طالب في الصف الثاني الثانوي يكتب: مركز تكوين.. أرأيت الذي يكذب بالدين؟

ذات مصر

معالم التشوه الديني، والدعوات الساذجة لتجديد الخطاب الديني المشبوهة، لم تتصدر المشهد في مصر والمنطقة العربية، وتكون مجالاً واسعًا للحديث بين عشية وضحاها، إذ أن تلك المنظومة المنشأة حديثا بها كوادر لها سابقات في الشأن الديني، وجرى من قبل وصفهم "المشككين في الدين"، لما يألفون من كتب وأفلام وتقديم برامج تشكك في ثوابت العقيدة، وفي صحة السنة.

ومع ذلك، لم يكن هناك حراكًا مضادًا لذلك الكيان الإثاري حتى مِن مَن يُرجى منهم القيام بذلك، "الأزهر الشريف، دار الإفتاء المصرية"، الأمر نفسه مثيرًا للجدل والشكوك، وجعل هناك حالة من الانقسام، جزء يرى أن الأزهر الشريف يقبل ذلك الأمر ويتقاعس عن الرد عليه، والشق الآخر يرى أن هناك جهة ما تمول ذلك المركز من أجل التشويش على أوضاع الحرب في غزة، واقتحام القوات الصهيونية، منطقة رفح من ناحية فلسطين، وأقرب الظن يدور حول الإمارات بدافع أن علاقتها وطيدة مع الكيان الصهيوني، وبينهم استثمارات، وتجارة حرة، واتفاقية تطبيع كاملة الأركان، وفي كل ذلك محلاً للشك.

ومن جهة أخرى، وكما هو المعلوم عن المنظمات والمراكز، يجب أن يكون لها هيئة تديرها وتتصدر عنها، سواء كان مجلس إدارة أو مثل مركز تكوين التى لها مجلس أمناء مشكل من ستة أفراد، في مقدمتهم الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، وإسلام بحيري الذي يعمل في المجال نفسه، والكاتب يوسف زيدان والباحث السوري فراس السواح، والكاتبة الفة يوسف، وبالباحثة اللبنانية نايلة نادر، وجميعهم لهم آراء تفصل في أصول الدين وتولد أفكاراً رجعية في الكاتب والسنة.

مجلس الأمناء وسياسة الاستغباء

الآية الثانية في سورة النجم "ما ضل صاحبكم وما غوى" التي وردت بعد قسم الله بالنجم، والتي يؤكد من خلالها الله أن نبيه محمد لم يكذب فيما يقول عن رحلة الإسراء والمعراج والتكريم الذي لقاه الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك لأمر عظيم أن يؤكد الله نفسه وهو الغني عن ذلك أن الرسول غير كاذب.

ولكن، أفراد من مجلس أمناء "تكوين" كان لهم رأيا آخر حتى وإن كان يتعارض مع قول الله عز وجل فقال إبراهيم عيسى خلال تقديمه لإحدى البرامج في محطة فضائية مصرية، إن رحلة الإسراء والمعراج لم تحدث وغير حقيقية، وأن شيوخ الدين الذين لا حاجة لهم ولا فائدة منهم يحاولون نشرها وذكرها وكأنها حدثت، ثم تابع حديثه الغريب، وهذا بثوابت "كتب التاريخ والسنة".

الحجاب وزيدان أعداء 

باتت الصحف المصرية، والمحطات التلفزيونية، في وقت سابق، تنشر رأي الكاتب يوسف زيدان عضو مجلس أمناء المركز ذاته، في الحجاب الشرعي، الذي عارض بشكل واضح وصريح، الأمر الذي حسمه دار الإفتاء المصرية "الحجاب الشرعي"، إذ أكد الإفتاء في فتوى انتشرت اعلاميًا أن الحجاب هو فرض صحيح لا شك فيه، للنساء المسلمات، الذين بلغن السن الواجب ارتداؤه فيه، فضلاً عن تأكيد الأزهر الشريف لهذا الأمر أكثر من مرة وبموجب جموع العلماء.

ورغم ما قيل، ضرب "زيدان" بفتوى الأزهر والإفتاء عرض الحائط، وقال هو الآخر في تصريحات مثيرة ومنافية للتقاليد والعقيدة الإسلامية، إن الحجاب لا أصل له في الإسلام ولا فرق بين أن تلبسه المرأة من عدمه في الإسلام، مشيرًا إلى أن النقاب يهودي الأصل، بينما الحجاب "موضع الاختلاف" مسيحي وأول من قام بارداؤه هم النساء المسيحيات.

ردود مشايخ المسلمين على "تكوين" معلوم أن للأزهر الشريف منصة اليكترونية جرى تأسيسها قبل 6 أعوام ميلادية تحديدًا في 2018، الغرض المباشر منها تفنيد الادعاءات الباطلة، والرد على الفكر المتطرف ومحاولات نشر الإلحاد بين المسلمين، ومن المفترض أن تكون للمؤسسة التابعة للأزهر "بيان" دورًا واضحًا وحادًا خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة لما تشاركه "تكوين" من فيديوهات للقاءات مع شخصيات عامة وأدباء، أشهرهم إلى الآن، وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور طارق شوقي، الذي عرف بين الطلاب في مرحلته، بأنه وزير المنظومة الحديثة.

وفي السياق نفسه بادر أشخاص بخلق صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتحمل اسم "تحصين"، تشارك منذ أيام قليلة رد شيوخ ودعاة على المركز المثير للجدل، منهم الشيخ محمد حسان، والداعية الإسلامي الأزهري، عبدالله رشدي الذي سخر واستنكر من تواجد إحدى المشروبات الكحولية في إعلان تدشين تكوين.

ووسط ذلك، كنت قد حالفني التوفيق الإلهي في اللحاق بدقائق معدودة من خطبة جمعة الأسبوع الجاري، والتي خصصها الخطيب بالحديث عن المركز، بصورة غير مباشرة" فإذ به يقول كيف لمن يكذب بآيات الله أن يكون داعيا لتجديد الخطاب الديني، وهو نفسه الذي يقول أنه لا حاجة للشيخ بين المسلمين، واستنكر الإمام من ذلك، ووضح أنه إذا تحقق ذلك، من يكون خطيبًا للمسلمين، ومن يرعى ويفصل في الدين ومن ييسر الطريق للمغتربين؟

ثم به وهو في الصلاة أن يقرأ آية هزت أرجاء الجامع، فقال بصوت عميق وقور: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، من سورة الصف، وإذ بالناس بعد أن انصرفوا من الصلاة، وكأن وضح لهم الأم، ومن هنا زاح شك المسلمين، وثبت اليقين، وهدمت أفكار "تكوين".