إسرائيل تحضر بخطة مرنة.. ماذا يحدث في مفاوضات القاهرة؟

ذات مصر

قبل أن تحدث كارثة إنسانية في رفح، احتضنت القاهرة اجتماع رباعي جمع ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وديفيد برنيع، رئيس الموساد، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، مع مسؤولين مصريين لمناقشة الوضع الحالي للهدوء في قطاع غزة.

لم يكن اجتماع القاهرة متوقعا أن يحدث حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الإثنين، لكن بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مدير الاستخبارات الأمريكية ظهر اليوم بدأت بوادر إتمام أطراف الاجتماع تظهر وذلك في ظل توترات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعد تعثر مفاوضات باريس.

إسرائيل المترددة

أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" اليوم أن إسرائيل وضعت مسودة جديدة للاتفاق المقترح لإطلاق سراح الرهائن، ومن المقرر عرضها في اجتماع القاهرة الذي يهدف إلى تحقيق الهدوء في قطاع غزة.

ووفقًا للهيئة، فإن المسودة الجديدة تظهر بعض المرونة من جانب إسرائيل، مع الأمل في تحقيق تقدم في المفاوضات بعدما رفضت شروط المقاومة في مفاوضات باريس ووصفتها بأنها «مستحيلة»، وأشارت تقارير إلى أن دولة الاحتلال سوف تقدم مسودة تحتوي على خطة أكثر مرونة عن سابقتها التي قدمت في باريس.

وضم وفد إسرائيل في اجتماع القاهرة رؤساء وكالتي الاستخبارات (الموساد) والأمن العام (الشاباك)، بالإضافة إلى أوفير فالك، المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ومع ذلك، فإن العقيد (المتقاعد) نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الرهائن نيابة عن الجيش الإسرائيلي، لم يحضر أو شارك في محادثات القاهرة، علماً بأنه كان موجودًا في اجتماع سابق في باريس في شهر فبراير الحالي.

وقف إطلاق النار رأس أولويات «حماس»

أبدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رغبتها بالتوصل لاتفاق تبادل أسرى لكن بشرط وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وذلك بحسب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة.

ووفقًا لبيان صادر عن "حماس"، أكد هنية خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الدوحة ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وجرائمه ضد أهالي غزة والضفة الغربية، وإرسال المساعدات الإنسانية على الفور لأهالي غزة.

وذكر البيان أن الجانبين ناقشا التطورات الجارية في حرب غزة على الصعيد السياسي والميداني.

ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى قطر يوم الاثنين حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتشاوروا بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

جولة مفاوضات جديدة

في الفترة الماضية تعثرت جهود التوصل إلى اتفاق بين قطر والولايات المتحدة ومصر، حيث لم تحقق وساطة هذه الدول نتائج إيجابية بسبب تباين واضح في المواقف بين حماس وإسرائيل.

من جهتها، ترفض إسرائيل وقف الحرب ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أكد التزامه بمواصلة القتال حتى تحقيق "النصر الكامل"، وأصر على أن الضغط العسكري القوي هو السبيل لضمان حرية الرهائن.

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤول مصري كبير أن وسطاء القاهرة حققوا تقدمًا "مهمًا نسبيًا" في المفاوضات بين إسرائيل وحماس قبل الاجتماع المقرر في القاهرة اليوم.

ومن المقرر أن يتركز الاجتماع على "صياغة مسودة نهائية" لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، مع توفير ضمانات بأن الأطراف ستواصل المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.