زيارة البرهان لليبيا.. التفسيرات والمآلات

ذات مصر

توجه عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى ليبيا قبل أيام في زيارة تضع علامات استفهام وتساؤلات حول إمكانية تحول ليبيا والسودان إلى حلبة صراع بالوكالة بين الدول الكبرى.

البرهان كان في استقباله بمطار معيتيقة الدولي كلاً من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ورئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 عن المنطقة الغربية والمكلف بوزارة الخارجية الطاهر الباعور.

وناقش الطرفان خلال لقاءهم القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار والتعاون بين البلدين لتوفير الحياة الكريمة للشعبين رافضين لأي تدخلات سلبية من الدول الخارجية أو الإقليمية، وعلى أمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير لتوطيد العلاقات بين البلدين اقتصاديا وسياسياً.

وعلى هامش لقاء المنفي بالبرهان، التقى الأخير برئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وناقش الطرفان تطورات الأوضاع في السودان وتقدمات الجيش الأخيرة في مدينة أمدرمان وفك الحصار الذي دام لأكثر من تسعة أشهر هذا النقاش أثار العديد من التساؤلات حول دوافع وأهداف هذه الزيارة وتبعياتها.

وقال محللون إن هدف زيارة البرهان الترويج لكفاءة وقدرات قوات أجنبية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني والتي بفضلها تم فك الحصار من على مدينة أم درمان، والتنسيق لنقلهم من السودان إلى ليبيا لتقوية صفوف قوات غرب ليبيا، وكل هذا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وأضافوا أن من ضمن  القوات الأجنبية قوات أوكرانية وفقا لما نشرته صحيفة كييف بوست وشبكة "سي ان ان" الأمريكية، وبشكل خاص، بعد انتشار معلومات حول طلب واشنطن من القيادة الأوكرانية أن ترسل قوات مدربة للعمل في الخرطوم ودعم البرهان، كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، في حربها ضد روسيا.

وترى أوساط سياسية سودانية أن زيارة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لليبيا، محاولة من قبله للإيهام بأنه منفتح على أي مبادرات للتسوية، في ظل ضغوط عليه من المرجح أن تتصاعد في الفترة المقبلة، لاسيما بعد رفضه التعاون مع الأمم المتحدة في ملف المساعدات الإنسانية.

وتقول الأوساط إن البرهان يدرك أن المبادرة التي تحدثت عنها حكومة الوحدة الوطنية الليبية لحل الأزمة السودانية، لا تعدو كونها مجرد تسجيل حضور في الفضاء الإقليمي، ومحاولة من حكومة عبدا لحميد الدبيبة لحرف الأنظار عن الأزمة التي تتخبط فيها في بيئتها الشعبية والسياسية، وبالتالي لم لا استغلال الوضع للظهور في ثوب المنفتح بعد أن كان البرهان لوقت قريب يوصد الباب أمام أي مبادرات جدية على غرار تلك التي طرحتها الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)؟

وتشير الأوساط إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس بين قائد الجيش ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي لم يأت على ذكر المبادرة التي روج لها الدبيبة، واقتصر المؤتمر على كلام عام، ركز فيه المنفي على دعم المجلس الليبي للبرهان وتأييده في الخطوات التي اتخذها حتى الآن، ما يعني أنه لا يمكن هنا الحديث عن وسيط محايد.