مجزرة ودّ النورة: 100 قتيل يُذبحون في هجوم دموي لقوات الدعم السريع

ذات مصر

في ظلّ فجرٍ سودانيٍ غائمٍ بِغبارِ الدماءِ، ترسمُ لوحةٌ مأساويةٌ على أرضِ النيلِ الأزرق، لوحةٌ تُجسّدُ جرائمَ مُروّعةً تُرتكبُها قواتُ الدعمِ السريعِ بحقِّ المدنيينَ العُزّلِ في مختلفِ أنحاءِ السودان.

فمنذُ انقلابِ 25 أكتوبر 2021، تُمارسُ هذهِ المليشياتُ المسلحةُ إرهابها على الشعبِ السوداني، تُزهقُ الأرواحَ البريئةَ دونَ رحمة، وتُخيمُ على البلادِ أجواء من الخوف والرعبِ.

مأساة قرية ود النورة

تعرضت قرية في وسط السودان لهجوم من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل عدد يصل إلى 100 شخص، وفقًا لتقرير صادر عن لجنة ناشطين مؤيدين للديمقراطية يوم الخميس.

وقد اتهم المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قوات الدعم السريع باستخدام أسلحة ذات تأثير واسع وقذائف مدفعية في قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية.

أشار بيان صادر عن المفوض الأممي لحقوق الإنسان إلى أن المعلومات التي تم جمعها تشير إلى استخدام قوات الدعم السريع لأسلحة ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك قذائف المدفعية خلال الهجوم. وتم الإبلاغ أيضًا عن وقوع اشتباكات بين قوات الدعم السريع وعناصر من القوات المسلحة السودانية التابعة لهم.

ودعا تورك إلى إجراء تحقيق مستقل في قضية مقتل المدنيين في ود النورة، ووصف الأحداث التي جرت بأنها مذبحة، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عنها.

مقبرة جماعية في قرية ود النورة

وأعلنت "لجنة المقاومة"، التي تنظم تظاهرات مؤيدة للديمقراطية في أنحاء السودان، أن قوات الدعم السريع هاجمت القرية مرتين يوم الأربعاء بالمدفعية الثقيلة، وأنها تنتظر معرفة العدد الفعلي للضحايا والجرحى وأسمائهم في قرية ود النورة بولاية الجزيرة.

تم نشر لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اللجنة تُظهر مقبرة جماعية في الساحة العامة، حيث يتم تجهيز صفوف من الأكفان البيضاء.

مجازر الدعم السريع في السودان

وارتكبت “الدعم السريع” مجزرة جديدة اليوم، إذ أفادت صحيفة تريبون السودانية أن ما لا يقل عن 40 شخصًا قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي وصاروخي عنيف نفذه قوات الدعم السريع في محلية كرري بشمال أم درمان، وتشهد المنطقة معارك مستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ فترة طويلة.

في الأسابيع الأخيرة، زادت قوات الدعم السريع من استهدافها لأحياء شمال أم درمان، وهي مناطق سكنية مكتظة بالسكان، مما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

يطلق على منطقة كرري اسم "المنطقة الجوالة"، حيث يتم تنسيق قوات الجيش السوداني المتنقلة والقيادة العامة للجيش. تحتوي المنطقة على عدد من المقار العسكرية، بما في ذلك قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي تستخدم كنقطة انطلاق للطائرات الحربية التي تقصف تمركزات قوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من الخرطوم.

مجزرة أم درمان

وتعد جريمة قوات الدعم السريع في أم درمان، سبتمبر الماضي من أبشع جرائم الميليشيا المسلحة، حيث تم قصف محطة المواصلات العامة في منطقة الجرافة شمال أم درمان بالمدفعية الثقيلة، وذلك أثناء ازدحام المحطة بالمواطنين. 

نيران مشتعلة إثر القصف في أم درمان

وذكرت الخارجية السودانية، أن الحصيلة الأولية للقصف تشير إلى وفاة 10 أشخاص، بما في ذلك أطفال، وما زال هناك عدد كبير من الجرحى يتلقون العلاج، وبعضهم في حالة حرجة، مما يرجح ارتفاع عدد الضحايا.

وأضافت الوزارة أن القصف أدى أيضًا إلى تدمير المركبات والمحال التجارية، مما يعني حرمان العديد من الأسر من مصادر دخلهم. كما اتهمت الوزارة قوات الدعم السريع بتنفيذ المجزرة كجزء من مخططها الشرير لطرد سكان العاصمة والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم، وتحويل المناطق السكنية إلى ثكنات عسكرية.