خبراء اقتصاد: مصر لن تستفيد من «البريكس» ودخلت بتوصية دول الخليج

ذات مصر

وافق تجمع "بريكس"، في اجتماعه اليوم الخميس، في جنوب إفريقيا، على منح مصر والإمارات والسعودية والأرجنتين وإيران، العضوية الدائمة في التجمع، الذي تأسس من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2006، وانضمت إليه جنوب إفريقيا عام 2010.

مصر دخلت بتوصية

وطلبت مصر رسميًا الانضمام إلى مجموعة "البريكس" منذ سنوات وسبق ذلك انضمام مصر إلى بنك التنمية التابع لبريكس وتبلغ قيمة مساهمة مصر في رأس مال بنك التنمية الجديد 1.196 مليار دولار المدفوع منه 20% بما يعادل 239.2 مليون دولار يتم سدادها على 7 أقساط سنوية وفقًا لبيانات اتفاقية انضمام مصر للبنك.

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس لـ“ذات مصر”،  أن تجمع" بريكس" يضم 5 أعضاء وهم الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، ويمثل هذا التجمع 30% من حجم الاقتصاد العالمي و26% من مساحة العالم و43% من سكان العالم وينتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.

وأضاف “النحاس”، أنه بالنسبة لمصر فإنها دخلت بتوصية من دول الخليج كالسعودية والإمارات لحماية مصالحهم في المنطقة ومشروعاتهم واستثماراتهم في مصر خاصة أن مصر لا تملك بترول ولا الفوائض المالية، وأن كل ما يقال عن استفادة مصر من"البريكس" لم يتضح بعد، خاصة أن هناك صراعات داخل التجمع ومخاوف من الهيمنة.

وتابع الخبير الاقتصادي أن الهدف من الاتفاقية لمصر غير مجدي للغاية خاصة أن هذه الدول عينها على الطاقة، كما أن مصر تعاني من أزمة شح العملات الأجنبية، فمصر عاجزة عن توفير عملات هذه الدول الأعضاء “اليوان والروبل والروبية”.

أكبر تجمع للدول المقترضة

وأرجع “النحاس” الأسباب إلى هذا التجمع نفسه من أكبر التجمعات المقترضة في العالم ونصيبهم من الاقتراض عالميا وبالدولار أكثر من 100 تريليون دولار، ونصيب الصين وحدها مقترضة بـ52 تريليون دولار، وهذا المبلغ من إجمالي 305 تريليون دولار.

وتابع أن هناك وقت كبير يتجاوز الـ 20عاما لاستفادة مصر من الانضمام لـ"بريكس"، والاستغناء عن الاعتماد على الدولار.

إصدار عملة موحدة

وأوضح النحاس أن فكرة إطلاق عملة مدعومة بالذهب لدول تجمع البريكس تواجه صعوبات كبيرة ولكنها ليست مستحيلة فمن الممكن أن تسير جنبًا إلى جنب مع الدولار الأمريكي، منوهًا بأن دول التجمع حاولت خلال الأعوام السابق تقليل هيمنة الدولار ونجحت في ذلك، من خلال تعزيز احتياطاتها النقدية من الذهب بعيدا عن الدولار ، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.

وأضافت: "استطاعت الدول ترسيخ نظام المقايضة للسلع كأحد الأدوات لتقليل هيمنة الدولار، فضلًا عن توقيع اتفاقيات للتعامل بالعملة المحلية، ولكن كل هذه الأمور لن تلغي هيمنة الدولار قريبًا".

وشدد النحاس على صعوبة إصدار التجمع عملة موحدة قريبًا، لكون احتياطات الدول من الذهب تقارب 5452 طنًا، والمقدرة قيمته بـ350 مليار دولار، من إجمالي 13 تريليونًا من الذهب الفعلي الموجود في بريكس، وهو ما لا يحدث تأثيرًا كبيرًا، مردفًا: "يحتاج التجمع سنوات كثيرة لكسر هيمنة العملة الأمريكية".

ومن جهته قال حسن هيكل الخبير الاقتصادي أن انضمام مصر لتجمع بريكس لن يؤدي لحل نهائي لأزمة الدولار، التي يتطلب التغلب عليها ضرورة زيادة موارد النقد الأجنبي من خلال زيادة الصادرات المصرية وعوائد قناة السويس والسياحة وجذب استثمارات أجنبية مباشرة، جنبًا إلى جنب مع تحقيق أفضلية لمصر في الانضمام لتجمع بريكس، سواء في إتاحة فرص تصديرية للمنتجات المصرية أو جذب استثمارات أجنبية مباشرة من الدول الأعضاء.

وأضاف أن هذا الامر يحتاج إلى وقت كبير ولكن تجمع البريكس هو المستفيد من وجود مصر على أساس أنها بوابة لأفريقيا من حيث نفاذ السلع والاستفادة من السوق الأفريقي وموقع مصر الجغرافي.