هجمة «مسعورة» على الطيب.. إسرائيل تطالب مصر الإمارات والسعودية بقمع «الأزهر»

ذات مصر

أفزع موقف الأزهر الشريف، وشيخه أحمد الطيب، الداعم لأهالي قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، المسؤولين والباحثين والصحافة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، رغم الأحداث الجارية هناك، وأصوات القنابل والرصاص التي تملأ الأركان.

الأزهر ينتصر لغزة

الأزهر منذ اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى» وهو يظهر موقفًا واضحًا يدعم المقاومة في قطاع غزة، ويندد بالعمليات الإجرامية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، والمستشفيات والمدارس الموجودة في القطاع.

منذ اليوم الأول للحرب بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي، في 7 أكتوبر الماضي، أعلن الأزهر الشريف دعمه ومساندته لأبناء غزة، وطالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف موحد لدعمهم، بالإضافة إلى تقديم المساعدات.

ومع استمرار أعمال الحرب وارتكاب جيش الاحتلال مجازر، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا مثل الفسفور الأبيض، زاد دعم الأزهر ومساندته، بالإضافة إلى حث المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى مساندة أبناء الشعب الفلسطيني.

الأزهر انتقد في عديد المرات الصمت الدولي ضد الجرائم الإسرائيلية، وشن هجومًا ضاريًا ضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والمؤسسات الإعلامية الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، داعيًا إلى مواجهة مباشرة مع الاحتلال.

وطالب الأزهر الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف موحد لنصرة فلسطين، فضلًا عن تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، وتزويد المقاومة بالمال والعتاد لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.

هجوم إسرائيلي على الأزهر

موقف الأزهر لم يعجب إسرائيل، لتشن الصحف والقنوات الصهيونية هجومًا على الأزهر وشيخه «الطيب»، وأكمل معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الهجوم بنشره تقرير تحت عنوان: «من الإسلام المعتدل إلى الإسلام الراديكالي.. الأزهر يقف إلى جانب حماس».

الباحث الأول في المعهد والمحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب، هاجم شيخ الأزهر واتهمه بالوقوف بجانب الحركات المتشددة في المنطقة وذلك بعد عدد من البيانات التي أصدرها لنصرة غزة وحركة المقاومة الإسلامية «حماس».

وأضاف المعهد: "منذ الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل، كانت الإدانات من جانب رجال الدين في العالم العربي الإسلامي واضحة المعالم، وتوسعت الإدانات حتى صدرت من مؤسسة الأزهر في مصر، التي تعتبر مرجعية دينية سنية عريقة ومؤثرة، وتستفيد بحسب الدستور المصري من ميزانية الدولة".

وتابع: "المؤسسة التي تصنفها مصر عادة كمنارة للاعتدال الديني وحاملة الراية الإيديولوجية للحرب ضد التطرف الإسلامي، انكشفت - بالمعنى الحرفي للكلمة - باعتبارها داعمة للتشدد، فمع اندلاع الحرب، يقوم الأزهر بحملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب".

دعوة لإقصاء الطيب

وأكمل: "في ظل الوضع المتفجر، يجب على إسرائيل ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم لكبح هذا الخطاب الخطير".

ونوه بأن الأزهر يزرع باستمرار، منذ أكثر من عقد، خطابًا عدائيًا تجاه إسرائيل، بينما يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال العنيف ضدها، وخصص جزء من الخطاب لدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد ما يسميه الأزهر "الكيان الصهيوني"، والتحذير من مخططاته المزعومة لتهويد فلسطين والاستيلاء على الأقصى، وفضح الجرائم ضد الفلسطينيين أمام الرأي العام العربي والدولي.

وأشار إلى أنه في أوقات التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، يتضمن الخطاب دعوة للعرب والمسلمين للوقوف في طليعة النضال ضد إسرائيل، مبينًا أن شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي يترأس الجامع منذ عام 2010، يعتبر الروح الحية وراء خط الجامع الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل، وأنه كثيراً ما يردد رسالة مفادها أن "كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً"، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومحكوم عليه بالانقراض.

الطيب وحماس

واتهم التقرير الشيخ أحمد الطيب بأنه يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، وهذا على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى إشادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في ديسمبر 2017، بالطيب لرفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، مايك بنس، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وفي فبراير 2019، استقبل الطيب وفدا من كبار مسؤولي حماس، بينهم هنية وصالح العاروري، الذين شكروه على تعبئة الأزهر لصالح الفلسطينيين. من جانبه، أعرب الطيب عن أسفه لأن الصراعات الداخلية تشغل المسلمين عن القضية الفلسطينية، وهو التوجه الذي "يخدم مصالح الاحتلال ويحقق أطماعه في ابتلاع فلسطين".

رصد إسرائيلي لموقف الأزهر 

وقال المعهد أن الأزهر الشريف يتزعم حملة دعم لحركة حماس، حيث أنه في أول رد لهجوم 7 أكتوبر الذي أدى إلى قتل أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي، قال الأزهر: "نحيي بكل فخر جهود المقاومة التي يبذلها الشعب الفلسطيني"، وأنه بعد أربعة أيام، تحدث الطيب مع هنية الذي سعى إلى حشد نفوذ الأزهر لإنهاء "العدوان الإسرائيلي على غزة"، ورد الطيب: "قلوبنا معكم ونتألم من المجازر في غزة".

وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أنه بعد أربعة أيام، نشر الأزهر رسالة أخرى أحادية الجانب باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، تحت عنوان "الاحتلال مصدر كل شر"، كما أن الأزهر وفقا لتقرير المعهد العبري، في تصريحاته المتكررة منذ بداية الحرب، قدم الأزهر الدعم الديني والمعنوي لأعمال حماس، وحرض أتباعها في الجمهور الفلسطيني والمصري والعالم السني ككل على مقاومة إسرائيل.

وتابع: "بعد صلاة الجمعة يومي 13 و27 أكتوبر، خرجت مظاهرات من ميدان الجامع الأزهر، حيث سُمعت شعارات: "بالروح والدم نفديك يا أقصى" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" ، كما دعا الأزهر في فتواه التي أصدرها الفلسطينيين إلى الوقوف وقفة رجل واحد ضد الاحتلال والأمتين العربية والإسلامية لمساعدتهم بقدر ما يستطيعون.

قمع الأزهر

وقال المعهد موجها حديثه للنظام في مصر: "إن الرعاية الدينية والسياسية التي يقدمها الأزهر لعناصر المقاومة المسلحة في فلسطين بأفظع صورة تسبب ضررا لتل أبيب لا يمكن إصلاحه، قد يصل إلى حد التحريض على حروب دينية من شأنها أن تعرض استقرار الشرق الأوسط للخطر، ويتطلب هذا السلوك إجراءات مضادة فورية من جانب إسرائيل والمجتمع الإقليمي والدولي".

وأضاف: "على الحكومة المصرية الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر، حيث يجب على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أن تطالب الحكومة المصرية بقمع الأزهر، ووقف تمويله حتى تتوقف تلك المؤسسة الدينية عن نشر الرسائل المتشددة، وتأجيج التوترات السياسية والدينية وتشجيع نظريات المؤامرة ضد إسرائيل".