بعد عامين على حرب روسيا وأوكرانيا.. هل حققت موسكو أهدافها؟

ذات مصر

مضت سنتان منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، ولا يوجد مؤشر على اقتراب نهايتها في الوقت الحالي.

لا توجد ترجمة للسلام بين أوكرانيا وروسيا أو أيٍّ من حلفائهما.

في وقت، تصر فيه أوكرانيا على حقها في استعادة جميع أراضيها ضمن حدودها الدولية المعترف بها، وطرد القوات الروسية من تلك الحدود، لا تزال روسيا بقيادة فلاديمير بوتين تعتبر أوكرانيا دولة غير قانونية، وبالتالي فإن القوات الروسية ستستمر في عملياتها حتى تحقيق أهدافها.

بعد عدة أشهر من الاجتياح الروسي الشامل قبل عامين، تمكنت القوات الأوكرانية من صد القوات الروسية في شمال البلاد وحول العاصمة كييف، واستعادت في وقت لاحق أجزاء كبيرة من الأراضي في الشرق والجنوب.

وفي الوقت الحاضر، تحتل القوات الروسية مواقع قوية، في حين يزعم الأوكرانيون أن ذخائرهم تنفد.

يعتقد الكثيرون أن أوكرانيا تواجه وضعًا عسكريًا صعبًا - بما في ذلك إقالة القائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني، بالإضافة إلى استقالة العديد من المدونين العسكريين المؤيدين للكرملين.

هل حقق روسيا أهدافها؟

في منتصف فبراير الحالي، انسحبت القوات الأوكرانية بعد معركة طويلة، من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد.

واعتبرت القوات الروسية ذلك انتصارًا كبيرًا، بسبب الموقع الاستراتيجي لأفدييفكا، الذي يفتح الباب أمام تقدم روسي إضافي.

وتقول كييف إن انسحابها من أفدييفكا كان للحفاظ على حياة جنودها، دون إخفاء تفوق روسيا في الأعداد والعتاد.

تعد معركة أفدييفكا أكبر انتصار حققته روسيا منذ الاستيلاء على باخموت في مايو الماضي.

تقع أفدييفكا على بُعد 20 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من دونيتسك، التي استولت عليها القوات الروسية في عام 2014.

على الرغم من ذلك، فإن هذا الانتصار صغير بالمقارنة مع الطموح الذي أعلنته روسيا في فبراير  2022- ولا يزال 18٪ من الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس 2014،وأجزاء أخرى كبيرة من دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا التي استولت عليها القوات الروسية في وقت لاحق.

توسع جديد

أعلنت روسيا الأحد الماضي، أن قواتها قامت بتعزيز مواقعها في أفدييفكا ودونيتسك، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين الجيش بالتوسع داخل أوكرانيا بعد مرور عامين على بداية الحرب.

وأفاد تقرير أوكراني بوقوع اشتباكات في منطقة أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية الأسبوع الماضي، وتواصل القتال في مناطق أخرى منذ عدة أشهر.

ومع ذلك، لم يشير التقرير إلى أي تقدم روسي في منطقة دونيتسك، التي تعد النقطة المركزية للتقدم الروسي البطيء في شرق أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت القوات الأوكرانية في محيط ثلاث بلدات جنوبي باخموت، بما في ذلك مدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو الماضي. ومع ذلك، لا تزال القوات الأوكرانية نشطة في تلك المناطق.

وذكرت الوزارة أن القوات الروسية تمركزت في مواقع أفضل بالقرب من أفدييفكا، وأنها صدت سبع هجمات مضادة من القوات الأوكرانية في المنطقة. وأشارت أيضًا إلى تدمير مجموعة من الطائرات المسيرة الأوكرانية بلغت 77 طائرة في المجمل.

سيطرة كاملة.. رغبة بوتين

يتردد في الأوساط الدولية اعتقاد بأن بوتين لا يزال يسعى للاستيلاء على جميع أراضي أوكرانيا.

ولعل هذا ما ظهر في مقابلة بوتين مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، إذ قدم الرئيس الروسي رؤيته للتاريخ والصراع في أوكرانيا، دون تقديم أدلة ملموسة.

وأكد بوتين بدون تحفظ أن المدنيين في أوكرانيا، ولا سيما في إقليم الدونباس في شرق البلاد، بحاجة إلى حماية روسية.

في ديسمبر 2023، أعلن بوتين أن أهداف روسيا في "العملية العسكرية الخاصة" لم تتغير، بما في ذلك هدف "محاربة النازية"، وهو ادعاء لا يستند إلى أدلة صحيحة حول تأثير اليمين المتطرف في أوكرانيا.

يهدف بوتين أيضًا إلى "نزع سلاح" أوكرانيا و"تحييدها"، ويستمر في معارضة التوسع الناتو شرقًا.

وبذلك بعد عامين من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حققت الأولى أهدافها  إذ منعت كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”، كذلك فرضت سيطرتها على أكبر معاقل الجيش الأوكراني واستحوذت على لوغانسك وباخموت، ومنتظر الزحف نحو مدن أخرى.