الشيخ عبد المجيد الزنداني.. رحيل رائد الإعجاز العلمي في القرآن

ذات مصر

رحل عن عالمنا اليوم الداعية اليمني الشهير عبد المجيد الزنداني، في إسطنبول يوم الاثنين 22 أبريل 2024، وكان عمره 82 عامًا، تاركًا فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي والديني في اليمن، حيث كان يُعتبر رمزًا للتيار الإسلامي ومن أبرز المفكرين الدينيين في الوطن العربي.

ولد عبد المجيد بن عزيز الزنداني في عام 1942 في قرية الظهبي بمديرية الشعر التابعة لمحافظة إب في اليمن. قضى سنوات دراسته في مصر وكان على اتصالات بجماعة الإخوان المسلمين، وتوطدت علاقته بهم ما جعل أعين الأمن تضعه تحت أعينها طيلة فترة دراسته.

الزنداني في مصر

وحصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة عين شمس في عام 1979، ونتيجة التصاقه بالإخوان اعتقلته الشرطة وطرد بعد ذلك من الجامعة ومن البلاد.

وعقب عودته لليمن أسس جامعة الإيمان في عام 1982، وأصبحت من أهم الجامعات الإسلامية في اليمن، وأسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة في عام 1993، وهي هيئة تهتم بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، قام بتأليف العديد من الكتب والمقالات في مجالات دينية وعلمية متنوعة.

ومن أبرز مؤلفات الشيخ عبد المجيد الزنداني: تأصيل الإعجاز العلمي، وعلم الإيمان، وطريق الإيمان، ونحو الإيمان، والتوحيد، والبينة والعلمية في القرآن الكريم".

ترأس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهذا الحزب يُعد واحدًا من أكبر الأحزاب السياسية في اليمن، ويعتبر تمثيلاً للفكر الإخواني المسلم، وفي سنة 1991 عمل برفقة الشيخ عبد الله الأحمر، على إضافة بند للدستور اليمني ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات.

الزنداني وتنظيم القاعدة

كانت آراء الزنداني آرائه الدينية والسياسية تعرضه لانتقادات ووضعته الولايات المتحدة في قائمة المطلوبين بتهمة دعم الإرهاب في عام 2004، وفي هوجة الاتهامات التي كانت تلقيها الولايات المتحدة للعلماء المسلمين عقب تفجيرات 11 سبتمبر، زعمت أن الزنداني الأب الروحي" لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأنه يمول التنظيم ماديًا، وهو الذي نفاه الزنداني وطلب من أمريكا تقديم ما تمتلكه من أدلة للقضاء اليمني.

على على الرغم من تأيده للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لكنه وقف في صف المتظاهرين في تظاهرات 2011، وأبدى موافقته على مطالبهم معتبرًا أن المظاهرات جزاءً من الأمر بالمعروف، وظل في اليمن حتى 2014 إلى أن سيطرت جماعة أنصار الله الحوثية على الحكومة الشرعية في عام 2014، ما دفعته للانتقال للسعودية.

هاجم مسلحو الحوثيين منزل الزنداني في 20 مارس 2015 واعتقلوا بعض أفراد حراسته. وفي بداية أبريل 2015، قاموا بتكرار اقتحام المنزل بعد أن صرح الزنداني بتأييده للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي قادتها المملكة العربية السعودية بالتحالف مع دول أخرى لدعم الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي ومواجهة الانقلاب الحوثي على شرعيته.

استقر في السعودية لفترة من الزمن قبل أن يتم وضعه قيد الإقامة الجبرية وتشدد الرقابة عليه حتى صيف عام 2023، قرر الانتقال إلى تركيا للإقامة هناك إلى أن وافته المنية اليوم.