هاريس لا تستبعد "عواقب" أمريكية على إسرائيل إذا اجتاحت رفح

ذات مصر

قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، اليوم الأحد، إنها لا تستبعد أن تكون هناك "عواقب" أميركية على إسرائيل حال مضت قدماً في تنفيذ هجوم بري كبير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث يحتمي فيها أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.

وفي مقابلة مع  شبكة ABC News الأمريكية، سألت المذيعة عما إذا كان لاجتياح إسرائيل المرتقب لرفح "عواقب" من قبل الولايات المتحدة، أجابت نائبة الرئيس جو بايدن: "سنأخذ الأمر خطوة بخطوة، لكننا كنا واضحين للغاية فيما يتعلق بوجهة نظرنا بشأن ما إذا كان ينبغي أن يتم ذلك من عدمه"، ولكن بعد طرح السؤال مرة ثانية، قالت: "لا أستبعد أي شيء".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة كانت "واضحة خلال محادثات متعددة وبكل الطرق، أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأً فادحاً".

وذكرت هاريس أنها "درست الخرائط، وأنه لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص، نحن ننظر إلى حوالي 1.5 مليون شخص في رفح، موجودون هناك لأنه طُلب منهم الذهاب إلى هذه المنطقة"، مبينةً أنه "سيكون من الخطأ شن هجوم على رفح بأي نوع من العمليات العسكرية".

جاء ذلك بعدما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة الماضية، عن رأيين متناقضين بشأن هجوم رفح، مع تحذير واشنطن من أنه سيفاقم عزلة حليفتها.

وقد رتب بلينكن لمزيد من المحادثات مع الإسرائيليين، الأسبوع المقبل، في واشنطن، لكن خلال لقاء استمر حوالي 40 دقيقة في تل أبيب، أبلغه نتنياهو أنه يعتزم تنفيذ هجوم في رفح، "آخر معقل لحماس" وفقاً له، حتى من دون دعم الولايات المتحدة للخطوة.

وقال نتنياهو إثر لقائه بلينكن: "لا سبيل أمامنا لهزيمة (حماس) بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك"، معرباً عن أمله بأن "أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك بمفردنا".

بالإضافة إلى التشديد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب، أعرب بلينكن عن المعارضة الأميركية لهذه العملية البرية خلال مناقشة وصفت بـ"الصريحة".

وقال بلينكن للصحافة على مدرج المطار قبل مغادرته: "نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة (حماس) وضمان الأمن على المدى الطويل"، لكن "عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك".

واعتبر أن العملية "تهدد بقتل مزيد من المدنيين، وتهدد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر".

في مدينة رفح الكبيرة، يوجد قرابة 1,5 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة، غالبيتهم العظمى نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت إثر هجوم 7 أكتوبر الماضي.

وبعد إعلان الدعم الثابت لإسرائيل في الأشهر الأولى للحرب، صارت إدارة بايدن تعتقد أن تل أبيب قادرة على تنفيذ عمليات محددة الهدف بدلاً من شن هجوم بري واسع النطاق على رفح في ظل الوضع الإنساني "المروع" في القطاع الفلسطيني.

وقدمت واشنطن، الحليف التاريخي لإسرائيل، الجمعة الماضية، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يشير إلى "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار، يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين" الذين احتجزوا خلال هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.

وأشار بلينكن في هذا الصدد إلى أن "مشروع القرار الذي حظي بدعم قوي للغاية، ولكنه شهد بعد ذلك لجوء روسيا والصين إلى الفيتو (حق النقض) في شكل خبيث، أعتقد أننا كنا نحاول أن نظهر للمجتمع الدولي شعوراً بأن من المُلّح التوصل إلى وقف لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، وهو أمر كان ينبغي على الجميع، بما في ذلك الدولتان اللتان استخدمتا حق النقض، أن يدعموه".

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، السبت، أنه يوجد توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح "سيتسبب في كارثة إنسانية".