بعد دعوة الجزائر لاجتماع مجلس الأمن.. ما سيناريوهات الموقف الأمريكي بشأن غزة؟

ذات مصر

عقب دعوة الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء المقبل، بدأ مراقبون ومحللون بمحاولة رسم سيناريوهات محتملة للموقف الأمريكي حصرًا في حال توفر فرص استعمال حق النقض "الفيتو" ضد أي قرار سريع للمجلس يقتضي "تنفيذًا فوريًا" لتوصيات مجلس الأمن.

تشير تقديرات الخبراء إلى أن نعومة بيان وزارة الخارجية الأمريكية، تؤشر على أن إدراة الرئيس جو بايدن بدأت بدورها تبحث عن صيغة "الامتناع عن التصويت"، وسط آراء تفيد بأن المندوب الأمريكي قد "لا يملك" استعمال الفيتو أساسًا؛ لأن ذلك يعني توريط بلاده في تهمة "الإبادة"، منوهًا بأن قرار محكمة العدل الدولية "ينسجم مع الرؤية الأمريكية".

محاولات التسييس

وحذّر رئيس الوزراء الأردني السابق، وأحد خبراء محكمة العدل الدولية ونائب رئيسها لعدة سنوات، الدكتور عون الخصاونة، من "بعض الاجتهادات التفسيرية التي ستحاول بعض الأطراف تسيسها"، مشيرًا إلى أن المحكمة لديها القدرة والصلاحية للحسم والتوضيح.

وفي تصريحات صحفية للخصاونة، قدّر أن صلاحية الفيتو بعد محكمة العدل لا ينبغي أن تستعمل في "الجوانب الإجرائية، عندما يتعلق الأمر بإجراءات تنفيذية واحترازية لقرارات المحكمة وهي أعلى هيئة قضائية دولية يفترض أنه لا مكان لاستعمال الفيتو".

تكلفة باهظة

ويرى خبراء أن استعمال الفيتو أمر مكلف سياسيًا ويظهر النزعة الأمريكية العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، غير أنه يبقى "احتمالًا واردًا" ولا يوجد ما يمنعه إذا توفرت أسس الصلافة الأمريكية المعروفة للجميع.

ويوافق ناشطون على أن الكلفة التي ستتحملها إدارة بايدن في الداخل وفي ملف العزلة الدولية، ستكون باهظة الآن، وقد يزيدها قرار محكمة العدل الدولية؛ إذ إن كثيرًا من توصيات الجمعية العمومية أظهرت سابقا لقرار لاهاي، بأن إدارة بايدن في عزلة.

تنسيق المجموعة العربية

ومع طلب الجزائر عقد جلسة لمجلس الأمن، بدأت عملية التنسيق وخطة المجموعة العربية التي تتضمن "التقاط قرار المحكمة الإيجابي والتاريخي، والتوجه فورا إلى مجلس الأمن وفي حال الإخفاق في إلزام المجلس بـ"إجراءات واحترازات" أهمها إدخال المساعدات ووقف الأعمال العسكرية، سيتم التوجه وفورا إلى الجمعية العمومية"، وفق ما صرح به سابقا وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي.

وتبدو الخطة جاهزة ونشطة ومتفقا "على جزء منها" مع دول أوروبية، لكنها توحي بأن أصدقاء الولايات المتحدة العرب "ليس لديهم الثقة بأن المندوب الأمريكي لن يستعمل الفيتو" خصوصا مع تذكير كثيرين بقرارات سابقة لمحكمة العدل الدولية، التي سبق وأن قررت روسيا "عدم التجاوب معها".

ويرى البعض أن التقدير الأرجح في هذه الحالة، يشير إلى أن تل أبيب سترفض الالتزام بمساعدة من الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، رد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على قرار محكمة العدل الدولية، الذي يقضي بأن تتخذ إسرائيل تدابيرًا لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، بأن تل أبيب "ستواصل الحرب" على القطاع، مضيفا أن المحكمة "لم تطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الحين "26 ألفًا و422 شهيدًا، و65 ألفًا و87 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.