مندوب فلسطين بالجامعة العربية: رفض التهجير يجب ألا يقتصر على المواقف الشفهية

ذات مصر

قال مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، إن التصدي لتهجير الشعب الفلسطيني يجب ألا يبقى محصورا في البيانات والمواقف الشفهية الرافضة له، بل يجب أن يتم من خلال إلزام إسرائيل بسلسلة خطوات تشمل الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وكافة عمليات القصف والتدمير والقتل ورفع الحصار، وضمان تدفق الإغاثة إلى كامل قطاع غز.

ونوه خلال الاجتماع غير العادي الذي عقده الاثنين مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، إلى ضرورة دخول المنظمات الدولية الإغاثية إلى القطاع، وإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية، وسرعة تأهيل البنية التحتية الأساسية، والسماح بعودة الحياة وتنقل المواطنين الفلسطينيين في كل الاتجاهات داخل قطاع غزة.

وأضاف مندوب فلسطين، أن قوات الاحتلال ترتكب حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قائلا: “إسرائيل، لم تعد قوة احتلال غير قانوني فقط، ولا نظام فصل عنصري فقط، لكنها أضافت لتاريخها الحافل بالجرائم مرحلة دموية جديدة، وهي جريمة الإبادة الجماعية عن سابق نية وقصد وإصرار”.

وأوضح أن الهدف الإسرائيلي الأول ليس القضاء على المقاومة في غزة، ولكن تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، والحد من تفوقه الديمغرافي في أرض فلسطين التاريخية، وأن السياسات والجرائم الإسرائيلية عملت على نحو ممنهج لتحويل غزة إلى أرض محروقة، ومكان غير قابل للحياة البشرية بالمطلق.

واعتبر العكلوك أن الأمر لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، ولكنه امتد لسنوات طويلة من الحصار منذ عام 2007.

وتابع: “منذ بداية العدوان الإسرائيلي، تم تهجير نحو مليوني مواطن فلسطيني من بيوتهم، وأصبحوا نازحين داخل قطاع غزة، وتتجلى النوايا الإسرائيلية واضحة لاستكمال تهجيرهم خارج الأرض الفلسطينية عبر دفعهم منهجياً نحو أقصى جنوب قطاع غزة على مقربة من الحدود مع مصر، وهذا ما يمارسه جيش الاحتلال عبر القوة الغاشمة، وهذا ما يعلنه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزراءه المتطرفون من نوايا ومطالبات متكررة، وهذا ما أعلنته وكالة الأونروا من أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأكبر تهجير قسري منذ النكبة عام 1948”.

وأكد أنه على مدى 108 أيام، أبادت إسرائيل 25 ألف فلسطيني، وجرحت أكثر من 62 ألفا، وخلفت تحت أنقاض البيوت التي دمرتها أكثر من 7 آلاف مفقود، وأن 70 في المئة من ضحايا الإبادة الجماعية في غزة هم من الأطفال والنساء.

وتابع: “سياسة التهويد والهيمنة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة، والتي تشمل هدم البيوت بوتيرة غير مسبوقة، وإضافة آلاف الوحدات الاستيطانية غير الشرعية داخل أحياء مدينة القدس المحتلة تتصاعد وتستمر فيما لا تبالي إسرائيل باستفزاز مشاعر الأمة الإسلامية، وإذكاء الصراع الديني والإمعان في تعريض الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة والعالم للخطر الداهم”.

وانتقد العكلوك المنظومة الدولية التي تسترت على بشاعة الجرائم الإسرائيلية، وقال: “تتعرض إلى اهتزاز قوي، سيؤدي لسقوط الأقنعة الزائفة، ويتم إنقاذ العدالة التائهة والإنسانية النازفة، أو أن تفلت إسرائيل مرة أخرى من العقاب وتضمن الحصانة، فتسقط آخر فرصة للعدالة ويسقط معها الأمل بالنظام الدولي، لكن الأكيد أننا بدأنا نشهد نهاية إسرائيل، كنظام احتلال وفصل عنصري، يمارس الاضطهاد والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.

ودعا العكلوك إلى تشكيل لجنة عربية مؤقتة مفتوحة العضوية من المندوبين الدائمين والأمانة العامة، لدراسة إجراءات عربية يمكن القيام بها على المستويات القانونية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، من قبل الدول والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني العربية، من أجل تفعيل وتنفيذ مضامين هذا القرار، وإصدار تقريرها وتعميمه على الدول الأعضاء خلال أسبوع من تاريخه.