أزمة في الأفق.. إفلاس FTI Touristik يُنذر بتراجع إيرادات السياحة المصرية

ذات مصر

أعلنت شركة لسياحة الألمانية FTI Touristik إفلاسها رسميًا في الرابع من يونيو 2024، مما أثار قلقًا كبيرًا في قطاع السياحة المصري، خاصة وأن الشركة كانت من أكبر منظمي الرحلات السياحية إلى المحروسة، حيث كانت تستحوذ على شريحة كبيرة من السياح الألمان القادمين إلى البلاد.

يُتوقع أن يُؤدي إفلاس FTI Touristik إلى انخفاض كبير في أعداد السياح الألمان القادمين إلى مصر، مما سيُلحق ضررًا بالغًا بقطاع السياحة على الصعيدين العالمي والمحلي، حيث كانت الشركة تنظم رحلات لأكثر من 100 ألف سائح ألماني سنويًا.

إفلاس إحدى عملاق السياحة في أوروبا

الشركة الألمانية كانت تُعد واحدة من أكبر شركات السفر والسياحة في العالم، والتي تقدم خدماتها للعديد من السياح الوافدين إلى مصر سنويًا، لكن عقب إعلان الإفلاس يتوقع تشهد حجوزات السياح الألمان الفترة المقبلة تراجعًا حادًا، فقد تردد العديد من السياح في حجز رحلاتهم أو قاموا بإلغاء الحجوزات المؤكدة خوفًا من عدم استرداد أموالهم أو تعرضهم لمشاكل أخرى في السفر.

وتعد شركة FTI Touristik إحدى الشركات التي يمتلك فيها الملياردير سميح ساويرس حصة تبلغ 75%  بعد أن كان يمتلك حوالى 33% فقط.

الملياردير المصري سميح ساويرس استحوذ على شركة FTI  في أبريل 2020 بعد أسابيع قليلة من جائحة كورونا، بصفقة ضخمة في ذلك الوقت، وحققت في هذا العام حوالي 4.2 مليار يورو (4.6 مليار دولار). ويشغل نجيب نجل سميح، منصب رئيس مجلس الإشراف في الشركة الألمانية منذ عام 2023.

وفي بيان الشركة، أكدت أنها تعمل حاليًا بأقصى سرعة لضمان استكمال الرحلات التي بدأت بالفعل وفقًا للجدول المحدد، وأشارت إلى أن الرحلات التي لم تبدأ بعد، من المرجح عدم تنفيذها بالكامل، أو قد يتم تنفيذها جزئيًا فقط، ابتداءً من 4 يونيو.

هل تتأثر السياحة المصرية؟

أزمة تلو الأخرى تلقي بظلالها على قطاع السياحة المصري، فبداية من جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية ثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يأتي إفلاس الشركة الألمانية ليخفض أعداد السياح الأوروبيين، لا سيما الألمان الذين يشكلون النسبة الأكبر في الوقت الحالي.

تمتلك مجموعة "إف تي آي" حوالي 70 فندقًا حول العالم، وتُعتبر شركة "إف تي آي" الألمانية واحدة من أكبر شركات السياحة العالمية التي تعمل في مصر.

كما أن الشركة تحتل نصيبًا كبيرًا من السوق السياحي الوافد إلى مصر من السوق الألماني، حيث تمتلك نحو 50% من إجمالي السياحة الوافدة من ألمانيا والنمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وهولندا. 

العام 2023 كان مذهرًا لقطاع السياحة بعد خمول لمدة عامين، شهدت مصر خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من عام 2023 نموًا هائلاً في أعداد السياح الألمان الوافدين، حيث وصل عددهم إلى 1.3 مليون سائح، بزيادة 27% عن نفس الفترة من عام 2022.

وأوضح مسؤول حكومي، في تصريحات صحفية، أن السياح الألمان يتصدرون قائمة الجنسيات الأكثر زيارة لمصر خلال الـ 11 شهرًا الأولى من عام 2023، مُتوقعًا أن يصل عدد السياح الألمان إلى 1.4 مليون أو 1.5 مليون سائح بنهاية العام.

ويتوقع خبراء أن يؤدي إفلاس الشركة الألمانية إلى فقدان العديد من الوظائف في قطاع السياحة المصري، خاصة في الوظائف المتعلقة باستقبال السياح الألمان وخدمتهم، فضلا عن تخوفات من مطالبة الفنادق من السياح التابعين للشركة المفلسة دفع تكلفة الإقامة مقدمًا.