما تسبب في دفن الآلاف تحت الأنقاض.

وتصف منظمات الإغاثة الدمار الذي لحق بغزة ونزوح معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعيش الكثير منهم في خيام وملاجئ مؤقتة دون طعام أو مياه نظيفة، بأنه "أزمة إنسانية".

وخلال المؤتمر الصحفي، تجنب نتنياهو الرد على سؤال حول اجتماع المفاوضات، لكنه قال إنه أعطى تعليمات لفريق التفاوض.

وأضاف: "لدينا انتقادات جدية لقطر" في إشارة إلى علاقات الدوحة مع حماس وإيران العدو اللدود لإسرائيل.

وتابع "لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا"، وفق تعبيره.

في المقابل، تقول حماس إنها "تؤكد على موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء".

وتسبب قتل ثلاثة أسرى إسرائيليين بنيران قوات الاحتلال بطريق الخطأ إلى زيادة الضغط على نتنياهو لإيجاد سبيل للإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

وتزامنًا مع المؤتمر الصحفي لنتنياهو، نظم مئات الأشخاص احتجاجا في تل أبيب، وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها "أخرجوهم من الجحيم". وصاح أحد المتحدثين "أعيدوهم إلى ديارهم الآن!".

تداعيات الصراع

ميدانيا، ومع حلول ليل الأمس، أفاد سكان باشتداد حدة القتال في وسط مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط قصف للطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إحدى النازحات إلى رفح المتاخمة للحدود مع مصر "كل يوم الوضع بيصير أسوأ من اللي قبله، الأكل بيقل والميه بتصير أسوأ، بس الموت والدمار هم اللي بيزيدوا".

وفي سياق تداعيات الصراع، قالت جماعة الحوثي في اليمن، إنها هاجمت مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، وهو هجوم من بين عدة وقائع أفادت تقارير باستخدام طائرات مسيرة فيها بالمنطقة.

وأعلنت اثنتان من شركات الشحن الكبرى أنهما ستتوقفان عن استخدام قناة السويس بعدما كثفت جماعة الحوثي اليمنية هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ومن جهتها، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن المدمرة كارني أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر.

وقالت بريطانيا إن إحدى سفنها الحربية أسقطت طائرة مسيرة يشتبه أنها هجومية كانت تستهدف الشحن التجاري.