حلم الغرب لتأمين إسرائيل.. دولة فلسطينية منزوعة السلاح

ذات مصر

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن تفكير بلاده في  الموافقة على الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن بشرط أن تكون منزوعة السلاح، حتى يضمن أمن إسرائيل.

دولة منزوعة السلاح تعريف غير شائع في المنطقة العربية، إذ تمتلك كل دولة جيشها ومنظومتها العسكرية لمواجهة أي أخطار تهدد أمنها وسلامة مواطنيها.

ما معنى دولة منزوعة السلاح؟

يعرف موقع أكسفورد للقانون الدولي، "نزع السلاح" على أنه تخفيض أو إلغاء التسلح والوجود العسكري في منطقة محددة، بما في ذلك تفكيك الأسلحة والذخيرة والقوات المسلحة لتخرج من نطاق الاستخدام العسكري.

ويمكن إنشاء المناطق المنزوعة السلاح بناءً على اتفاق شفهي أو كتابي في أوقات السلم أو أثناء النزاع المسلح.

كما يشير "التجريد من السلاح" أيضًا إلى عملية تقليل نفوذ الجيش في دولة ومجتمع معين.

ووفقًا للأمم المتحدة، تعتبر "المناطق المجردة من السلاح" الأماكن التي يحظر فيها وجود أي مقاتلين أو أسلحة أو معدات أو مرافق عسكرية، وحيث لا يجوز أن تنطلق منها أي أعمال أو نشاطات عدوانية تتصل بالعمليات العسكرية.

ووفقًا للصليب الأحمر، تعتبر المنطقة "منزوعة السلاح" منطقة تم الاتفاق عليها بين أطراف النزاع المسلح، ولا يجوز لأي طرف في النزاع احتلالها أو استخدامها لأغراض عسكرية.

شروط إقامة منطقة منزوعة السلاح

تتضمن شروط "المنطقة المنزوعة السلاح" إجلاء جميع المقاتلين والأسلحة والمعدات العسكرية المتنقلة، ويجب ألا تستخدم المنشآت أو المؤسسات العسكرية الثابتة بشكل عدائي، ويجب أن تتوقف جميع الأنشطة المرتبطة بالجهود العسكرية.

ووفقًا لتقرير مركز القدس للشؤون العامة، يهدف "نزع السلاح" إلى منع تهديدات الأمن العسكرية ضد إسرائيل، بما في ذلك المقاومة عبر الأراضي الفلسطينية والدولة الفلسطينية المستقبلية.

رحبت حركة فتح بالاقتراحات المعنية بضم غزة للسلطة في رام الله وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في حين لم يرد أو يبدي أي مسؤول في حركات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم «حماس» رد فعل على هذا الاقتراح المجحف.

البرادعي يرفض الفكرة

انتقد الدكتور محمد البرادعي، رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق، اقتراح نزع السلاح من الدولة الفلسطينية، وقال: بالطبع سيكون القرار النهائي بالنسبة لتفاصيل قيام الدولة الفلسطينية بيد الشعب الفلسطيني وممثليه، ولكني لا أفهم ولا أجد أي مبرر أو منطق لما ما يتردد في الغرب وفي العالم العربي من أنها ستكون دولة منزوعة السلاح !"

وأضاف خلال تغريدة على موقع «إكس»: هل قام الشعب الفلسطيني بحرب عدوانية ضد إسرائيل تستدعي منعه من أن يكون لدولته جيشا يحميها؟ وحتى دول المحور ( اليابان والمانيا وايطاليا) التي هزمت في الحرب العالمية الثانية لديها جيوش دفاعية".

وأشار البرادعي إلى الانتقائية لدى الغرب فيما يخص نزع السلاح من الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين، وأوضح: لماذا يكون أمن إسرائيل وهي الدولة التي تمتلك السلاح النووي على حساب أمن الدولة الفلسطينية ؟ وكما هو معروف فى نظريات الأمن الدولي فإن الأمن "المثالي" لدولة معناه الانتقاص من أمن دولة أخرى.

وهل لا توجد اعتبارات أمنية للدولة الفلسطينية المستقلة - على ضوء ما رأيناه مؤخرا  من سياسات عدوانية من جانب المستوطنين وغيرهم والتي تستدعي أن يكون لها جيش يحميها؟

وتابع: كما ذكرت مراراً فإن السلام في الشرق الأوسط يتطلب بالتوازي منظومة أمن إقليمي يكفل الأمن لكل دول المنطقة على قدم المساواة بما في ذلك إخلاء المنطقة من سلاح إسرائيل النووي وكل أسلحة الدمار الشامل، وحتى هذا الوقت علينا أن نكف عن الحديث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وهو حديث خاطئ ومهين ومضر بالأمن العربي.

دول منزوعة السلاح حول العالم

قليلا ما يسمع البعض بدولة منزوعة السلاح أو لا تمتلك دفاعات عسكرية، ومنها، كوستاريكا: تعتبر كوستاريكا واحدة من الدول القليلة في العالم التي تمتلك دستورًا يحظر تشكيل قوات عسكرية دائمة. في عام 1949، تم تضمين هذا الحظر في دستور البلاد بعد نزاع مسلح دام منذ عقود. وبالتالي، فإن كوستاريكا تعتبر دولة منزوعة السلاح.

كذلك، دولة بالاو: تقع جمهورية بالاو في المحيط الهادئ وتعد دولة صغيرة. بعد استقلالها عن الولايات المتحدة عام 1994، اختارت بالاو أن تكون دولة منزوعة السلاح. وبموجب الدستور، فإنه يحظر على بالاو الحفاظ على أي جيش دائم.

ودولة نيوزيلندا، على الرغم من أنها لديها قوات دفاعية، إلا أنها تعتبر منزوعة السلاح في المعنى الدستوري.

وفي عام 1987، تم تمرير قانون يحظر حمل الأسلحة النارية بدون ترخيص، باستثناء الحالات المحددة. وتعتبر هذه السياسة جزءًا من الثقافة النيوزيلندية المعروفة برفاهية الدولة وتركيزها على السلام والأمان.

خيارات أوروبية لتأمين دولة الاحتلال

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن هناك خطوات يجب اتخاذها قبل الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأفاد سوناك بأنه يجب إزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من قطاع غزة وإقامة حكومة فلسطينية في غزة والضفة الغربية وهو ما يدعم حلم الدول الغربية في تأمين دول الاحتلال.

ويرى سوناك أن وضع خطة ملموسة لإصلاح السلطة الفلسطينية ودعمها أمر ضروري، فضلا عن العمل على إعداد خطة لإعادة بناء قطاع غزة.

وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن طلب من الوزارة مراجعة الخيارات المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطينية.

وأشار الموقع إلى أنه تم طلب مراجعة شكل دولة فلسطينية منزوعة السلاح استنادًا إلى نماذج أخرى في العالم.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن الهدف من المراجعة هو النظر في الخيارات المتاحة لتنفيذ حل الدولتين بطريقة تضمن أمن إسرائيل.

وأشار الموقع إلى أن السياسة الأميركية القائمة منذ فترة طويلة هي أن أي اعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب في الأمم المتحدة، وأن هذه السياسة لم تتغير.