انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024|ترامب وبايدن.. عقل واشنطن في خطر

ذات مصر

أثارت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، جدلًا مختلفًا عن غيرها، فلم يتصدر الحديث هذا العام عن وعود المرشحين الاقتصادية وسياستهم الداخلية والخارجية، بل تبدل الوضع للحديث عن القدرة الصحية والذهنية للمرشحين لرئاسة البيت الأبيض.

القدرات الذهنية والعقلية للرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، 81 عامًا، ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، 77 عامًا، أثارت تفاعلًا كبيرًا، خصوصًا بعد صدور تقرير يشير إلى أن الأول يعاني من مشاكل صحية تتعلق بالذاكرة.

هفوات بايدن «المثيرة»

هفوات بايدن المستمرة فتحت الباب للحديث حول قدراته العقلية بعد تجاوزه الـ80 عامًا، فالرجل القابع في البيت الأبيض منذ 4 سنوات، صرح بأن الرئيس المكسيكي، عبدالفتاح السيسي، بدلًا من الرئيس المصري، هو من منع إدخال المساعدات إلى غزة مع بدء الحرب.

لم تكن هذه سقطة بايدن الوحيدة، فقال إنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بدلا من الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، أثناء تطرقه للحديث أيضا عن قمة مجموعة السبع نفسها التي عقدت في يونيو 2021، وتلاهما حديث عن لقاء عقده مع المستشار الألماني، هيلموت كول الذي توفي عام 2017 بدلًا من أنجيلا ميركل.

“مسن ضعيف الذاكرة”

والخميس الماضي، صدر تقرير من مستشار خاص لوزارة العدل قال فيه إن ذاكرة بايدن ضعيفة، مما أعاد القضية إلى الواجهة مرة أخرى.

وقال المحقق الخاص روبرت هور في تقريره إنه اختار عدم توجيه اتهامات جنائية لبايدن بعد تحقيق استمر 15 شهرا في تعامله مع وثائق سرية "نظرا لتعاون الرئيس"، مشيرًا إلى أنه سيكون من الصعب إدانة الرئيس الديمقراطي الحالي، واصفًا إياه بأنه "رجل مسن حسن النية وذاكرته ضعيفة" ولم يستطع أن يذكر للمحققين تاريخ وفاة ابنه بو بايدن.

وقال ترامب، خلال تجمع حاشد في كونواي بولاية كارولينا الجنوبية، إن تقرير هور أظهر أن بايدن "غير مناسب للعمل كقائد أعلى لنا".

في المقابل، نفى بايدن بغضب مزاعم هور بشأن ذاكرته، قائلا في ظهوره بالبيت الأبيض مساء الخميس "ذاكرتي جيدة".

وواصل البيت الأبيض هجومه الشامل على ترامب فيما يتعلق بعمره وقدرته الذهنية، بعد أن خلط ترامب مؤخرا بين عدد من الأسماء، بالإضافة إلى زلات لفظية.

وقال المتحدث باسم بايدن، تي. جيه دكلو، "في كل مرة يفتح فيها دونالد ترامب فمه، يكون مشوشا أو مختلا أو كاذبا أو ما هو أسوأ من ذلك".

ترامب «الطاعن في السن»

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، طاله جزء من الحديث عن قدراته الصحية والذهنية خصوصًا مع وصوله لسن الـ77 عامًا، وتحدثت منافسته في الحزب الجمهوري، نيكي هيلي، 52 عامًا، عن افتقاره لمقومات منصب رئاسة أقوى دولة في العالم.

نيكي، أشارت إلى أن ترامب يفتقر للقدرة الذهنية لشغل منصب الرئاسة، منوهةً يعاني من قصور ذهني، مضيفة  أنه طاعن في السن للدرجة التي تجعله غير مناسب للرئاسة.

وتواجه هيلي ترامب في الانتخابات التمهيدية المقررة بكارولينا الجنوبية في 24 فبراير الجاري، لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة.

ترامب الأوفر حظًا

وترامب هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، بعد انتصاراته في الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا والانتخابات التمهيدية في نيوهامشر الشهر الماضي، وفي الانتخابات التمهيدية في نيفادا هذا الأسبوع.

ووصف ترامب هيلي، وهي سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة، بأنها "عقل عصفور" و"ميتة دماغيا" في إشارة إلى أنها لا تملك القدرة العقلية لدخول البيت الأبيض.

ومن جانبها، وصفت هيلي بايدن بأنه "غير مؤهل"، واستشهدت أيضا بخطاب ترامب الأخير حيث خلط بينها وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي.

وقالت هيلي للصحفيين "الأمر أكبر من مجرد جو بايدن. وسواء كان دونالد ترامب هو الذي خلط بيني وبين نانسي بيلوسي.. فقد حان الوقت لزعيم جديد".

الناخبون يشككون

أصبحت مسألة الكفاءة العقلية للمرشح موضوعا رئيسيا في الحملة الرئاسية هذا العام. ويعد بايدن (81 عاما) وترامب (77 عاما) أكبر رجلين تم انتخابهما للرئاسة على التوالي.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في سبتمبر الماضي، أن 77% من المشاركين يتفقون مع القول بأن بايدن غير مناسب للرئاسة بسبب عامل السن، بينما قال 56% الشيء نفسه عن ترامب.

ودعت هيلي (52 عاما) إلى إجراء اختبارات الكفاءة العقلية للمرشحين الرئاسيين الذين تزيد أعمارهم على 75 عاما.