حظر دفن وبدء إزالة.. مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة تحت رحمة بلدوزرات التطوير

ذات مصر

في خطوة ظن البعض أنها لن تأتي سريعا، أصدرت محافظة القاهرة قرارًا جديدًا يحظر الدفن في المقابر والمدافن الموجودة في نطاق محور صلاح سالم البديل، والمتواجدة في منطقتي الإمام الشافعي والسيدة نفيسة بالقاهرة. 

القرار الذي صدر تضمن ذكر وجود خطة لإزالة تلك المقابر ونقل الرفات إلى مدافن تعويضية في منطقة العاشر من رمضان.

وتتضمن مادة القرار الأولى إيقاف عمليات الدفن في المقابر المشمولة بالقرار وتحويل الرفات إلى المدافن التعويضية كخطوة أولية قبل إزالة تلك المقابر، مع تولى إدارة الجبانات بالتنسيق مع حي الخلفية عمليات إزالة الجبانات، بينما ستسهل مديرية الشؤون الصحية عملية استخراج تصاريح نقل الرفات من المدافن المتأثرة بعملية الإزالة.

هدم وتطوير على رفات المصريين

وفي منتصف العام الماضي وتثار أزمة بين الفنية والأخرى بسبب عزم الحكومة على هدم مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفسية إمام لتوسعة الطرق أو لتطويرها بإنشاء مناطق ترفيهية.

وبعدما أشعلت الأزمة الرأي العام، خاصة وأن بعض المقابر ذات طابع معماري مميز لشخصيات مصرية مهمة، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه بتشكيل لجنة تتكون من رئيس مجلس الوزراء وجميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الوضع الحالي لنقل المقابر في منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد الإجراءات المناسبة للتعامل مع الحالات الطارئة التي أدت إلى وضع خطة التطوير. من المقرر أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة وتقديم رؤية متكاملة وتوصيات تعلن للجمهور قبل الأول من يوليو 2023.

بالإضافة إلى ذلك، وجه الرئيس السيسي بإنشاء مقبرة خاصة تحمل اسم "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب. ستكون المقبرة مكانًا يحتضن رفات الشخصيات العظيمة والرموز التي ساهمت بشكل كبير في تقدم الوطن.

جزء من هدم جبانات منطقة الإمام الشافعي

ومن المقرر أن تحتوي المقبرة أيضًا على متحف للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، وسيتم نقل هذه القطع الثمينة بواسطة خبراء متخصصين، وسيعرض في المتحف السير الذاتية للشخصيات العظيمة ومقتنياتهم، وسيكون تجسيدًا متجددًا لتقدير مصر وتكريمها لأبنائها البارزين وتراثها العريق عبر التاريخ.

تعويضات المتضررين

ذكر مصدر في محافظة القاهرة أن عملية الإزالة الجديدة سيتم تعويض أصحاب الجبانات لمنطقة العاشر من رمضان، وأن عملية نقل رفات الموتى قد بدأت بالفعل.

تجري حاليًا أعمال تطوير في المنطقة بهدف فتح محاور مرورية جديدة لربط أحياء القاهرة ببعضها البعض. وقال المصدر: "نحن نعمل في منطقة مقابر الإمام الشافعي منذ عام، وكل فترة نقوم بنقل مجموعة من المقابر بعد نقل الموتى وتوفير المقابر البديلة".

وأوضح المصدر أن تلك المقابر البديلة تم تنفيذها بالتعاون بين محافظة القاهرة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة في العاشر من رمضان، وتم تصميمها بمستوى حضاري رفيع لتسهيل عملية نقل الرفات دون أي مشاكل.

مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة

وأضاف المصدر: "لقد تواصلنا مع كل حارس ومسؤول عن مقابر في تلك المنطقة وأبلغناهم بنقل الرفات وعدم الدفن في المقابر القديمة، ونرجو من الأهالي أن يتجهوا إلى المقابر البديلة في منطقة العاشر من رمضان".

مع ذلك، فإن هذا القرار يثير مخاوف وانتقادات من بعض الأهالي والمجتمع المحلي. يشعرون بالقلق من عدم احترام الموتى وتعامل غير لائق مع رفاتهم. يرى البعض أنه يجب الحفاظ على تراث المقابر وتقاليدها، وأنه ينبغي استكمال أعمال التطوير دون التأثير على مكان الدفن.

ونفى المصدر، هدم المقابر التي تحمل طابعًا معماريًا مميزًا أو المقابر التي تحتضن شخصيات تاريخية وثقافية، مؤكدا أن المحافظة سوف تحتفظ بها لأغراض تاريخية وسياحية.