رئيس الوزراء يفتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55

ذات مصر

شهد اليوم الأربعاء، رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، افتتاح الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحمل شعار "نصنع المعرفة... نصون الكلمة"، وتقام فعالياتها خلال الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المُقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية.

وعلى هامش الافتتاح، أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذا الحدث أحد أهم الجُسور التي تربط الثقافة المصرية بغيرها من الروافد العربية والعالمية، كما يُمثلُ امتداداً للدور والتأثير التنويري الذي دائما ما تسهم به مصر في مختلف العلوم والمعارف، ولذا تحرص الدولة على رعاية المعرض وتوفير كل السبل التي تضمن التنظيم الجيد له، لأداء رسالته في ترسيخ ريادة مصر الثقافية.

تفقد المعرض

وعقب الافتتاح، تفقد “مدبولي” جانباً كبيراً من قاعات المعرض، وزار عدداً من دور النشر المختلفة، للتعرف على محتوياتها والفعاليات التي تقدمها، واستمع إلى آراء وتجارب العارضين، حيث حرص رئيس الوزراء على زيارة عدد من الأجنحة بالمعرض، من بينها جناح وزارة الدفاع، الذي احتوى على شرح لتفاصيل الجناح ومؤلفاته عن طريق تقنية الهولوجرام التي يطبقها جناح الوزارة لأول مرة في إطار التطور التكنولوجي والتحول الرقمي، ويحكي العرض من خلال الهولوجرام عن حياة المشير أحمد بدوي، شخصية الجناح في المعرض هذا العام.

كما زار مدبولي جناح وزارة الداخلية، الذي يوفر تسهيلات خاصة لذوي القدرات الخاصة وذوي الهمم، ويعرض الجناح إصداراته التي تقدم تعريفًا واضحًا لأنشطة الوزارة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والأمن القومي ومناهج كلية الشرطة وغير ذلك.

وزار جناح المركز القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، للاطلاع على الأنشطة والإصدارات التي يقدمها لرواد المعرض، وكذا جناح كل من وزارة الشباب والرياضة، وجناح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث قدم رئيس الجهاز نبذة عن أحدث الإصدارات التي يحتويها الجناح، وكذا جناح الأزهر الشريف، وجناح " مبادرة أيادي مصرية".

وقدم اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية نبذة عن تطورات المبادرة وما يتضمنه الجناح من معروضات، ومعرض الحرف اليدوية المقام على هامشه، كما زار رئيس الوزراء جناح الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.

وخلال جولته بالمعرض، زار الدكتور مصطفى مدبولي جناح دولة النرويج، وهي ضيف شرف النسخة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تم تصميمه بما يعكس الثقافة النرويجية، وحرصت المسئولة النرويجية بالمعرض على مصافحة رئيس الوزراء، معربةً عن سعادتها بتواجد دولة النرويج  كضيف شرف هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدة أهمية العنصر الثقافي في توطيد العلاقات بين مصر والنرويج.  

وفي الوقت نفسه، حرص رئيس الوزراء على زيارة جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ للاطلاع على أحدث إصدارات الهيئة من كتب تراثية قديمة، ومنها كتب الأديب طه حسين وموسوعة وصف مصر وموسوعة مصر القديمة، كما زار عددا من أجنحة الهيئات الثقافية ودور النشر المختلفة، ومركز أبوظبي للغة العربية، لتفقد المعروضات وأحدث إصداراته.

وخلال جولته بالمعرض، زار رئيس مجلس الوزراء جناج هيئة الرقابة الإدارية، وتعرف على عدد من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الهيئة من خلال جناحها بالمعرض، وكذا جهودها في نشر الوعي بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، كما اطلع على عدد من الرسائل والأبحاث العلمية المعروضة في الجناح، ويتم عرض ذلك على شاشات تفاعلية، تعرض أيضا جهود الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولي جناح الهيئة العامة للرقابة المالية، بالإضافة إلى جناح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وكذلك جناح مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات الإماراتي، الذي يتعاون مع مركز المعلومات بموجب بروتوكول تعاون في هذا الشأن.

وخلال جولته، صافح رئيس مجلس الوزراء عددا من الشباب المتطوعين بالمعرض، وقدم لهم الشكر على الجهد الذي يبذلونه في مساعدة رواد المعرض، من خلال لجان التطوع المختلفة. 

بدورها، أكدت وزيرة الثقافة أن مملكة النرويج تحلُ كضيف شَرَف لهذه الدورة، بما يتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، وتم اختيار اسم عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، لما له من دور كبير في ترسيخ الهويَة المصرية؛ وكذا اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام، بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، بما قدمه من إنتاج أدبي غزير مُستلهم من التراث الشعبي المصري، لافتة إلى أن بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024 جاء من تصميم الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، مُعبراً عن روح الفن المصري القديم، وروعة الخط العربي المميز.  

وأضافت الوزيرة أن الدورة الحالية من المعرض، تُقام على مساحة 80 ألف م2، بخمس صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر، من 70 دولة من مختلف دول العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، برغم الظروف العالمية الراهنة، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.

كما أوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أحمد بهي الدين، أن البرنامج الثقافي للدورة الـ 55 سيكون مُعبرًا عن مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية، حيث يضم البرنامج ما يقرب من 550 فعالية، تقام على مدار أيام المعرض، في 7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة، لافتاً إلى استمرار التعاون مع المؤسسات القومية التي تدعم المشروع الثقافي المصري، كما سيعلن المعرض عن جوائزه، والتي تأتي برعاية البنك الأهلي.

وأضاف أن البرنامج الثقافي لمملكة النرويج ضيف شرف الدورة الـ 55 للمعرض، يمتد على مدار 13 يومًا، حيث تشارك ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، كما يحتفي بأديب نوبل النرويجي "يون فوسه"؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض لتناول أعماله ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، ويحتفي أيضاً بهنريك إبسن، المعروف بـ "أبو المسرح النرويجي"، وسيتم التركيز على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامي كتب الأطفال النرويجيين في الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محوري في تشكيل العقول وغرس القيم.

ونوه "بهي الدين" إلى أن البرنامج الثقافي للطفل في الدورة الجديدة من المعرض، يضم مجموعة من الفعاليات التي ستقدم داخل القاعة المخصصة لنشاط الطفل، منها العروض الفنية وعدد من البرامج الثقافية الأخرى، كما يتناول برنامج الطفل محور «شخصية المعرض للأطفال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني»، حيث يقدم 5 ندوات في القاعة الرئيسية، لمناقشة مجموعة من الموضوعات، منها: «التاريخ والتراث، ورواية اليافعين، والنقد، عند يعقوب الشاروني»، يشارك فيها نخبة من كتابي أدب الطفل، والمتخصصين.

وأوضح "بهي الدين"، أن المعرض استحدث هذا العام محورًا جديدًا بعنوان "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر "تقنيات الذكاء الاصطناعي"، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر "الترجمة عن العربية - جسر للحضارة"، بمشاركة وزارتي الأوقاف والثقافة، ومؤتمر "الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة"، ومؤتمر "طه حسين"، ومؤتمر "نازك الملائكة"، كما يحتفي المعرض بمشروعات ثقافية جديدة تضم: «ديوان الشعر المصري»، و«استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول»، وهي مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصري في علاقته بالعالم أجمع.