كيف أثر فيروس كورونا على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين؟ خبراء نفسيون يجيبون

كورونا
كورونا

رغم انحسار فيروس كورونا في العديد من البلدان، لكن الآثار السلبية التي خلفتها الجائحة والتي بدأت منذ 3 سنوات، بدأت في الظهور، حيث أثرت بشكل كبير على صحة المواطنين سواء الجهاز التنفسي أو الأعراض التي تركت أثرًا على باقي أجهزة الجسم المختلفة، وكانت الأعراض النفسية والتأثيرات على الصحة العقلية أحدث هذه الأعراض.

تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين

وفي أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، كشفت فيه أن وباء كورونا ترك تأثيرا على الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين حيث ذكر تقرير صادر عن المكتب الإقليمي للمنظمة في أوروبا أن الوباء أثر على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين حول العالم وكانت فتيات المدارس الأكبر سنًا من بين الفئات الأكثر تضررًا وأن المقلق هو المراهقين من العائلات الأقل ثراءً كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن التأثير السلبي للوباء على حياتهم، حتى لو تلقوا نفس المستوى من الدعم الاجتماعي مثل أقرانهم الأكثر ثراءً.

الانطوائية ظهرت على الأطفال والمراهقين بعد جائحة كورونا

 

من جانبه، كشف الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية، أنه كان من المشاركين في وضع الرأي الصادر من منظمة الصحة العالمية قائلا: “منظمة الصحة بعتولي أشارك برأيي في هذا التقرير بحق تأثير الفيروس على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين”، موضحا أن شخصية الإنسان تتكون من 3 عناصر رئيسية وهي الوراثة ثم التربية في الصغر ثم الخبرات الحياتية، بحيث تكون تأثيرات الجينات الوراثية تمثل 10% والخبرات الحياتية تمثل 10% و80% ترجع للتربية في الصغر وهي يكتسبها الفرد من سن 14 سنة وعندما نرى من هم في سن 18 و19 و20 وحصلوا على امتحاناتهم أونلاين ولم يكن هناك مدارس أو خروج وجميعهم كانوا يجلسون في المنزل ومع الاندماج الأكثر على السوشيال ميديا يزيد من الانطوائية.

وقال فرويز في تصريحات خاصة لـ “ذات مصر” أن التعامل الكبير من الإلكترونيات خلال الجائحة نتيجة العزلة كان لها تأثير سلبي كبير سواء على المخ أو التركيز والانتباه والتحصيل الدراسي، وظهرت شخصيات تميل للانطواء أكثر وتميل للتعامل مع العالم الافتراضي بشكل أكبر كل هذا يتسبب في عمل شيء في السمات الوراثية ويتسبب في ظهور الأمراض النفسية ويجعل لها قدرة أكبر على الظهور.

 

جمال فرويز: الاضطرابات النفسية زادت بنسبة 26% في مصر

 

وأضاف استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه، أن المصابين بات يظهر عليهم الميل للانطوائية بشكل أكبر كونهم كانوا يجلسون في المنزل وحدهم لفترات طويلة، لافتا إلى أنه لا يمكن وضع نسبة محددة لأن لا يوجد نسبة ثابتة من جهة حكومية في مصر نأخذ بها ولكن التربية في الصغر العنصر المؤثر في الشخصيات فإذا وصلنا إلى 4% من التأثير الجيني أصبح له تأثير سيء ويسبب العزلة.

 

وتابع فرويز أن الانطوائية ظهرت بشكل مبالغ فيه،وظهرت أمراض نفسية من 1- 3 % زيادة كما أن الاضطرابات النفسية هي التي زادت بصورة مبالغ فيها ومصر زادت فيها بنسبة 26% وفقا لمنظمة الصحة العالمية من المجتمع وتزيد وهي أن كل 100 يظهر فيهم عدد 25 فرد لديهم اضطرابات نفسية وهم قد يكونوا أسوأ في تعاملهم مع الناس من المرضى النفسيين.

من جهته أشار مدير المكتب الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانز كلوغ، إلى أن هذه الاستنتاجات جاءت بناءً على دراسات استقصائية أجريت بين عامي 2021 و2022 حول مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك تأثير العمر والجنس والحالة الاقتصادية وهياكل الدعم الاجتماعي وإغلاق المدارس على الشباب والمراهقين في فترة انتشار وباء كورونا، وتأثير العوامل المذكورة على صحتهم العقلية.

وأكد كلوغ، حسبما نقلت عنه روسيا اليوم، أن الوباء كان له تأثر مختلف على الأطفال والمراهقين، وخاصة الأطفال ذوي الخلفيات الأكثر حرمانا والذين تم إغلاق مدارسهم لفترات طويلة من الوقت وافتقروا إلى الدعم في المنزل والمدرسة، وتُظهر البيانات الجديدة أن طالبات المدارس الأكبر سنا قد عانين من نتائج سلبية أكثر خطورة ، خاصة في ما يتعلق بصحتهن العقلية.