يحيى السنوار.. هدية "شاليط" لغزة

ذات مصر

أعلنت حركة حماس عن تعيين يحيى السنوار رئيسًا للحركة خلفًا لإسماعيل هنية مساء أمس السادس من أغسطس 2024. جاء هذا القرار في وقت يشهد تصعيدًا في التوترات بين الحركة وإسرائيل، مما يضفي أهمية خاصة على القيادة الجديدة وقدرتها على مواجهة التحديات الراهنة.

النشأة والتعليم

وُلد يحيى السنوار في 26 مايو 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة. نشأ في بيئة فلسطينية صعبة، وهو أحد أبناء أسرة فقيرة، ودرس في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية.

الانخراط في العمل السياسي والعسكري

في أواخر الثمانينيات، انخرط السنوار في النشاط السياسي والعسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشارك في تأسيس حركة حماس. أظهر السنوار منذ البداية قدرة على التنظيم وتطوير الأنشطة العسكرية، وكان له دور بارز في إنشاء الجناح العسكري للحركة المعروف بـ"كتائب القسام".

الاعتقال والسجن

في عام 1989، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يحيى السنوار بتهم تتعلق بالنشاطات العسكرية ضدها. تمت محاكمته وأدين بتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال، وحُكم عليه بالسجن المؤبد. خلال فترة سجنه، كان له دور كبير في توجيه حركة حماس عبر التواصل مع القيادة الخارجية، مما ساهم في استمرار نشاط الحركة وتعزيز تنظيمها.

وعام 1985، اعتُقل مرة أخرى لمدة 8 أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص لـ"حماس" المعروف بـ"مجد"، وكان هذا الجهاز يقاوم الاحتلال في قطاع غزة ومكافحة المتعاونين معه من العملاء المحليين. واعتُقل للمرة الثالثة في 1988 وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، بتهمة تأسيس جهاز "مجد" الأمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس.

وقضى السنوار 23 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، منها أربع سنوات في العزل الانفرادي. وخلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" في السجون وشارك في سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

أُطلق سراح يحيى السنوار عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، حيث أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً.

احتُجز شاليط في 25 يونيو 2006 على يد مقاتلين من "كتائب عز الدين القسام" التابعة لحركة "حماس"، و"ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة الشعبية، و"جيش الإسلام"، في عملية عسكرية متقدمة تُعرف باسم "الوهم المتبدد". وتعدّ هذه العملية من أكثر العمليات التي نفَّذتها الفصائل الفلسطينية تعقيداً منذ بدء انتفاضة الأقصى الثانية.

صفقة "وفاء الأحرار" جرت بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأَسْر في مكان سرِّي بقطاع غزة، حيث فشلت إسرائيل بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها في الوصول إليه. كما فشلت العملية العسكرية التي شنتها في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 في إنقاذه من الأسر.

الإفراج وإعادة التنظيم

في عام 2011، تم الإفراج عن السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، والتي شملت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. بعد خروجه من السجن، عاد إلى غزة حيث تولى منصبًا قياديًا مهمًا في حركة حماس، وبدأ في إعادة تنظيم الجناح العسكري والسياسي للحركة، مستعيدًا دوره البارز في تعزيز قدرات الحركة.

القيادة في حركة حماس

في عام 2017، انتُخب يحيى السنوار قائدًا لحركة حماس في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية. تحت قيادته، شهدت الحركة تغييرات استراتيجية، حيث عمل على تحسين قدراتها العسكرية وتعزيز قدرتها على مواجهة إسرائيل. كما حرص على تقوية العلاقات مع بعض الدول العربية ورفع مستوى التنسيق بين مختلف أجنحة الحركة.

العداوة للإحتلال والموقف الإسرائيلي

يُعرف يحيى السنوار بعداوته الشديدة للاحتلال الإسرائيلي. خلال مسيرته، قاد العديد من العمليات ضد إسرائيل وكان له دور كبير في الهجمات العسكرية على قوات الاحتلال. تعكس تصرفاته وقيادته التزامه بمواصلة الصراع مع إسرائيل حتى تحقيق الأهداف الفلسطينية.

من جانبها، تعتبر إسرائيل السنوار أحد أبرز أعدائها، حيث تضعه على قائمة المطلوبين وتتهمه بالإرهاب وبتنفيذ عمليات دموية ضد المدنيين. تتخذ إسرائيل مواقف صارمة تجاه السنوار، وتصفه بأنه من أخطر قادة حماس، معبرة عن قلقها من دوره في تصعيد الصراع.

التحديات والموقف الدولي

تحت قيادة السنوار، تواجه حركة حماس العديد من التحديات، سواء من داخل الأراضي الفلسطينية أو على الساحة الدولية. يشهد الوضع الفلسطيني توترات مستمرة، وتعمل الحركة على تعزيز موقفها رغم الضغوط السياسية والعسكرية. في الوقت نفسه، يعبر المجتمع الدولي عن مخاوفه من تصعيد الصراع ويعمل على محاولة إيجاد حلول دبلوماسية للتخفيف من حدة التوترات.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن أ ف ب، أن قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوعد بالعثور على يحيى السنوار وتصفيته.