116 سنة «أهلي».. أقدم من الأمم المتحدة وأشهر من نصف دول العالم

ذات مصر

حلت اليوم الإثنين الذكرى 116 لتأسيس أحد أعظم الأندية الأفريقية والعربية، النادي الأهلي المصري، صاحب التاريخ الطويل والبطولات التي لم تتوقف، والمواقف الصارمة التي يتغنى بها كل المنتمين، وتتميز بها القلعة الحمراء محليًا وقاريًا دون سواها.

ثائر مغربي أسس النادي

الأهلي المصري ليس مجرد نادي كرة قدم أو مؤسسة رياضية عربية ناجحة لها صيتها وسطوتها، فالمتتبع لمساره وأخباره قبل عقود حتى وإن كان منتميًا لغريمه التقليدي الزمالك أو أي ناد آخر يدرك أنه أمام «حدوتة» مختلفة لها معالمها التي لا تخطها عين أو يتخطاها عقل.

القلعة الحمراء التي تأسست عام 1907، على يد المغربي الثائر، عمر بك لطفي، ليكون تاريخها أطول من الأمم المتحدة صاحبة الـ78 عامًا، وأعرق من نصف دول الكرة الأرضية تقريبًا، وعدد شعبه يفوق تعداد العشرات من شعوبهم معًا.

ولدت فكرة تأسيس نادٍ رياضي في ذهن عمر لطفي "رئيس نادي المدارس العليا" وقتها، لجمع طلاب المدارس العليا وإعدادهم للمشاركة في محاربة الاستعمار، بدلًا من عودتهم إلى قرائهم وانقطاع الاتصال معهم، ليبدأ لطفي حينها ترسيخ أول مبادئ الكيان الوليد.

صاحب فكرة إنشاء النادي تخلى عن رئاسته لصالح الإنجليزي ميتشل أنس، من أجل مصلحة الكيان، وكان الهدف تسهيل الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادي من الحكومة، لتكون خطوة لطفي اللبنة الأولى في كتاب مبادئ الأهلي، وتبدأ في 24 أبريل 1907، رحلة المارد الأحمر مع الإنجازات.

عداد بطولات الأهلي مستمر

معرفة عدد بطولات الأهلي ليس بالأمر الصعب، فبمجرد الكتابة على «جوجل» سيخبرك أنه حقق الدوري المصري 42 مرةً، وكأس مصر 38 مرةً، وكأس السوبر المصري 12 مرةً ودوري منطقة القاهرة 16 مرة، وكأس السلطان حسين 7 مرات، وكأس الجمهورية العربية المتحدة مرة.

البطولات السابقة ليست وحدها الموجودة في صفحة بطولات النادي لكنها التي نجح في تحقيقها محليًا فقط، فبالإضافة إليها حقق الأهلي دوري أبطال أفريقيا 10 مرات، وكأس الكونفدرالية مرة، وبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 4 مرات، وكأس السوبر الأفريقي 8 مرات، وكأس الأفروآسيوية مرة بطولات الأندية العربية 4 مرات، بالإضافة إلى 3 ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية.

بطولات الأهلي المصري الـ144 جعلته الأكثر تتويجًا بالبطولات على مستوى العالم قبل سنوات، بالإضافة إلى احتلاله صدارة الأكثر تتويجًا بالبطولات القارية قبل أن ينتزعها منه النادي الأبرز في العالم حاليًا ريال مدريد الإسباني.

ويستعد الأهلي لإضافة ألقاب جديدة إلى سجله التاريخي حال نجاحه في تحقيق لقب الدوري المصري هذا العام والذي يتصدره حاليًا، بالإضافة إلى لقب السوبر المصري أمام منافسه الزمالك بداية الشهر المقبل، ودوري أبطال إفريقيا الذي حقق نتيجة إيجابية في مباراته الأولى أمام الرجاء المغربي في دور الثمانية بالفوز بالقاهرة بهدفين مقابل لا شيء.

«مبادئ الأهلي».. مواقف بلا شعارات

«مبادئ الأهلي» مقولة يرددها كل المنتمين للنادي من إداريين ولاعبين وحتى الجماهير، مدعومة بمواقف سجلت على مدار تاريخ النادي، الكاتب الصحفي ياسر أيوب، ذكر بعضها في مقال سابق له، منها واقعة فرض عقوبة على نجم الكرة المصرية وأول محترف عربي حسين حجازي.

ويروي أيوب تفاصيل الواقعة: «حجازي كان لاعبًا بالأهلي وعضوًا بمجلس إدارة أو اتحاد للكرة عام 1921، وكان أيضًا هو الذي يختار لاعبي منتخب مصر، وقبل مباراة مع الزمالك طلب من إدارة الأهلي ضم اللاعب جميل عثمان أفندي، ورفضت إدارة النادي، وضغط حجازي وهدد بعدم المشاركة فكانت فرقة الأهلي تسمى وقتها فرقة حجازي».

وتابع: «إدارة الأهلي لم تخش التهديد، وبقيت النار تحت الرماد حتى جاء عام 1928.. ويخسر الأهلي نهائي الكأس السلطانية أمام الترسانة.. ويأمر حجازي لاعبي الأهلي بعدم الصعود للمنصة الملكية لتسلم ميداليات الوصيف.. ليعاقبه الأهلي بالإيقاف 3 أشهر ما حرمه من السفر مع المنتخب للمشاركة في دورة أمستردام الأوليمبية، ليقدم التماسًا لإلغاء العقوبة قوبل بالرفض، ليرحل إلى الزمالك، دون أن يرضخ الأهلي».

الجوهري والحضري وحسام وإبراهيم

على نفس الشاكلة توجد حكايات أخرى تبرز «مبادئ النادي»، مثلًا كواقعة استقالة مدرب الفريق محمود الجوهري، قبل مباراة مصيرية أمام الزمالك، والتي قرر النادي قبولها ومعاقبة 16 لاعبًا تضامنوا معه، واللعب بالناشئين الذين فازوا بالمباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وضمن الحكايات المعروفة توجد قصة هروب الحارس التاريخي للنادي ومصر، عصام الحضري، إلى سويسرا، ورفض الأهلي عودته مجددًا رغم اعتذاره عشرات المرات ومحاولات الوساطة لإعادته قبل اعتزاله حتى من قبل الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، وكذلك واقعة طرد إبراهيم وحسام حسن من النادي ورفض عودتهم.

المواقف السابقة سواء لمؤسس النادي عمر بك لطفي، أو لتعامل الإدارات المختلفة مع المدربين والخارجين عن أسس النادي، ولدت شعارًا جديدًا للنادي في عهد الرئيس الراحل صالح سليم ما زال يردد حتى الآن «الأهلي فوق الجميع».

الدفاع عن الوطن

حكايات الأهلي التاريخية لا تقتصر على أرقامه وبطولاته، فالنادي الذي أسس لمقاومة الاحتلال الإنجليزي بقي على الدوام مدافعًا عن وطنه وقضايا الأمة العربية، فيكفي أن تعلم أن أول رئيس فخري للنادي، هو الزعيم سعد باشا زغلول.

 في العصر الحديث هناك حكايات كثيرة عن دور الأهلي وجماهيره في الدفاع عن قضايا وطنهم، اختار منها فقط دور جماهير «الألتراس» في إسقاط حكم نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ليدفعوا الثمن لاحقًا في عام 2012 بمقتل 72 شابًا منهم في كارثة ستاد بورسعيد، بالإضافة إلى سجن العشرات منهم.