تحول في التوازنات: النقابات تعيد ترتيب المشهد السياسي في مصر

ذات مصر

فاز عبد الحليم علام بمنصب نقيب المحامين في دورة جديدة، وذلك بعد منافسة مع النقيب الأسبق سامح عاشور، في ظل تباين رؤى محاميين من اتجاه النقابة إلى مصير غير محمود حال فوز الأخير.

مرت انتخابات المحامين دون حدوث مخالفات أو وقوع خروقات، والتي مقرر أن تعلن النتيجة رسميًا اليوم، فبحسب المستشار محمد عبد المعطى، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، أن العملية الانتخابية سارت بانتظام ولم ترصد أي مخالفات أو معوقات.

عاشور يخسر معركة مقعد النقيب

وتنضم نقابة المحامين لنقابات الصحفيين والمهندسين والأطباء، في ابتعاد أعضائها عن انتخاب مرشحين مواليين للسلطة على مقعد النقيب.

في خطوة معتادة من مرشحي السلطة، أعلن المرشح سامح عاشور، باتجاهه لدعم شباب المحامين من خلال منحهم مالية تشكل حافزًا لهم، على غرار بدل التكنولوجيا الذي تمنحه الدولة للشباب الصحفيين. 

وفي ديسمبر الماضى تقدم عاشور باستقالته من عضوية المجلس لعزمه الترشح على منصب نقيب المحامين، ووعد عاشور في برنامج بمنح المحامين مثل الصحفيين وتقديم منح دراسية للمحامين المتميزين علميًا لدراسة الماجستير والدكتوراه بالجامعات المصرية والدولية سابقة في تاريخ النقابة، خطوة كان يريد بها دفع شباب المحامين للتصويت له لكنها لم تؤت ثمارها، وصوت المحامين لعلام.

وفي العام الماضي، تظاهر عدد كبير من المحامين أمام نقابتهم وفي بعض النقابات الفرعية اعتراضات على الفاتورة الإلكترونية، التي يرونها ضريبة غير قانونية وغير مبررة، وكان ذلك أمر غير محبذ لموالي السلطة أن تحدث مظاهرة فئوية.

نقابة الصحفيين.. تمرد على الحشد

ولم تكن تلك الخطوة الأولى من نوعها التي يحذوها مرشح موالي للنظام، ففي العام الماضي أعلن خالد ميري، رئيس تحرير جريدة الأخبار، أثناء ترشحه على مقعد نقابة الصحفيين أنه تواصل مع شخصيات في الحكومة لرفع بدل الصحفيين 600 جنيه حال فوزه.

وفي ذلك الوقت، حشد مؤسسات صحفية صحافييها للتصويت لميري، لكن فعل الصحفيين حيلة ذكية، إذ حدث تصويت عقابي واتجهت الأصوات صوب خالد البلشي المحسوب على المعارضة، وصاحب أسرع موقع مصري تعرض للحجب، موقع كاتب الذي حجب بعد إطلاقه بساعات.

نقابة المهندسين.. بعيدة عن السيطرة

في 2 يونيو 2023، جرى تجميع مهندسين في حافلات بطريقة غير لائقة للتصويت ضد نقيب المهندسين طارق النبراوي، في الجمعية العمومية غير العادية لنقابة المهندسين، كما وعدوا المهندسين بوجبة مجانية في مطعم مشهور بعد التصويت، وقدموا لهم يوم عمل براتب للتصويت ضد النقيب المستقل.

لكن صوت المهندسون ضد رغبة السلطة، وحدثت أزمة كبيرة حينما اقتحم بلطجية برفقة شخصيات سياسية العملية الانتخابية لتعطيلها. 

قبل ذلك، سيطر مرشحو التيار الخدمي والمستقلون على نقابة الأطباء بعد انسحاب مرشحي الإخوان. وفي أحدث انتخابات في 8 أكتوبر 2021، فاز مرشحو "تيار المستقبل" و"قائمة الأمل"، وهما قائمتان تابعتان للتيار الخدمي.

وحصل "تيار المستقبل" على 10 من أصل 12 مقعدًا في النقابة العامة والغالبية العظمى من مقاعد النقابات الفرعية. وكان أحد الفائزين البارزين هو الدكتور أحمد حسين، منسق "جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية.

دلالات سياسية

رأى البعض أن النتائج التي حققتها انتخابات عدة نقابات، حيث فاز تيار الاستقلال وخسر مرشحو السلطة، تشير إلى بداية توعية النقابات وعودة النشاط السياسي في مصر بعد فترة تجميد وإلغاء الحريات النقابية والسياسية التي استمرت لمدة 10 سنوات.

وكانت نتائج التصويت في انتخابات نقابة الصحفيين والجمعية العمومية غير العادية لنقابة المهندسين وأخرها المحامين تحمل دلالات سياسية وتفسيرات مختلفة.

تاريخيًا، فإن هذه الهزائم التي تعرض لها أنصار السلطة في نقابات المهندسين في مارس 2022، حيث فاز نقيب مستقل ومجلس معارض للسلطة، وفي نقابة المحامين في سبتمبر من العام ذاته، حيث فاز نقيب ومجلس مستقلين نسبيًا وهو ما تكرر اليوم.