حرب غزة على «شفا النهاية».. ومصر ستدخل القطاع دون تنسيق لو تعنت نتنياهو

ذات مصر

باتت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على «شفا النهاية» في ظل المتغيرات العسكرية والسياسية التي شهدتها الحرب في الأسابيع الأخيرة، واقتراب الوضع الإقليمي من الانفجار مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق أهالي القطاع الباسل.

«مقترح القاهرة»

القيادة السياسية في مصر قدمت مقترحًا لإنهاء الوضع المتفجر داخل القطاع، في محاولة لتخفيف الحرب على المدنيين في القطاع، ووقف القصف الإسرائيلي عليهم، بالإضافة إلى الاقتراب الإسرائيلي من الحدود المصرية من قطاع غزة.

المقترح المصري -وفق تقارير محلية وعالمية- يستند على عدد من المحاور، ويسير بمراحل زمنية وضوابط محددة تقضي في النهاية إلى رحيل كافة جنود الاحتلال عن القطاع ووقف الحرب.

لم يصدر تصريح رسمي مصري بشأن المقترح، لكن أكده رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، في تصريحات صحفية، مشيرًا إلى أن مصر طرحت بالفعل إطارًا لمقترح في محاولة تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية، سعيًا وراء حقن الدماء الفلسطينية، ووقف العدوان على القطاع، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة.

وأوضح رشوان أن المقترح يتضمن 3 مراحل متتالية ومرتبطة معا، وتنتهي إلى وقف إطلاق النار، مبينًا أن صياغة هذا الإطار تمت بعد استماع مصر لوجهات نظر كل الأطراف المعنية بهذا الإطار.

بنود المقترح المصري

ينص المقترح المصري على طرح تنفيذ هدن إنسانية مؤقتة لفترات زمنية قصيرة يتم خلالها وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بشكل مكثف، وإتمام صفقات لتبادل الأسرى. 

وخلال المرحلة الأولى ستعلن هدنة إنسانية لمدة 10 أيام إلى أسبوعين تفرِج خلالها "حماس" عن الأسرى من النساء والأطفال والمرضى مقابل إفراج إسرائيل عن عدد يُتَفق عليه من السجناء الفلسطينيين لديها.

وخلال هذه الفترة سيتوقف إطلاق النار توقفًا كاملا في قطاع غزة كافة من الجانبين كليهما كما سيُعاد نشر القوات الإسرائيلية بعيداً عن محيط التجمعات السكنية، وسيُسمح بحرية حركة المواطنين من الجنوب للشمال، كذلك حركة السيارات والشاحنات، في وقتٍ تلتزم فيه حركة حماس بوقف كافة أشكال العمليات تجاه إسرائيل. 

وينص المقترح على إيقاف إسرائيل جميع أشكال النشاط الجوي الإسرائيلي بما في ذلك المُسيرات وطائرات الاستطلاع، مع تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية والمحروقات والأغذية دون استثناء شمال القطاع. 

وتمتد المرحلة الثانية من المصري لنحو أسبوع، وتتضمن الإفراج عن كافة المُجندات الإسرائيليات المحتجزات لدى حركة حماس مقابل عدد يتفق عليه من الجانبين من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل، وكذلك تسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى الجانبين منذ بدء عملية طوفان الأقصى. 

وتمتد المرحلة الثالثة إلى نحو شهر كامل يجري خلاله التفاوض حول إفراج حماس عن جميع الجنود الإسرائيليين لديها مقابل قيام إسرائيل بالإفراج عن عدد يُتَفق عليه بين الجانبين من السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، على أن يُعاد خلال هذه المرحلة انتشار القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، ويستمر وقف جميع الأنشطة الجوية وتلتزم حماس بوقف كافة الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل.

رد المقاومة

وفق مصادر فلسطينية ومصرية، لم ترفض حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بجناحيها العسكري والسياسي، المقترح المصري، لكنها أبدت تحفظها على بعض البنود والتي جرى إضافة بعضها إلى المقترح، بالإضافة إلى إرجاء حسم مصير الباقي.

واشترطت «المقاومة»، أن ينتهي المقترح المصري بوقف كامل للحرب الإسرائيلية على القطاع، بالإضافة إلى رحيل كافة الجنود الإسرائيليين عن حدود القطاع بالكامل، وعدم العودة إليه مستقبلًا تحت أي ظرف من قبل دولة الاحتلال.

وشددت المصادر على أن «حماس» تمسكت باستمرارها في قيادة الأوضاع داخل القطاع بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مع اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة والضمانات لإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالمقترح.

الرفض الإسرائيلي والضغط الأمريكي

على الجانب الآخر، لم يلق الاقتراح المصري قبولًا لدى دولة الاحتلال، فأكدرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تمسكه بتحقيق كافة الأهداف الإسرائيلية من الحرب، والمتمثلة في القضاء على حماس، وخروجها من المشهد السياسي الفلسطيني.

نتنياهو، شدد على ضرورة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في القطاع، واستئصال بجذور التطرف في المجتمع الفلسطيني، لضمان عدم تعرض دولة الاحتلال لأي عمل عسكري في المستقبل من قبل قطاع غزة.
في الوقت نفسه، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على نتنياهو والحكومة الإسرائيلية للقبول بالمقترح المصري، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 أشهر، خصوصًا في ظل القصف الإسرائيلي الذي أدى لاستشهاد نحو 22 ألف فلسطيني حتى الآن.

وأشار بايدن في مكالمته الأخيرة مع نتنياهو والتي أغلق الخط خلالها في وجه نتنياهو بقوله المكالمة انتهت، إلى أن الإدارة الأمريكية ستكون مشغولة بإجراء الانتخابات الرئاسية بها خلال الفترة المقبلة، ولن تتمكن من استكمال دعمها لدولة الاحتلال بالشكل الكاف.

وشددت المصادر على أن أمريكا باتت تمارس ضغوطًا كبيرة على دولة الاحتلال لإنهاء الحرب ووضع حد للحرج الذي تتعرض له داخليًا وخارجيًا وبات يهدد استمرار بايدن في قيادة البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة.

تهديد مصري

ومع الرفض الإسرائيلي، أرسلت مصر عبر الولايات المتحدة رسائل حادة لدولة الاحتلال بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، وإمكانية تدخلها إلى قطاع غزة حال استمرار الحرب، وعدم موافقة إسرائيل على مقترحها.

وقالت المصادر، إن رسائل الإدارة المصرية كانت «حاسمة»، وأن القاهرة هددت بدخول قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى أهالي القطاع دون تنسيق مع الاحتلال، وقدرتها على حماية القوافل ضد أي هجمة قد تشنها إسرائيل.

وأوضحت المصادر، أن مصر ترفض سيطرة دولة الاحتلال على القطاع بالكامل، واستمرار العمليات العسكرية، مبينةً أن القيادة المصرية أبلغت واشنطن بالمخاطر التي قد تدفعها إلى التدخل لوقف الحرب، وإنهاء العدوان الإسرائيلي.